قاطعه محامي اللاجئ :
محامي اللاجئ : انا اعترض يا
حضرة القاضي على ما جاء به المدعي العام من اتهام باطل ضد موكلي , هل موكلي يحمل
المفخخات او مسكتوه في وسط مكان الجريمة ,فكل ما هناك انه يحمل هوية فلسطينية ..
المدعي العام : واليست هذه
الهوية اثبات على انه غير عراقي , اذن انه ارهابي ويجب حبسه .
اللاجئ الفلسطيني مقاطعا الحديث .
اللاجئ الفلسطيني : اسمح لي
يا حضرة القاضي ان ابوح عن عذاباتي لك واشرح لك موقفي وموقف جميع اللاجئين في
العراق . سيدي القاضي : خرجت للحياة وقراءت هويتي فوجدت نفسي فلسطيني واحمل هوية
لاجئ منذ اكثر من سبعون عاما , يقول جدي رحمه الله والذي كان يعيش في قرية جبع ان
العصابات الصهيونية قامت باكبر اجرام بالعالم وقتلت شبابنا باسلحة فتاكة مع طائرات
تضرب القرى , ومع خيانه بعض الانظمة العميلة قررنا المجيء للعراق مع جيشه مؤقتا
الى حين تحرير ارضنا .
وتنقلنا من مكان الى مكان ,
ومرت سنوات وسنوات ولم تتحرر ارضنا , اقعدونا بملاجئ غير صالحة للسكن وكانن
امهاتنا صابرات محتسبات , سمعنا الكثير من التهم الباطلة على اننا بعنا ارضنا ,
وها هو حالي يا سيدي القاضي , هل هذا حال لاجئ باع ارضه ؟ , عشنا مع اخوتنا
العراقيين في هذا الوطن , وقد ساهمنا معهم ببناء الوطن ودافعنا عنه في حرب ايران .
المدعي العام : اسمع يا حضرة
القاضي يقول انه تعاون مع الجيش العراقي ضد ايران اليست هذه تهمة بانه ارهابي .
اللاجئ الفلسطيني : اسمع
ايها المدعي نحن تربينا على الوفاء ولا يمكننا ان نخون الوطن الذي عشنا فيه ,
فتعلمنا من اباءنا واجدادنا ان نحرص على من وثق بنا , وهذا هو طبعنا .
المحامي : انظر يا حضرة
القاضي اللاجئ يملك الوطنية للعراق اكثر من هذا المدعي , اللاجئ الفلسطيني اوفى
بكثير من بعض عراقيين باعوا ظمائرهم لدول الجوار .
اللاجئ الفلسطيني : وبعد
سقوط العراق على ايدي القوات الامريكية والاطاحة بنظام صدام حسين دخلوا علينا اناس
وجوههم غريبة وكأنها الشيطان قتلوا منا الكثير من دون سبب وقد هجرونا من الاحياء
التي نسكنها , وقد سجنوا من الفلسطينيين الكثير بتهمة هويته الفلسطينية وما زالوا
في السجون من دون محاكمة او حتى السماح لنا برؤيتهم , وبعدها حرمونا من التعيين
وقد قطعوا عنا رواتب المتقاعدين في حال وفاتهم , واني الان تركت اختي ام احمد بدون
طعام وهي ارملة وقطعوا عن ايتامها راتب الفقيد ابو احمد .
سيدي القاضي : انا لست
ارهابي ولم نبع ارضنا , فارضنا عرضنا , فنحن قوم بسطاء من باع وطنه هو من سرق وطنه
في ايام سقوط بغداد وما يطلق عليهم " الحواسم" , من باع وطنه هو من تسلم
منصب وسرق اموال الشعب الذي انتخبه .
سيدي القاضي : عذاباتنا لم
تنتهي بعد توفير الامان حسب ما يذاع في القنوات الفضائية العراقية , اننا جزء من
العذاب المستمر , وبعد طردنا من احياءنا قامت مفوضية اللاجئين بتاجير مساكن لنا في
احياء بغداد , مساكن صغيرة جدا , وكأنها مساكن للصيصان , وعيشتنا فيها مذلة , هناك
مسؤول في المفوضية اسمه علي البغدادي يقول لنا هذه اخر سنة سندفع لكم الايجار ,
وقلت له لا يهمنا سنسكن في الخيم , سيدي القاضي ما يسمى بعلي البغدادي صار خلال
هذه الفترة يمر على شقق الفلسطينيين المؤجرين من المفوضية ويساءلنا عن وضعنا
المادي , وقام بفتح ابواب الثلاجات فأن وجد في داخل الثلاجة كيلو من الموز او
التفاح سيتهمنا باننا مليارديرية وسيقطع عنا المعونة النقدية .
المدعي العام : انت تكذب
اللاجئ الفلسطيني : هذا ما
حصل , وساقول لك عن امرا اكثر استغرابا , خالتي سمية دخل عليها علي البغدادي وقام
بالنظر على شقتها ثم دخل على حمام منزلها وساءلها عن نوع الشامبو الذي يستخدموه
وما نوعه وكم شامبو يشترون في الشهر , سيدي القاضي المفوضية تريدنا ان نكون وسخين
كي تدفع لنا الايجار , وتريدنا ان ناكل الخبز مع الشاي كي تصدقنا.
القاضي: هل من المعقول هذا ؟
اللاجئ : هذا ما حصل
المدعي العام : طأطأ رأسه
اللاجئ الفلسطيني : سيدي
القاضي نحن لسنا ارهابيين ولم نغادر العراق والسبب اننا لا نملك المال , فان وقعنا
في ورطة ليست لنا عشيرة لتدافع عنا , وانت تعرف يا سيدي القاضي في وقتنا هذا
العشائر هي من تحل الامور ولا قانون في هذا البلد .
القاضي : اخرس ايها اللاجئ
الفلسطيني اليس انا هنا بإسم القانون .
رفعت الجلسة للبت فيها بعد
اتفاقية "صفقة القرن".
المصدر :
منتديات فخامة العراق
29/12/1440
30/8/2019