وفق الرياضيات مطالبة خمس الشعب الفلسطيني بخمس مساحة فلسطين يبدو أنها معادلة صحيحة ولكن وفق المنطق التاريخي والجغرافي معادلة خاطئة ، أين سيذهب أربعة أخماس الشعب الفلسطيني ؟ ولصالح من ستذهب أربع أخماس أرض فلسطين .
بدأ اليوم العد التنازلي للاستحقاق الفلسطيني الموعود مع دخول شهر سبتمبر حيث سيلقي الرئيس الفلسطيني في 23 منه خطاباً يطلب من الأمم المتحدة الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين .
أخشي أن توافق الأمم المتحدة على هذا الطلب لأن الرئيس أوباما قال في خطابه في الأمم المتحدة العام الماضي ( أرغب في رؤية دولة فلسطين حاضرة بينكم ) .
السؤال هل يستطيع الرئيس أوباما أن يفي بوعده أشك في هذا لأن الضغوط عليه من اللوبي الصهيوني كبيرة والرئيس أوباما لم يفي بأي وعد قطعة رئيس سريع التقلب وينساب كالماء حيث لا لون ولا طعم ولا رائحة له .
وأعتقد بأن الرئيس عباس قد أخذ ضوء اخضر من أمريكا بتحقيق مطلبه وان الطبخة قد تم طبخها وباقي بعض البهارات وكيفية أطعامها للشعب الفلسطيني .
ولكني أعتقد جازماً بأن الشعب الفلسطيني لن يستسيغ هذه الطبخة لأن طعمها مر وسام ولا يوجد عاقل يقبل أن يأكل طبخة مسمومة .
ونحن الفلسطينيين كل الشهور كانت ثقيلة علينا ونحن خارج وطننا فلسطين ولكن شهر سبتمبر هو أكثر إيلاما لنا فقد تعرض شعبنا في شهر سبتمبر مع مرور السنين للأحداث التالية أهمها :
1. 17/9/1970 مذابح أيلول .
2. 17/9/1979 توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و(إسرائيل) .
3. 16/9/1982 مذبحة صبرا وشاتيلا على يد الكتائب و شارون .
4. 13/9/1993 توقيع اتفاقية أسلو المعروفة ( غزة- أريحا أولا ) .
5. ثورة الفاتح في ليبيا وكانت نتائجها كارثية .
مما تقدم نلاحظ بأن الفلسطينيين غير محظوظين في شهر سبتمبر فهل سنكون محظوظين في سبتمبر الحالي هل سيكون استثناء أتمنى هذا .
ولكني أري أن سبتمبر الحالي سيكون الأكثر إيلاما للشعب الفلسطيني في حالة موافقة الأمم المتحدة على طلب السلطة الفلسطينية وللأسباب التالية :
1. لا يجوز للأقلية فرض أرادتها على الأكثرية حسب المبادئ الديمقراطية المعروفة هل يجوز لخمس الشعب الفلسطيني ( 20% ) هم سكان الضفة الغربية البالغ عددهم مليونيين فرد من مجموع عشرة ملايين فلسطيني وهل يجوز للسلطة الفلسطينية المسيطرة على الضفة الغربية أن تفرض أرادتها على ثمانية ملايين فلسطيني هم خارج سلطتها هذا إذا افترضنا جدلاً بأن جميع سكان الضفة مع السلطة والحقيقة غير ذلك مع العلم بأن مساحة الضفة الغربية تساوي تقريباً 20% من مساحة فلسطين المتعارف عليها من البحر إلى النهر .
2. لا تمثل السلطة الشعب الفلسطيني لأنها منتهية الصلاحية ولا يحق لها تقديم طلب باسم الشعب الفلسطيني لأنها في أحسن الأحوال لا تمثل سوى نفسها وبعض المنتمين لها .
3. لماذا نطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بنا على حدود عام 1967 لماذا هذا السخاء الفلسطيني لماذا نعطي إسرائيل 22 % مجاناً ولماذا نتوسل دول العالم بالاعتراف بنا على أساس هذه الحدود .
اعتراف الأمم المتحدة بنا موجود ومثبت حسب قوانين الأمم المتحدة حسب القرار 181 قرار تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب الذي رحبت به إسرائيل ورفضه العرب لأنه قرار مجحف بحق الفلسطينيين لأن اليهود كانوا يمتلكون 7% من أرض فلسطين وأعطاهم قرار التقسيم 56 % و43 % للفلسطينيين و1 % للقدس وتشرف على إدارتها الأمم المتحدة ولكن أمام ضعف العرب تجاوزت إسرائيل حدودها المثبتة بقرار التقسيم واحتلت مزيداً من الأراضي وهجرت سكانها عندها دخلت الجيوش العربية كي تعيد الأراضي التي احتلتها إسرائيل زيادة عن حصتها المقررة إلا أنها عجزت فصدر قرار 194 عام 1948 والخاص بضرورة إعادة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم فكان مجموع ما احتلته إسرائيل من أرض فلسطين يعادل 78% بزيادة مقدارها 22% عن حصتها المقررة بموجب قرار التقسيم ( أي ما يعادل مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة ) ولم يصدر قرار من الأمم المتحدة يعطي شرعية لحدودها قبل العام 1967 ، لا يوجد قرار آخر صادر من الأمم المتحدة يشرعن حدود دولة إسرائيل غير قرار التقسيم 181 بل أن الأمم المتحدة أصدرت القرار 273 الخاص بالاعتراف بدولة إسرائيل اشترطت فيه على إسرائيل تنفيذ القرارين 181 و 194 كشرط للاعتراف بإسرائيل ولم يصدر قرار آخر فإذا كان لا بد من حل الدولتين فعلى الفلسطينيين أن يعملوا على المطالبة بتطبيق قرار التقسيم 181 والمطالبة بتنفيذ القرار 194 وفي نفس الوقت على الفلسطينيين التأكيد على عدم شرعية الاعتراف بإسرائيل لأن إسرائيل لم تلتزم بشرط الاعتراف بها حسب القرار 273 الصادر عام 1949.
ولكن مع الأسف طلب السلطة بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 سيعطي شرعية قانونية لحدود دولة إسرائيل وبهذا سنمنح إسرائيل 22% من مساحة فلسطين مجاناً فوق مساحة إسرائيل المقررة وفق قرار التقسيم 181 .
مما تقدم نلاحظ انه لا يوجد فلسطيني عاقل على وجه الأرض يقبل بما ستقبله السلطة والسؤال لماذا هذا التهافت والتوسل ولمصلحة من ؟ .
إذا وجدت السلطة الفلسطينية نفسها عاجزة عن تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني عليها حل نفسها وترك الصراع مفتوح أفضل لها من إصدار قرار من الأمم المتحدة يشرعن حدود إسرائيل وقد يكلف هذا القرار الأجيال القادمة كثير من الدماء والدموع الفلسطينية الزكية كي يتخلصوا من آثاره .
لهذا أرى ترك الصراع مفتوح ، والأجيال القادمة كفيلة بحل هذا الصراع لأن عامل الزمن في صالحنا وفق كل المعطيات التاريخية ! .
وأرى أن عدم اعتراف إسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية هو مصلحة فلسطينية ولأول مرة تقدم إسرائيل خدمة لنا من حيث لا تدري لأن الفلسطينيون يريدون كل فلسطين من البحر إلى النهر وكذلك إسرائيل تريد كل فلسطين .
اختلاف في الهدف ولكن النتيجة واحدة وهي عدم تقسيم فلسطين ، لهذا أرى بأن حل الدولة الواحدة هو الأفضل لنا نحن الفلسطينيين لأننا في المدى المنظور سنكون نحن الفلسطينيين الأغلبية وقد أثبت أبناء فلسطين داخل الخط الأخضر على الرغم من أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية أنهم كانوا الأكثر ولاءً وانتماءاً لفلسطين من أمثال الشيخ رائد صلاح وحنين الزعبي وغيرهم .
فلا خوف على الفلسطينيين إذا كانوا في إطار دولة واحدة مع اليهود ولكن كل الخوف على اليهود الصهاينة ، لهذا لن يوافقوا على حل الدولة الواحدة .
بقلم / كمال نصار
1/9/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"