صحيفة المثقف : علي السعدي-بغداد – 23/1/2008
وكأنك امام احدى الليالي البغدادية في حكايات الف ليلة وليلة، لكن هارون الرشيد لم يكن حاضرا ليطلّع على احوال الرعية، فنهارات الفلسطينيين في بغداد تشبه لياليهم حالكة الظلمة، لانعدام الكهرباء وكابوس الخوف، حيث يكمن الموت خلف الجدران، ربما بقذيفة طائشة أو على يد مقنع مجهول السمات، نحن محاصرون:
يقول صبحي رزق الذي كان يمارس مهنة التعليم في المدارس العراقية، وهو الان حارس في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، العراقيون انقلبوا راسا على عقب، تحولت مشاعرهم ضدنا، لم نكن نتصور هذا التحول في علاقتهم معنا، هنا لا احد يسأل عنا، القيادات الفلسطينية غائبة تماما، واوضاعنا سيئة، بطالة وخوف من المجهول، لانكاد نجرؤ على مغادرة " البنايات " – يقصد العمارات السكنية في حي البلديات القريب من بغداد الجديدة في الشمال الشرقي لمدينة بغداد، والمخصصة لسكن الفلسطينيين .
البداية للوجود الفلسطيني في العراق – كما يرويها الاستاذ توفيق عبد حسن – كانت حين زار الوصي على عرش العراق الامير عبد الاله بن علي والاميرة عاليه، سكان قرى- جبع – عين غزال – اجزم – التابعة لقضاء حيفا، كان ذلك في عام النكبة 1948م، حيث سميت هذه القرى بالحمامة البيضاء بعد ان صمدت بوجه الحصار الصهيوني ستة اشهر متواصلة،ثم نقل سكانها الى جنين بعد سقوطها، وهناك خرجت امراة فلسطينية ترتدي السواد بعد مقتل زوجها واولادها الثلاثة، فخاطبت الوصي بغضب قائلة: ان كنتم لستم رجالا لتسترجعوا ارضنا، فسلحونا ونحن نقوم بذلك، .
أمر عبد الاله بنقل سكان تلك القرى الى العراق مع التعهد برعايتهم، وهناك وضعنا – يتابع الاستاذ توفيق - بداية في مخيم الشعيبة في البصرة، ربما لابعادنا الى اطول مسافة عن فلسطين،وقد خصصت هيئة الامم لكل عائلة آنذاك مبلغ 300 فلس عراقي، بحساب 100فلس للسكن ومثلها للطعام واخرى للخدمات، كنا حوالي (5000) نسمة نزحنا الى العراق، ومع مرور الوقت نزح العدد الاكبر الى بغداد واستقر فيها،.
الكاتب والناشط الاجتماعي محمد المحمدي، يذكر ان عدد الفلسطينين المقيمين في العراق بلـــغ ( 35000) نسمة بحده الاقصى قبل عام 2003، وذلك طبقا لاحصائية قامت بها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية – قسم شؤون الفلسطينيين – لكن بعد العام المذكور، اعلنت مفوضية اللاجئين ان العدد لا يتجاوز (23000) وهون العدد الحقيقي لفلسطيني العراق النازحين منذ عام 1948، اما البقية، فكانوا ممن قدموا في السنوات اللاحقة سواء من الكويت او الاردن او غيرها حيث تزوج معظمهم واستقر هنا، لكن هؤلاء لم يدخلوا السجلات الرسمية كلاجئين .
الاستاذ توفيق عبد حسن، خبير مرموق في رعاية وتأهيل وتدريب ذوي الحاجات الخاصة، كان موظفا لسنوات طويلة في وزراة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، وبعدما احيل الى التقاعد لبلوغه السن القانونية، استعانت به حكومة المالكي لإنشاء معاهد رعاية لذوي الحاجات الخاصة في البصرة والنجف والديوانية .
صبحي رزق – الذي يبدو يائسا اكثر من غيره – يقول : عندي سبعة اولاد جميعهم هاجروا، اما خارج بغداد – الى الموصل – او الى سوريا وغيرها، هربا مما نتعرض له من المليشيات، لم تكن معاناتنا قليلة حتى ايام النظام السابق، رغم ان بعضنا كان ينتمي الى حزب البعث .
الحذر باد في كل حديث تسمعه، لكن اسمي، الذي لم يكن مجهولا تماما لديهم، اضافة الى كتاب التكليف بحوزتي الصادر من مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وانتمائي السابق الى احد التنظيمات الفلسطينية المعروفة، خففا الكثير من الحذر، الاستاذ توفيق، بإعوامه التي تربو على السبعين، ونظره الذي فقده منذ سنوات، يسألني عن " ابو ماهر اليماني " وعما اذا مايزال حيا ؟ محمد المحمدي الصحفي و المتحدث البارع، خريج كلية الاداب /قسم التاريخ، جرني الى حوار طويل خارج الموضوع، فخضنا في التاريخ العربي وديمقراطية الخلفاء الرشدين، قياسا بحكام العرب الحاليين، والقيادت الفلسطينية سواء في منظمة التحرير ام في السلطة الفلسطينية- بفتحها وحماسها -، وكأنه لا يحبذ الحديث عن حكايتنا الحاضرة،وتاليا لايريد ان اذكر اي شيء عنه شخصيا، او عن المؤسسة الاجتماعية التي يرأسها والتي يطلقون عليها اسم " الاكناف " رغم انها تقبع في بيت ارضي صغير في عمق البنايات السكنية، وقد استغرقني الاستدلال عليها وقتا، وتطلب مرورا بزواريب يبدو الاهمال واضحا عليها، كان الرجال قد تداعوا لحملة تنظيف في الحي بعد ان يئسوا على ما يبدو من خدمات البلدية، السوق الداخلية تعج بالمتبضعين من الجنسين، لهجتهم تترواح مابين العراقية " الصافية " وتلك الممزوجة بلكنة فلسطينية، طبيعة الاعمال التي تقوم بها الجمعية، غير واضحة تماما، لكنها تحاول ان تقدم شيئا وسط تلك الظروف الصعبة، ورغم ان ما تقدمه ليس بالكثيرأو البارز، وعملها في كل حال، ذو طبيعة خدمية اجتماعية، فان رئيسها يخشى ان تستهدف - بشخوصها او القائمين عليها- .
الاستاذ سعد توفيق مدير نادي حيفا – اقدم المؤسسات الفلسطينية في العراق واكثرها نشاطا بعد جميعة الهلال الاحمر الفلسطيني – يقول : كان نادينا يمارس مختلف النشاطات الرياضية والاجتماعية والثقافية، بل قل كان محور الحركة للفلسطينيين في بغداد،لكننا اليوم نعيش حالة من الجمود بسبب الاوضاع القائمة .
تاسس نادي حيفا عام 1973، انبثاقا من مجلس رعاية الشباب والرياضة الفلسطينية الذي تأسس قبل ذلك بعامين اي عام 1971، في البداية، كان اسمه نادي فلسطين،ثم وبإقتراح من مسؤولين عراقيين آنذاك، تغير اسمه الى نادي حيفا فلسطين وما يزال، كان يلعب في الدوري العراقي لكرة القدم وقد رفد المنتخب الفلسطيني بعدد من اللاعبين المميزين امثال لؤي حسني – صفوان عاطف – امجد حلمي وغيرهم – كذلك برز لاعبون في مختلف الالعاب مثل صبري جميل وصلاح سمور في الملاكمة، وفي تنس الطاولة كان هناك منهل فتحي ونائل يعقوب كذلك اسامة شريف في كرة السلة، اما المدراء الذي توالوا على ادراة النادي فأذكر منهم الدكتور فريد السيد والاستاذ مكي اسعد وسواهم، واليوم النادي بادارتي .
اكثر المؤسسات الفلسطينية حركة ونشاطا، كان المجمع الطبي التابع لجميعة الهلال الاحمر الفلسطيني، ورغم انه اداريا لا يعمل تحت اسم الجمعية بشكل مباشرة، بل مسجل في الدوائر الرسمية العراقية بأعتباره مجمعا طبيا بإشراف نقابة الاطباء العراقيين، الا ان اليافطة المرفوعة على مداخله، تحمل اسم الجمعية .
كان المراجعون يتكدسون في الممر الضيق في الطابق الثاني- والاخير- للمبنى، حيث تتوزع عيادات الاطباء من مختلف الاختصاصات .
جميع الاطباء من العراقيين بإستثناء طبيب فلسطيني واحد اضافة الى مدير المستشفى الدكتور ناصرشعبان، الذي لم نستطع مقابلته الا في اليوم التالي - لغيابه في عمل خارجي كما اخبرتنا المسؤولة الادارية السيدة عبير خليفة –. يقدم المجمع خدماته في طب الاطفال والامراض النسائية والصدرية والمفاصل اضافة الى الامراض الجلدية والعيون، وهناك عيادة خاصة لطب الاسنان ومختبر تحاليل طبية وجهاز سونار.
قضية الولاء لنظام " صدام حسين " التي اتهم بها الفلسطينيون في العراق، يفندها الاستاذ توفيق بالقول : في ثمانينات القرن المنصرم، ارسلت في بعثة خارجية بإعتباري خبيرا في شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، كنت منتدبا من وزارة العمل العراقية التي كنت اعمل بها بصفة مستشار، كانت القوانين العراقية يومها، تسمح للخبراء بإستيراد سيارة معفاة من الجمارك، لكني الوحيد الذي استثنيت من ذلك لكوني من فلسطيني العراق، ثم صدر بعدها تعديل للقرار يشمل بمفاعليه كافة العرب المقيمين هنا، لكن القرار المذكور استثنى الفلسطيني كذلك،حينها قلت لهم : يبدو ان فلسطين اذا تحررت، فسوف يسمح لجميع الفلسطينيين بالعودة اليها ويستثنى من ذلك فلسطينيو العراق .
رواتبنا لا تزيد عن مائتين وخمسين الف دينار عراقي، وفي مثل هذا الغلاء، فانها لاتكاد تسد الرمق، يقولها احد الموظفين في جميعة الهلال الاحمر الفلسطيني، لكنه يقر بأن هذه حال العراقيين ايضا، أما عن الحصة التموينية، فنحن نحصل عليها بإنتظام اسوة بالعراقيين، ولولاها لكانت الامور اسوء بكثير .
الوضع يبدو هادئا تماما والحياة طبيعية في هذه المنطقة،فمنذ اشهر لم تسجل حوادث امنية بارزة، ضابط الشرطة المسؤول عن حماية المنطقة،- الذي يبدو مرتاحا وهو يحتسي الشاي في نادي حيفا -، يقول : نعم، حصلت بعض الحوادث والاعتقالات التي طا لت افرادا فلسطينيين، لكن ذلك كان في السنتين الماضيتين،وعلى اثر تفجيرات بغداد الجديدة واكتشاف الخلية المسؤولة عنها، حيث تبين ان من ضمنها بعض الفلسطينيين، وهم لا يتجاوزون الاربعة، .
:- هل تعرف نظرية الاواني المستطرقة؟ سألت ضابط الشرطة الذي رفض التعريف عن اسمه، فنظر بدهشة لفجائية السؤا ل قبل ان يجيب مبتسما: اعرفها طبعا، لكن ما علاقة ذلك بموضوعنا ؟ -: الا يشبه ما حصل للفلسطينيين هنا، مطابقات لتلك النظرية ؟ احدهم يرتكب جرما، فيطال بمنسوبه جميع الابرياء بالمقدار ذاته. هذا مستنكر ومدان قطعا : يقول عالم الاجتماع الدكتور " ابو امنة " كما قدم نفسه - وهو مسؤول في احد الاحزاب المشاركة في السلطة - ماحصل للاخوة الفلسطينين شمل العراقيين بكثافة اكبر،بعض الحوادث التي استهدفتهم، لم تكن نهجا متبعا للنيل من الفلسطينيين دون غيرهم، بل حوادث متفرقة ارتكبها افراد، لكن يمكن القول ان هناك مجموعة من العوامل افرزت نوعا من التشنج طال، ليس الفلسطينيين وحدهم، بل جميع العرب، منها ما كانت تبثه وسائل الاعلام وخطاب النخب العربية، التي بدت وكأنها تبارك قتل العراقيين وتشجع قاتليهم، اضافة الى عوامل اخرى ساهمت الى حد بعيد في ردود الافعال التي شهدناها، تلك غيمة سوداء ستمر حتما. الدكتور ناصر شعبان مسؤول المجمع الطبي في جميعة الهلال الاحمر الفلسطيني، يؤكد ذلك بقوله : انا ولدت في العراق، ولم اسمع حتى اللحظة من يطالبني بالرحيل، الشعب العراقي مشهور بسرعة تحوله، فانه يغضب بشدة وينطلق غضبه بشكل جارف، لكنه سرعان ما يسامح ويغفر ليعود الى طبيعته غير الحقودة، حالنا الان افضل بكثير مما كنا عليه في العام الماضي، بدأنا نعود الى نمط حياتنا، البلد يعيش ازمة كبيرة، و شعبه يدفع ضريبة التحولات التي يشهدها، لذا فنحن ايضا سنعاني مثلهم، بإعتبار وجودنا في هذا البلد، اكثر ما يزعجنا الان، هو عدم وجود هويات تسمح للفلسطينيين بالحركة، خاصة اولئك الذي لا ينتمون الى دوائر رسمية او جامعات ومعاهد يحملون بطاقاتها،. تأسس المستوصف عام 1990 بإدارة الدكتور انور سالم العواودة، كان المستوصف تابعا لجميعة الهلال الاخمر الفلسطيني، وقد سمح لنا بالعمل الطبي شرط ان لا تتحمل الدولة العراقية تكاليف مادية او معنوية تجاهنا، أما الان، فقد سجل في وزراة الصحة ونقابة الاطباء تحت بند " مجمع طبي خيري " وهو يعمل بموجب نظام الهلال الاحمر العراقي، أما المساعدات العينية، فقد حصلنا على خيم وادوية وبعض المساعدات الاخرى، من وزراة الصحة والهلال الاحمر العراقيين، لكن ذلك يتم في الازمات فقط، .
المجمع الفلسطيني يمول نفسه : تقول عبير خليفة مسؤولة الادارة : فنحن نستقبل ما بين 400- 500 مراجع يوميا وبدوامين، صباحي يمتد من 8 صباحا حتى 1 ظهرا – ومسائي من 2- 4 عصرا،ونتقاضى عن كل مريض : 3000دينار للاختصاص، و2000 دينار للطب العام، هذا عدا المختبر والسونار وتخطيط القلب وعيادة الاسنان، لكنا لا نقوم بصرف الادوية لعدم توفرها عندنا، الغالبية الساحقة من مرضانا هم من العراقيين كذلك اطباءنا. كان لدينا اربعة اطباء فلسطينيين : يضيف الدكتور ناصر شعبان : لكنهم هاجروا جميعا ولم يبق سوى طبيب واحد فقط.
الذي كان موظفا في دوائر الدولة من الفلسطينيين – يواصل د. ناصر شعبان -، مازال يمارس عمله دون عوائق ولم يفصل احد من وظيفته، كذلك حصلت تعيينات جديدة للطلبة الفلسطينيين، خاصة الدارسين في اكاديمية التمريض وكليات الطب والصيدلية والتربية وسواها، ذلك لان الدولة تلتزم بتعيين خريجي هذه المعاهد والكليات،وبالتالي يحصل الطالب الفلسطيني على تعيينه اسوة بالطالب العراقي، فليس هناك من تغييرات في القوانين العراقية السابقة، لكننا نعاني احيانا من مستوى التطبيق، فهناك معقوات ناتجة عن سوء الادارة .
لكن ذلك ليس كافيا بعد، لازالة الحذر والشعور بالاستهداف عند غالبية الفلسطينيين في بغداد، رغم ان المجتمع الفسلطيني هنا، لم يطوق نفسه ب" غيتو " خاص وبالتالي يعيش عزلة، بل كان طوال وجوده منفتحا على محيطة، ومرتبطا بصداقات و شراكة مهنية، اضافة الى علاقات اجتماعية، انتجت عددا من الزيجات المختلطة التي لم تتعرض لأية اشكاليات بسبب اختلاف الانتماء،.
: -انا متزوج من شيعية وأحدى قريباتي تزوجت من شيعي كذلك، يقول احد الرجال وهو يدفع عربته في حملة عمل تطوعي للنظافة في الحي، فيما يؤكد الاستاذ المحمدي ان عدد تلك الاسر بلغ 15 عائلة – فلسطينيات متزوجات من عراقيين او بالعكس – . العمال المياومون هم الاكثر تضررا لامتناعهم عن الخروج بحثا عن عمل تحسبا مما قد يحصل، كذلك اصحاب المصالح الخاصة، فلقد برع الفلسطينيون في ا افتتاح ورش تصليح السيارات وحدادتها واعمال الكهرباء والالكترونيات بانواعها، كذلك في النجارة والحدادة والخياطة وسواها، ومعظم هؤلاء توقفت مصالحهم اشهرا عديدة بسبب خشيتهم من الاستهداف، الا انهم بدأوا بالعودة الى ورشهم واعمالهم، وان كان القلق مازال يروادهم، لكن " ليس لنا من وسيلة اخرى " يقول احدهم، .
المجتمع الفلسطيني هنا، تغلب عليه نسبة الشباب من الفئات العمرية ما دون الاربعين عاما، والتي تقدرهم بعض المصادر بما يفوق 55%، وترتفع بينهم نسبة المتعلمين من خريجي المعاهد والكليات، التي تقترب من 60% كما يؤكد الاستاذ سعد توفيق مدير ناي حيفا، ذلك ناتج عن عدد الجامعات والمعاهد في العراق والسهولة النسبية في الانتساب اليها – خاصة في السنوات السابقة – وحب الفلسطينين للتعلم،كذلك فإن نسبة الامية بين الفلسطينيين تكاد تنعدم بشكل كبير، المفارقة في المجتمع الفلسطيني في العراق، تكمن في النسبة المرتفعة لعدد الذكور قياسا بالاناث،والتي تقدر بحسب احصائية اجرتها بعض المنظمات الاهلية با لتعاون مع مفوضية اللاجئين ب 57% للذكور مقابل 43% للاناث، لكن الوضع لم يبق على حاله، فالهجرة الكثيفة للشباب الفلسطيني، انعكست تأثيرا على النسب المذكورة .
يبقى الحديث الذي راج في سنوات مضت عن توطين مليون فلسطيني في العراق، والذي نال حيزا من اهتمامات المحللين، واثار حساسيات عا لية لدى بعض الاوساط العراقية حينها، يبدو اليوم وقد سحب من التدوال بشكل نهائي، اذ لم الحظ احدا اشار االيه ولو بشكل عابر.