وكانت
السلطات الامنية منعت رئيس مركز حق العودة ماجد الزير - المقيم في لندن - من دخول
البلاد، دون معرفة الاسباب.
رئيس
مجلس الاعيان السابق طاهر المصري أكد أن لقضية الفلسطينية دخلت في أخطر مراحلها،
بعد أن ذهب المحتل "الإسرائيلي" بعيدا في تنفيذ مخططات التهويد والتهجير
والاستيطان، وطمس المعالم العربية والإسلامية في فلسطين.
وأضاف
خلال رعايته افتتاح مؤتمر العودة الثاني الذي عقدته نقابة المهندسين، بالتعاون مع
الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين "عائدون" في مجمع النقابات المهنية،
تحت شعار "عائدون رغم الصعاب"، أن المحتل "الإسرائيلي" يتأهب
لجريمة العصر بحق القدس والمقدسات، غير آبه للتبكي على مبادئ الحرية والعدالة
وحقوق الانسان.
وأشار
إلى أن "إسرائيل" خارج نطاق السؤال والحساب والعقاب! ولها أن تفعل ما
تشاء ما دام ذلك يخدم خطتها في الهيمنة التامة على كامل فلسطين في البحر الى النهر!.
وبين
المصري ان الدهاء الصهيوني وداعموه مَكَّنَ من تحول القضية الفلسطينية من قضية
عالمية الى قضية عربية فحسب، وأصبح الحديث عن قضية فلسطين مقتصراً على الاستيطان
الذي يعيق عملية السلام، متسائلاً: "أي سلام هذا الذي لا يعترف بأبسط حق من
حقوق الشعب الفلسطيني الرازخ تحت وطأة سيف الاحتلال وجبروته؟!!".
وأكد
أن "حق العودة" هو حق لا مجال للتنازل عنه أبداً، وهو أصل الصراع كله ما
دام هناك من يطالب مخلصاً به.
وشدد
على أن ما تحتاجه القضية الفلسطينية اليوم هو موقف عربي وإسلامي موحد يستعيد
اهتمام العالم بالقضية العادلة، وموقف يمد يد العون المباشر للشعب الفلسطيني
ومؤسساته ووجوده، لا أن يقتصر الامر على بيانات الإدانة والاستنكار.
وأشاد
المصري بموقف الاردن وتضحياته من أجل القضية الفلسطينية وتداعياتها، وبالجهود
المخلصة التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الاردني لحشد الاهتمام
العالمي بالقضية الفلسطينية، وبالدعم الذي يقدمه للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذه
الجهود بحاجة الى إسناد عربي بخاصة، وإسلامي بعامة.
وشدد
على ضرورة التمسك بـ"حق العودة" والاحتفال به باستمرار، وبالذات عندما
يصبح معراج الرسول صلى الله عليه وسلم، ومكان السجود في الاقصى، محل تهديد مباشر
من جانب المحتل الذي لا يقيم وزناً لمبدأ او قيمة او حق، ولا يتقن غير نهج القتل
والتشريد والتهويد وسلب حق الغير.
من
جانبه، قال نائب نقيب المهندسين المهندس ماجد الطباع إن ثوابت الشعب الفلسطيني
التي يقدمها المفاوض الفلسطيني في مفاوضاته العبثية باتت سلعة رخيصة، يتآمر عليها
للحصول على مكتسبات وهمية، في وقت يشرع الكنيست "الإسرائيلي" بمنع أن
يكون الاقصى مادة للمفاوضات، او التنازل عنه للفلسطينيين، وبالتقسيم زماني
والمكاني للاقصى الذي أصبح عرضة للاستباحات من قطعان المستوطنين.
وأضاف:
"رغم ذلك لم نسمع بقطع تلك المفاوضات، ولكن على العكس أصبحت المقاومة للمشروع
الصهيوني التمددي هي العدو الرئيسي للسلطة الفلسطينية، واعتقال المقاومين
ومطاردتهم الهم الاكبر لتلك السلطة التي توقفت عن دعم المقاومة وحمايتها وكشفت
ظهرها للعدو".
وأشار
إلى أن المؤتمر هو تعبير عن الضمير العربي والإسلامي والفلسطيني الذي لا يقبل
التنازل عن الحق ولو طال الزمن، ويعبر عن رغبة الشعب الاردني والفلسطيني بكل
مكوناته في الوقوف الى جانب هذا الحق الذي هو حق شرعي وقانوني وانساني وواجب
وممكن، ولا يجوز التفريط فيه بأي شكل من الأشكال، وليؤكد ايضا من خلال عقده في
عمان رفض كل المشاريع التي تنتقص منه والمشاريع التي تطرح لتكون بديلاً عن عودة
اللاجئين الى ديارهم، وعلى حساب دول أخرى؛ خدمة للمشروع الصهيوني الاستيطاني
الإحلالي والعنصري.
أما رئيس الجمعية كاظم عايش فقال إن انعقاد المؤتمر يأتي واللاجئون الفلسطينيون يعانون في شتى أماكن وجودهم أصنافاً من الأذى والتضييق غير المبرر، ابتداءً باللاجئين في سوريا، مرورا بلاجئي العراق، عدا عن التمييز العنصري الذي يعاني منه فلسطينيو الاراضي المحتلة عام 1948.
واشار
الى التضييق الذي تعاني منه الضفة، والحصار الذي تعاني منه غزة، والتهويد الذي
تتعرض له القدس، وما يعاني منه الاسرى في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"،
وما يعاني منه الشعب الفلسطيني عموما من الفرقة والتمزق يحول دون توحدهم خلف مشروع
وطني يجمع عليه الشعب الفلسطيني.
ولفت
إلى أن المؤتمر حرص على مشاركة كل من يساند الشعب الفلسطيني وحقه بالعودة لضمان
نجاحه.
ومن
جانبه، قال أسامة العقيبي في كلمة لعرب الـ48 إن الكيان الصهيوني وبممارساته
التعسفية سرق ما يقارب 11 مليون دنماً من اراضي النقب، وهجر عشرات الآلاف من الأسر
الفلسطينية قصراً، وما يزال يمارس سياسة التهجير القصري.
وأكد
أن الشعب الفلسطيني في أراضي 48 متمسك بأرضه وبكل ذرة تراب فيها، ولن يتخلى عنها
رغم كل المحاولات الصهيونية.
واشار
الى دور الحركة الإسلامية في اراضي 48 في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، مطالبا
بالوقوف الى جانب الصامدين في قراهم التي يشتد عليها الحصار يوماً بعد يوم.
وفي
كلمة الشخصيات الوطنية، أكد نقيب المحامين الاسبق صالح العرموطي أن "حق
العودة" لا يتحقق بالمفاوضات، وإنما بالجهاد والكفاح ورفع السلاح في وجه
العدو الصهيوني.
وأكد
أنه لا يحق للمفاوض الفلسطيني التنازل عن هذا الحق، وأن المواثيق الدولية لا تعترف
بأي اتفاق يتم بين شعب محتل او ممثلين عنه، والجهة التي تحتله.
وشدد
على أن "حق العودة" حق قانوني وشرعي واخلاقي لا يسقط بالتقادم، منتقداً
ما سماه "التخاذل العربي" في ممارسة الضغوط على المجتمع الدولي لتفعيل
هذا الحق.
وحذر
العرموطي من المشاريع الصهيونية لتصفية القضية، وخاصة "الوطن البديل"،
مشيراً إلى أن تصويت 57 نائباً في الكنيست "الإسرائيلي" وأن الاردن هي
الوطن الاصيل ليس البديل للفلسطنيين.
وتحدث
عن قطاع المخيمات ابراهيم ابو السيد مؤكداً أن الفلسطينيين في مخيمات الشتات
يعلمون أبنائهم ان "حق العودة" حق لا يمكن التنازل عنه.
وقال:
"رغم سنين الغربة في الشتات، إلا أن هذا الشعب ما يزال متمسكاً بحقه في
العودة، وان كلمة عائدون عبارة تزين القلوب قبل ان تزين جدران وازقة المخيمات، وان
حق العودة درس يلقنه الكبار للصغار والمرأة لطفلها".
وأضاف
أن من حق الفلسطينيين أن يعيشوا بكرامة في اماكن شتاتهم، وأن هذا لا يتنافى مع
مطالبتهم بالعودة، اضافة الى تعزيز الهُوية الفلسطينية التي لا تتناقض مع هُوية
البلد المُضِيف.
وطالب
بتجنيب الفلسطينيين الصراعات السياسية التي تعيشها بعض الدول العربية، ودعا الى وحدة
الشعب الفلسطيني بكافة فصائله، ودعم مقاومته.
وعن
قطاع المرأة، تحدثت بيان فخري مؤكدة أنه آن لقصة اللجوء الفلسطيني أن تنتهي
بالعودة الى الديار.
واشارت
الى انه ما كان لـ"إسرائيل" ان تبقى لولا التخاذل العربي والعبث
السياسي، وأن المرأة الفلسطينية نالها ما نالها من التعذيب لكنها بقيت صامدة؛ فهي "الشهيدة"
والاسيرة و"المناضلة" الصابرة والام.
ودعت
الى وقف كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.
كما
تحدث رئيس مجلس طلبة الجامعة الاردنية عمرو منصور عن قطاع الشباب، مؤكداً أن الامل
معقود عليهم لتحقيق العودة وتحرير القدس والمقدسات.
وتم
على هامش المؤتمر اطلاق حملة جمع التوقيعات على الحملة الدولية؛ لمطالبة بريطانيا
بالاعتذار عن "وعد بلفور".
وناقش
المؤتمر أوراقاً حول "حق العودة" وواقع اللاجئين الفلسطينيين في ظل
الاوضاع العربية المتغيرة، قدمها حازم عياد، وورقة حول مشروع برافر "الإسرائيلي"
قدمها اسامة العقيبي.
المصدر : صحيفة السبيل الأردنية بتصرف موقع فلسطينيو العراق
9/11/2013