السلام عليكم
في زمن بعيد طرد أهل لي من بلاد الزيتون وكان حبهم متداخل مع الطابون ومراعي الجبال ومع البقال وسهول ووديان مزروعة الخس والنعناع والعقوب وووو .. والرمان من الله هبة الرحمن ، والبحر يطل عليهم دائم الأطلال وطيور بيضاء وأجنحة لصقاء صافية ووفية كانت تمرح حواريهم ببيارات أسطورية وأيام تقضى في نعمة فريدة بذكرياتها وأرض خلابة ميمونة تدعى ( فلسطين ) .
كان أناسها يعيشون بجموح وكبارها أشراف جهابذة وفرسانها علاة الميهاف فهب عليهم أوغاد بتدبير من سائر البلاد والعباد وأخرجوا في ليالي معتمة ونهار مظلم وساروا وراء كلام الجوفاء فذهبوا مع ريح أضاعتهم وأضاعت جهابذهم وأسفلت مياهفهم فتشرذموا في أقطار تحسبوا أنهم غيارى كما روت لهم الفيجاء وبعد استقرارهم في البلدان سارت بنا أقدارنا والحمد لله إلى بلد يدعى العراق فكانوا بعض أهل هذا البلد أناسه أشدّاء ذو بأس عظيم فما كان من أهل فلسطين غير المعاضدة والتكاتف ونشأنا محبين مدافعين وفعليين ولا نقبل التجاوز على فلسطيني والنيل منه فترى رغم قلة الخلافات التي كانت ظاهرة ونحس بها كأفراد بلدة واحدة وشعب واحد إلى انها لم تكن ظاهرة تماما فكنا نحسب اننا يد واحدة ولهذا عندما يحدث مصاب على احد تجدنا من الأوائل في التكاتف والمسير إليه إلى حد الموت فكان الدفاع عن فلسطيني أشبه بالعقيدة فكان موجود من يتغاضى ويتخاذل ولكننا نتستر عليه ونرفع من مقامه فما هو إلا أخ لنا وابن جلدتنا وما سوف يمسه سيمسنا وركضت بنا الحياة إلى الشّتات ماذا حدث ( إن أكرمت الكريم ملكتهُ وإن أكرمت اللئيم تمردا ) ندفع بالقيم والمبادئ حيثما نشتهي نحن نتكلم بكل صفاقة ونتغنى بالكلمات الفوجائية لنزهي أنفسنا لمن لا يعقلون أفعالنا كما حدث في نكستنا وتكلمت الجوفاء وصُدِقَت من البعض المرغمين بالظرف القاسي وها هي النتيجة أمام أعينكم التشرد والضياع لماذا لان وثقوا أهلنا في 48 بأناس موصوفين بالجبن وبيّاعين الكلام فيستخدم أرقى المعاني والكلمات ليُقنع الناس انه من الجهبذ والميهاف وهو جوفاء وما كان أهلنا بمُصدّقيهم إلا أن الأمر كان أقوى منهم فأهلنا يمتلكون الجهبذ .
أروي حادثة فلسطينية حقيقية في قرية من قرى فلسطين لأبين كيف كانت الجهبذة والمعرفة عند أبناء فلسطين القرويين وكيف يطمحون إلى أبنائهم الميهاف كان يوعضون الأبناء العلا يعلموهم الكرم الطويل الأمد لمن يستحق ، كان الأب ينصح دائما ابنه من أصدقائه لما شاهدهُ منهم من كلام فكان يجالِسهم بعض الأحيان لِيعرف أصدقاء اِبنهِ وما أهوائهم لخِبرتهِ في الحياة الصعبة التي كان يمرون بها فالفلسطيني معروفة حياته بالوعورة فمهما تقدم الزمن وتحدث الحياة يجب علينا معرفة أصدقائنا بالدرجة الأساسية لصعوبة حياتنا فيقول له ابني ابتعد عن فلان أو فلان فيقول الشاب لا يا أبي انهم شجعان وأبطال ويقول الأب ابني لا يغرنك الكلام عند الفعل يذهب مع الريح ويكون كالغزال المسرع قال لا يا أبي وبقت العلاقة دخول وخروج ومأكل ومشرب والأب كان كريم ولا يحب الجبان واللئيم فلا يكترث بالمأكل والمشرب ووو .. ولكن عزَّ عليه أن ينكث بإبنه عند المصيبة والابتلاءات كثيرة على هذا شعب المليء بالجِراح وكان يحسب للبعيد ووقعت الفاجعة جاء الابن وشاهد أبيه يده وبعض الملابس ملطَّخة بالدماء فصرخ ما هذا قال يا بني هذا الرجل جاء متخفيا على بيتنا طمعا بالمال وأحسست به وحاولت الإمساك فوقع وكان بيده سكين فدخلت السكين في جوفه ومات فخفت من الناس والشرطة والسجن وما سيحل بنا فأخذته إلى الحديقة ودفنته فقال الشاب أين هو ما العمل يا أبي ما نفعل قال الأب اذهب إلى أصدقائك الأبطال فما رأيت أبدع وأرقى من كلامهم فشعرت إن من الجهبذ أن ندعي احد منهم لمساعدتنا ونرمي الجثة بعيد عن هنا فقال حالا يا أبي فرِح الشاب وذهب مسرعا على أولهم فسرد له فقال أعذرني يا أخي إن سريري رجله مكسورة وأنا سأنام تحته لأصلّح رجل السرير فصُدِم الشاب وذهب إلى الآخر فقال له إن بيت الماء ( التواليت ) ضوئه عاطل وأنا أصلحه وكان اخو صاحبه واقف ومُستمع فقال الشاب وأنت يا أخي قال أنا احمل له الأغراض لأساعده فذهب إلى الآخر قال أنا أمي تخاف علي والى الآخر قال أنا رجل عندي أخلاق والآخر أنا مؤدب فقال في نفسه ماذا سأقول لأبي هل أقول له شخص مختبئ تحت السرير والآخر في بيت الماء والآخر في حضن أمه والآخران يأتون بحجج ليس لها علاقة بالموضوع ونحن شعب المِحن ، هل كنت بهذه السذاجة ولم اعرفهم على حقيقتهم فرجِع إلى آبيه منتكس الرأس ولا يستطيع النظر إلى أبيه فكان الأب يعلم ما سيحل به فقال أسرع إلى صديقي أبو شحادة فذهب إليه فخرج إليه مسرعا رغم تأخر الوقت وكان باللباس والفانيلا وعندما قص له الشاب ذهب أبو شحادة مسرعا إلى السيارة فقال الشاب يا عم أنت بل ...... ( قال ارجُض انتِ بعدك واكِف ) فذهبوا إلى البيت فشاهد صاحبه والدم أثاره فذهب مسرعا وحفر الحفرة التي بها الجثة فتفاجئا ما هذا فقال الأب اذهب يا بني بهذه الخروف الكبير المذبوح فقد ذبحت الذبيحة لعمك ليأكل من لحمها من يستحق فيجب يا بني أن تصادق أهل الجهبذ والميهاف ولا تصادق أو تصدق الجوفاء .
ملاحظة : الأخوة الأعزاء متابعين وقراء إن ما اكتب بعض الأحيان في العنوان عن صعوبة المعنى في بعض الكلمات لوصولنا الدول الأوربية لكي تتكرر علينا الكلمة لصعوبتها لنعرف معناها فانا لم أكن اعرف معناها تعلمتها وأحببت أن أوصل معناها لمن يحب ويرغب للاستفادة وشكرا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
التلميذ الباحث والناقد المستجد
29/11/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"