السلام عليكم
يفيض على شعبنا غيض أحداث عصيبة مضت وافتقدت طريقها الزاهرة عنوة فتركتها بجراح وألم أغلى من الروح ومضت في طريق وعر جدا كصحراء قاحلة وجدول لا ماء فيه على أثر قضية عربية شاملة وبلد قائم الصراع عليه منذ دهور وعصور فأصروا أولاد عمومتنا تحميل ما يجري من أحداث لنا وحدنا وتخلو عنا في كثير من الواجبات الحتمية بل البعض أجرى توقيع واتفق نيابة عنا وخان إسلامه وأهله وعروبته وقيمه ومبادئه ولهذا اليوم المعاناة قائمة بشتى أنواع الوسائل وبكل الدول التي نزح فيها الفلسطيني كانت مجازر يندى لها الجبين بدأت في الأردن والمكالمة الشهيرة للراحل جمال عبدالناصر للملك حسين بن طلال قال له ( لماذا تذبحهم نحن خسرنا الحرب لماذا تذبحهم ) وعلى مقولة العراقيين حايط انصيص وأعذار واهية مثل السيطرة على الحكم وبعض الأعذار الكاذبة وبعدها مباشرة مجازر لبنان صبرا وشاتيلا التي لا تغتفر ومصر أخذت حصة كبيرة في سياستها وتحجيم الفلسطيني وليبيا طرد الفلسطينيين ثم أحداث حرب الخليج والكويت فعلت ما فيه من نصيب لها وأخيرا وليس آخرا العراق حيث مشهور هذا البلد بالمسكوف والتكة والكباب فاخذ حصته كالبقية وأضاف إليها العوازة ، فما كان من هذا الإنسان المسلم الفلسطيني إلا انعدام الثقة بأين كان والخوف من المجهول الذي يطارده في كل العصور والدهور على مدى الأزمان والتاريخ الذي أثرى الأحداث التي مر بها الفلسطيني من صعوبات وممارسات قمعية ناهيك عن الكلام الأجوف وغيره من الكلام الذي جرح كبريائهم .
في هذه الأحداث التي تكلمت عنها كان يوجد أبطال في الفداء ثابتين ومصرين في موقفهم ووفاء رخصت له الأرواح وسأروي لكم حكاية منها :
إن ما أفطن لكم من إثراء الكتابات هو من بحث ونقد أمور حصلت حقيقة في واقعنا الأليم وأحببت أن نكون شعب نسير قدما كم يقال إن فعلي سابق لأقوالي وكان يقال من مدحك في ضجة خانك في صمت فما الإنسان إلا كائن حي خلقه الله تعالى فخرج من التراب وعاش على التراب وتعامل مع التراب وإلى التراب يعود ، كان أسد فلسطين مع رفاقه الذين شدوا رحالهم إلى الفداء في سبيل الله ثم من أجل الوطن الثمين وكان يحب الحياة ويمتاز بالطيب والشجاعة والجسارة الفائقة بكل المعنى مع قوة بأس شديد وكان معه مجموعة من رفاقه الأبطال وهم ساعين إلى مهمة قتالية إلا انه كان يفضل زميله مناضل على البقية ولكن كان مناضل يمتاز بالسكون والإحساس المرهف فيتجنب أسد فلسطين وكانت هذه العلاقة يحس بها رفاقهم ويعلمون بها وبعد المسير والعثرات والمشقات ورغم كل الصعاب إلا أن مناضل كان يتجنب أسد فلسطين فجاءت ساعة الصفر ودخلوا معركة قوية جدا مع جيش يتفوقهم عدة وعدد وبعد مرور ساعات من القتال استشهد بإذن الله مناضل وبقى بقرب ساحات العدو وأمر آمرهم بالانسحاب إلا أن أسد فلسطين قال للآمر سأذهب وآتي به فقال الآمر تريد قتلنا جميعا لإنقاذ جثة الشهيد بإذن الله ، هذا أمر الله ولا نستطيع عمل شيء له انسحبوا فانسحبوا وبعد لحظات فقدوا أسد فلسطين فذهب ليأتي بزميله مناضل رغم انه مستشهد بإذن الله ورجع أسد فلسطين ومعه مناضل مستشهد بإذن الله وأسد فلسطين مثخن بالجراح فقال الآمر ألم أقل لك انه استشهد بإذن الله أنت كشفتنا وستعرضنا للموت وبدأ الجميع بملامة أسد فلسطين وأسد فلسطين جالس رغم جراحه المثخنة وواضع يديه على خديه ومنكس رأسه إلى الأسفل بألم وحسرة مريرة ودمعة منحصرة ومحرقة ونظر إلى رفاقه وحدثهم بما حدث فجلسوا جميعهم وبكى البعض على هذه العلاقة البريئة الصافية قال لهم وصلت إليه في آخر أنفاسه وقال لي ( كنت اعرف انك ستأتي ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
باحث وناقد مستجد
6/12/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"