الأمر وقف عند هذا الحد بل تعرضوا لنكبات مستمرة ومآس ليس لها مثيل والأدهى من ذلك والأمرّ أن تكون من الأقربين . عائلة الحاج عبد الرؤوف عبد الحميد ولد عام 1942 في غزة ، ثم انتقل إلى مصر ليكمل دراسته متخرجا من كلية الآداب قسم اللغة العربية ، ثم توجه إلى الكويت ليعمل هناك وينشأ مع أسرته المكونة من ولدين وثلاث بنات ، وبعد احتلال الكويت من قبل النظام السابق انقلبت الموازين في المنطقة وكالمعتاد الضحية الأولى الفلسطيني ، فقد تم تهجير الكثير من الفلسطينيين إلى العراق ، لتبدأ مرحلة جديدة من المعاناة ، وصلت هذه العائلة عام 1992 إلى بغداد واستقرت بادئ الأمر في منطقة الغزالية ، وبعد عام تقريبا اشتروا مزرعة في منطقة التاجي شمال بغداد وسجلها باسم أحد العراقيين الذين يثق بأمانتهم وصدقهم لعدم إمكانية تسجيلها باسمه ، وسكنوا في المزرعة وعملوا فيها لكسب لقمة العيش في أوقات عصيبة ، وتعايشوا من أهل المنطقة وتعاملوا معهم بكل محبة واحترام . بعد الاحتلال وسقوط النظام السابق بدأت مرحلة جديدة في حياتهم لم يعتادوا مثلها في السابق من ظهور نزعات عنصرية وطائفية وشعوبية عند البعض ، لأن الفلسطيني على هويته أصبح تهمة حتى لو كان مَلَكَا . ففي صباح يوم الأثنين الموافق 11/4/2005 جاءت دورية من قوات الاحتلال الأمريكي إلى المزرعة وأخبروهم بادئ الأمر أنهم جاؤا لتفتيش المزرعة ، وفعلا فتشوها تفتيش كامل ولم يعثروا على أي شيء فخرجوا وشكروهم وأخبروا قائدهم بأنهم لم يعثروا على شيء ، إلا أن قائدهم أصر على اعتقال إما عبد الرؤوف أو ابنه محمد ، وعرض عليهم الابن الأكبر كمال أن يعتقلوه بدلا من والده أو شقيقه محمد ، فرفضوا ، واعتقلوا الأب الحاج عبد الرؤوف يبلغ من العمر ( 63 سنة ) ، واقتادوه إلى المطار ومكث هنالك 23 يوما وساءت حالته الصحية ، ثم تحول إلى سجن أبي غريب ولاقى معاملة سيئة ، وفي يوم الأثنين الموافق 8/8/2005 تم تحويله إلى سجن بوكا بأم قصر . يا ترى ما هي تهمته وما هو جرمه حتى يحدث له كل ذلك ، طبعا التهم جاهزة ومهيأة ، فقد اتهموه بأنه شيخ المجاهدين ، وقائد لخلية إرهابية !! على حد قولهم ، لك الله يا أبا كمال وأعانك وصبرك على هذا الابتلاء فأمثالك كُثُر . وفي يوم 24/6 اقتحمت قوات أمريكية المزرعة وتم توثيق الأولاد وتفتيشها تفتيشا كاملا لمدة ساعتين ونصف ولم يعثروا على أي شيء ، إلا مسدس شخصي وقطعة كلاشنكوف للدفاع عن النفس ولم يأخذوها ، وقالوا لهم : نحن لم نأتِ إلا بعد تقارير وصلتنا عليكم ثم ذهبوا . وفي نفس اليوم اقتحم لواء الحسين مزرعتهم وفتشوا الدار وحتى غرفة النساء وألقوا المصحف على الأرض واعتقلوا كل من كمال ومحمد من غير أن يعرفوا أسمائهم ، أي اعتقلوهم بمجرد وجودهم في البيت وأنهم فلسطينيون ، فاقتادوهم إلى مقرهم في منطقة المشتل ، ثم نقلوهم إلى مقرهم العام في منطقة الزعفرانية وأخيرا استقر بهم الحال في المقر العام لمغاوير الداخلية في ساحة النسور . كمال عبد الرؤوف عبد الحمديد مواليد 1964 متزوج من فلسطينية تحمل جواز سفر أردني ، ومحمد عبد الرؤوف عبد الحميد مواليد 1974 متزوج من عراقية من محافظة الناصرية وله أربعة أطفال : أحمد بعمر 6 سنوات ، وعلي بعمر 5 سنوات ، وعبد الرؤوف بعمر 3 سنوات ، وهمام بعمر سنة وثلاثة أشهر ، حفظهم الله من كل سوء ورد إليهم أباهم سالما معافى .
هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"