يكاد يكون هذا المصطلح أسطورة هذا العصر لذلك فكل ما يخطر ببالك من تخيلات تعكس هذه المعاناة سوف لن تعطي الصورة الكاملة لما مر به من محن .
حيث يحكى إن لاجئ فلسطيني من مخيم البلديات في بغداد وجد الفانوس السحري !!! وبعد أن مسح عليه خرج له خادم المصباح وقال له اطلب ما تريد يا سيدي ؟ .
قال اللاجئ الفلسطيني أريد ثلاث أمنيات !!؟ .
قال الخادم : لا يا سيدي انأ لا استطيع إلا أن ألبي لك واحدة .
فقال اللاجئ الفلسطيني أول شيء اعرف هذه الأمنيات الثلاثة :
1- أن تصل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيم البلديات في بغداد وتعمل على إحصاء اللاجئين الفلسطينيين وإدخالهم ضمن قيود الوكالة .
2- أن تعمل على إخراج اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في بغداد إلى أي مكان في العالم .
3- أن نعيش في سلام وحرية وأمن وأمان كباقي شعوب العالم .
انتظر خادم المصباح مليا وقال :يا سيدي إنني منذ مئات السنين عندما دخلت الفانوس وأنا اعرف أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق هم المنسيين من قبل المسؤولين عليهم من أمم متحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومن قبل السلطة الفلسطينية وحكومة غزة ومن قبل حكومة تصريف الأعمال ومن قبل الدول العربية ومن قبل العالم كله .
قال خادم المصباح لا استطيع يا سيدي أن ألبي لك هذه الأمنيات هل لك أمنية أخرى!! ؟ .
فكر اللاجئ الفلسطيني كثيرا ثم قال : هل تستطيع أن تقوم بجلب شهادة وفاة وإخراج ميت فلسطيني من الطب العدلي في بغداد وان تقوم بدفنه في مقبرة الغزالي ؟ !!.
هنا قاطع خادم المصباح كلام اللاجئ الفلسطيني وقال له بصوت عالي : ( بدك اياني انعلس )، أريد العودة إلى الفانوس ارحم من أن أنعلس على يد المليشيات وفرق الموت في بغداد .
هذه خاطرة قد تدور في أذهان الكثير من اللاجئين الفلسطينيين في العراق فأصبح هاجس القلق والخوف من شبح المليشيات في العراق أمرا كبيرا ، وكذلك حقيقة النسيان الواضح والإهمال الكبير من قبل المعنيين بهم سواء على المستويات الدولية أو العربية أو الفلسطينية جعل خلاصهم أشبه بحلم يراودهم ، لكن لابد أن تفرج بعد هذا الضيق .
عبد العزيز المحمود
كاتب فلسطيني – بغداد
4/12/2008