وقد لاقت هذه الخزعبلات والخرافات صدى كبيرا لدى عوام المسلمين ...
البسطاء ... الطيبين ... المغفلين ... الجاهلين لدينهم وتاريخهم ، وتاريخ الحركات
الشيعية والباطنية ، وكيفية نشوئها ، وأهدافها وروابطها ، وتأثروا بها وصدقوها ،
وتشيع عدد منهم نتيجة ذلك .
وكذلك حينما خرجت "إسرائيل" من جنوب لبنان طواعية ، باختيارها
وإرادتها ، وبدون إكراه ولا إجبار ، استغل "حزب الل"ه ذلك الحدث الكبير
الهام ، وجيره لحسابه ، وزعم أنه حرر الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني ، وأنه
حقق انتصارا تاريخيا هائلا ، لم تحققه جيوش العرب مجتمعة ، منذ نصف قرن ، وذلك
بفضل المقاومة الباسلة ، والشجاعة النادرة ، التي يتمتع بها جنود "حزب الله"
، وعزز هذه الخرافة ، وهذه الكذبة الكبيرة ، حصول المسرحية الهزلية ، والتمثيلية
المضحكة المبكية ، فيما سمى حرب 2006 بينه وبين "إسرائيل" .
صدق جهلة المسلمين ، والعرب خصوصا ، هذه الإدعاءات الكاذبة الملفقة
، والتي ضخمتها القنوات العربية ، بشكل مقصود أو غير مقصود ، وأصبح "لحزب
الله" شعبية كبيرة جدا – وخاصة لدى السوريين والفلسطينيين – وأصبحت صور "السيد" الملهم العقبري البطل ، هازم اليهود حسن
تعلق في كل بيت ونادي ومكتب ، وحظي باحترام وتقدير ، ومحبة و"تعظيم"
، أكثر مما حظي به عبدالناصر قبل نصف قرن .
ولنتخيل معا ... أن لدى "حزب الله" ، وإيران ، والشيعة
عموما ، شيئا قليلا – ولو ذرة من خردل أو قطمير – من الفطنة أو الذكاء أو الدهاء ،
أو الحنكة أو السياسية ، فما الذي كانوا سيفعلونه ؟؟؟ كان بإمكانهم أن يقفوا مثلا
على الحياد ، لا يؤيدون بشار ، ولا الثورة ، وهذا أضعف المواقف .
أو كان بإمكانهم ، أن يتظاهروا بتأييدهم للثورة السورية ، كما
أيدوا الثورات العربية جميعا ، وأن يبنوا علاقات جيدة مع النظام الجديد ، الذي
سيخلف بشار ، وبالحيلة والخديعة التي اشتهروا بها طوال تاريخهم ، يستطيعون أن
يحافظوا على رصيدهم ، لدى الشعب السوري ، والشعوب العربية الأخرى ، الذي اكتسبوه
طوال السنوات الماضية ، وأن يعززوا من وجودهم ومكانتهم ، وأن يحققوا مزيدا من
المكاسب ، أضعاف ما حققوه في عهد بشار ، لأنه بكل بساطة ستزداد ثقة الناس بهم ،
ويزداد انخداعم بهم ، ولا يمكن بعد ذلك نزع هذه الثقة من قلوب الناس ، وحينئذ ...
يحققون مآربهم في نشر التشيع ، على أوسع نطاق .
تخيلوا – يا "سادة" يا أحرار سورية ... يا شرفاء العرب
... يا أبطال المسلمين ...- وتصوروا أنه لو حصل هذا السيناريو الآنف الذكر ، ما
الذي سيكون؟؟؟؟ بكل المقاييس ... وبكل التوقعات ... وبأضعفها ... ستكون كارثة
هائلة ، وضخمة ، وكبيرة جدا ... جدا ... على المسلمين عامة ، وعلى العرب خاصة ،
وعلى السوريين أخص ، سيصبح أعداد الشيعة أضعافا مضاعفة ، أو سيصبح الفكر الشيعي ،
مقدسا ومحترما ، لدى عموم المسلمين ، وستنتشر الخزعبلات ، والبدع ، والضلالات
الشيعية الشركية ، وستكثر الحسينيات ، وكربلاء ، والنجف ، وستكثر أيام المآتم ، والاستعراضات
البهلوانية العاشورائية ، وسيتميع الفكر الإسلامي التوحيدي الأصيل ، وسيصبح الفكر
الشيعي هو السائد ، وهو المسيطر على أفكار المسلمين .
ولكن الله – كما ذكرت تكرارا ومراراً أنه هو الراعي الحصري والوحيد
للثورة السورية – ختم على قلوبهم ، وعلى سمعهم ، وعلى أبصارهم ، غشاوة ، وشل
عقولهم وتفكيرهم ، وأظهر خبيئة نفوسهم السوداء الحاقدة ، وأضل أعمالهم ، وجعلهم لا
يصبرون ، ولا يتحملون رؤية حليفهم بشار النصيري ، ينهار ، ولا يفتشون عن حليف آخر
، قد يكون خيرا منه لهم .
لقد أذن الله جل علاه ، أن يفضحهم ، وأن يهتك سترهم ، ليقضي على
طموحاتهم ، ويهدم كل ما بنوه في ثلاثين سنة ، وليكشف للمسلمين خطرهم الكبير .
هذا صنع الله القدير الجليل { ... صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه
خبير بما تفعلون }.
فما الذي حصل الآن ، نتيجة تصرفات الشيعة ، الرعناء ، الهوجاء ؟؟؟؟
استيقظت نفوس المسلمين – وخاصة في سورية – من غفلتها ، وعرفت خطورة الفكر الشيعي ،
وكراهيته الشديدة للمسلمين ، من لدن الخليفة الأول سيدنا أبو بكر الصديق ، وحتى
آخر مسلم ظهر الآن ، وعرفت أن قادته كذابون ، أفاكون ، دجالون ، وهذه أول خطوة في
تحطيم المد الشيعي .
وما هي الخطوة التالية : بعد انتصار الثورة السورية ، وتحطيم الرأس
النصيري ؟؟؟؟ سيتقدم الثوار السوريون للإنتقام من حزب الشيطان ، ويبيدوه على آخره
، ويثأروا لأهلهم الذين قُتلوا على أيدي جنوده .
ثم يتقدموا إلى العراق ، لتحطيم ميليشيات الشيعة ، وإسقاط الصنم
الأهبل ، الأخرق ، المالكي ، وإعادة الوجه الإسلامي الحضاري الناصع ، للمنطقة
العربية ، الممتدة من شاطئ البحر المتوسط إلى حدود فارس ، وحشر الثورة الخمينية في
حدود إيران فقط ، ومن ثم تحريض عرب الأهواز ، للانقضاض على الصنم الأهوج خامئيني .
إنه حلم جميل ، ولكن – صدقوني – سيتحقق قريبا ... وقريبا جدا بإذن
الله تعالى ، فأحفاد ابن الوليد ، سيعيدون فتح الشام والعراق مرة ثانية ، كما
فتحها جدهم ، قبل أربعة عشر قرناً .
الاثنين 10 رجب 1434
20 أيار 2013
د/ موفق مصطفى السباعي
المصدر : صوت الأردن
21/5/2013