بين يوم وآخر نقرأ خبرا يفيد بأن لجنة شئون اللاجئين في السويد، أو غيرها، قد زارت مخيم اللاجئين الفلسطينيين على الحدود السورية المدعو التنف أو زارت المخيم الآخر على الحدود الأردنية وهومخيم الوليد وهما مخيمان "مؤقتان قد أقيما بعد احتلال القوات الأمريكية لأرض العراق. وكان آخر من تم قبولهم للسويد ستة عائلات أقامت في هذه المخيمات ما يزيد عن سنتين.
منذ بداية الإحتلال ويعيش أهلنا حالة الموت والتشريد والملاحقة والهلع، شيبا وشبابا أطفالا ونساء. يقبعون هناك وفي المخيمات المذكورة، لينشدوا بشكل خاص الدول العربية لقبول لجوئهم وحمايتهم من قوى الشر التي تلاحقهم في العراق لمجرد أنهم فلسطينييون، ويناشدون دول العالم بشكل عام لقبول لجوئهم وتأمين حمايتهم.
منهم من وصل البرازيل، ومنهم قبل في تشيلي في الطرف الآخر من الكرة الأرضية، وآخرون لجئوا إلى دول الإتحاد الأوربي ومن بينها السويد. وعندما يفتش المرء عن الإجراءات التي تتخذها القيادة الفلسطينية بهذا الشأن لحماية هؤلاء البشر من أبناء جلدتنا وديننا فلا يجد ولا حتى سطور.
ومن متابعة الأخبار العربية يرى المرء الكيفية التي تتشدق الدول العربية وإيران بمحبة ودعم الشعب الفلسطيني في محنته! وهنا يبرز التناقض الكبير بين القول والفعل على الرغم من اعتراضاتنا الدائمة على إزدواجية المعايير عند دول الغرب. فمن جهة يقتل الفلسطينيون ويلاحقوا في أماكن سكنتهم في العراق من قبل جهة ما، حكومية أو ميليشيات تدعي حب فلسطين وأهلها. وإن هرب هؤلاء من الموت مع أطفالهم فيمنعوا من اللجوء إلى الدول العربية المجاورة. ثم تأتي وفود دول غربية وغريبة في العادات والتقاليد، والتي نقول نصفها بدول التآمر لتأخذ بيد أهلنا من تلك الصحراء. ومن جهة أخرى لاتسكت أصوات القادة العرب في المؤتمرات وفي الإذاعات والصحف والقنوات الفضائية عن التعبير عن التضامن والود والحب والتفاني والتضحية والإخلاص لشعب فلسطين.
فبالله عليكم ياسادة السياسة وياأصحاب القرار إشرحوا لنا هذا اللغز المحيّر. نعم أهلنا في غزة يعانون ويأخذون جزءا من اهتمامكم لكن هناك فلسطينيون آخرون يعانون في العراق وفي لبنان وفي العالم أجمع. وإذا كنتم عاجزين عن القيام بمهامكم فاستقيلوا واتركوا الأمر لجمعية الأمم المتحدة التي خلقت المشكلة أساسا، في وقت عجزت فيه جامعة الدول العربية من مساعدة هؤلاء الناس.
5/3/2009
رشيد الحجة
صحفي فلسطيني مقيم في أوبسالا- السويد