بعد الاحتلال الأمريكي على العراق عام 2003 اختلفت معاملة المؤسسات الصحية والمستشفيات الحكومية العراقية للفلسطينيين حيث يعاني الفلسطينيون في العراق من عدم توفر وسائل العلاج الكافية وعند ذهاب الفلسطينيون في العراق إلى المستشفيات الحكومية لا يستطيعون القول بأنهم فلسطينيين وذلك لتعرض عدد من الحالات إلى الطرد من قبل المستشفيات الحكومية وذلك كونهم فلسطينيين, عندما يحتاج الفلسطينيون في العراق للعلاج يضطر الكثير منهم للتوجه إلى إحدى المستشفيات الحكومية وذلك لعدم استطاعتهم توفير تكاليف العلاج داخل المستشفيات الأهلية ( القطاع الخاص) وذلك بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيين في العراق ولارتفاع الأسعار التي تتطلبها تكاليف العملية, قبل فترة ذهبت امرأة ومعها ابنها إلى مستشفى ابن الهيثم في بغداد لعلاج العيون لعلاج ابنها وإجراء عملية له لكونها لا تستطيع توفير تكاليف العملية الجراحية في المستشفيات الأهلية وعندما علم أحد الأطباء بأنها فلسطينية قال لها ( انتم فلسطينيون ولا استطيع خدمتكم فالعراقي بحاجة لهذه العملية أكثر منكم) وتم طردها من قبل إدارة المستشفي .
الهلال الأحمر الفلسطيني في العراق وهو مجمع قريب من المجمع السكني الفلسطيني ولكن علاجه مكلف بعض الشيء ولأسباب عدة أولها انه قطاع خاص وليس مدعوما من قبل السلطة الفلسطينية أو أي جهة إنسانية وثانيا تصل تكلفة كشفية الطبيب على المريض إلى 5000 دينار عراقي وما يعادل 4 دولار أمريكي للكشفية فقط وأما بالنسبة للأدوية في بعض الأحيان قد تصل إلى أكثر من كشفية الطبيب ، وكذلك تخطيط القلب والأسنان والأشعة أسعارها كأسعار العيادات الأهلية الخاصة فبالرغم من وجود أدوية مجانية في الهلال الأحمر مصروفة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ألا إن هذه الأدوية لا تصرف للفلسطينيين فحسب بل للعراقيين أيضا وان كانت للفلسطينيين حصرا فلن يستطيعوا الذهاب إلى الهلال الأحمر الفلسطيني لصعوبة تحملهم تكاليف العلاج ، وفي الآونة الأخيرة فتحت عيادة سميت (بعيادة القدس الطبية)على أمل أنها تكون وسيلة مساعدة للفلسطينيين ولكن وجودها كعدمه كونها تفتح ساعات معدودة حصرا ، ولا يوجد فيها سوى طبيب واحد وتكلفة علاجه لن تتغير عن الهلال الأحمر الفلسطيني بل من يملك المال يذهب إلى الهلال عوضا عن هذه العيادة كون الهلال يملك تخصصات أكثر, وهذه العيادة قد بنيت بأمر من القوات الأمريكية وحاليا السلطات العراقية تطالب بها كونهم يعتبرونها أملاك .
وفي الليل لا يوجد أي مكان للطوارئ في حال وجود أي مريض يحتاج إلى النقل إلى المصحة وكذلك عدم وجود سيارات إسعاف. هناك فقط ممرض واحد على مدى السنين الأربع الأخيرة يقوم بعلاج ما يستطيع عليه للناس إلى درجة انه يضطر إلى تجاوز مرحلة التمريض في العلاج فيكون هو الطبيب المشخص وهو الممرض المعالج ، وهناك حالات طارئة كثرة جدا تحدث في هذا المجمع كونه مجمع ضخم ويقطنه ما يقارب 7000 لاجئ وممرض واحد في الليل فقط وحاليا أصيب بوعكة صحية أردته في الفراش والناس يعانون من عدم وجود احد لهم في الليل للعلاج إلى درجة انه وصلت إلى حالات الوفاة لعدم القدرة على الإسراع في الإسعاف . كما يعانى الكثير من الفلسطينيين في جميع المدن العراقية من أمراض عديدة تحتاج للعلاج بالخارج والكثير منهم توفي بسبب عدم القدرة على الخروج من العراق لتلقى العلاج .
العمل ووسائل العيش
حاليا وفي ظل الظروف الصعبة يعاني اغلب الفلسطينيين من البطالة وتقديرها 90% من الشباب عاطلين عن العمل لأسباب أمنية كعدم استطاعتهم حمل أي هوية يسيرون فيها في الشارع العراقي وفي الفترة الأخيرة وبعد إصدار الهوية الجديدة من وزارة الداخلية على أمل أنها ستفي بالغرض بهذه الأمور (وجودها كعدم وجودها) لان الفلسطينيين لا يستطيعون إبرازها خوفا من الشارع العراقي، علما انه من المعروف بقرارات العراق انه يعامل الفلسطيني معاملة العراقي ؟؟؟؟ ولكن أين هذا القرار من التطبيق ومن سينفذه ؟؟؟؟ .
وعندما يكون أي فلسطيني يملك محلا تجاريا أو أي مكان عمل مجرد أن المجاورين له من العراقيين يسمعون انه فلسطيني يحاربونه في رزقه إذا لم تصل إلى التهديد المباشر والقتل أو حتى الخطف .
30/3/2009
الباحث في شؤون فلسطينيو العراق
أيمن إبراهيم