قد تكون بداية الحديث من أصعب ما يعاني منه الكاتب في ظل هجمة أشبه بصفعة قاتلة على وجه شعب عانى من صفعات وكدمات غطت وجهه وغطت معها حقيقة وطن ذهب مع الريح بكل بساطة وبدون أي وساطة وبدون سابق إنذار ، فعندما تشاهد وطنا ينهار ويحل فيه الدمار على مراحل بدون أن يكون لك حق في التعبير أو الاختيار وليس أمامك من حلول سوى السكوت أو الفرار .
فقد كان عام 48 في وقت من الأوقات محط الأنظار فقد طار ما طار بريح عاصفة أشبه بإعصار غدار وراحت الأرض تبكي على شعب تشرد وتبعثر في عدة أقطار ، واستمرت الحكاية الحزينة على ارض مسكينة واستمر الانتظار .
وجاء بعدها عام 67 وجاء حزيران فرِحاً مهلهلا ًفي بدايته ظناً منه انه سوف يُعيد أرضاً وشعباً ويعيد وطنا ويعيد الحق إلى أصحابه الأحرار وبدأت الإذاعات تهلهل بالانتصار ، والكل يترقب ويتقرب أملا بعودة حق ووطن لشعب عان المر وتجرع كأس السم ممزوجا بالأسى والمرار .. وما إن مرت خمس أيامٍ أشبه بظلامٍ غطى كل شيء من السماء إلى القاع واستمر في كل البقاع وطار وما طار في خمسة أيام وانهارت الأحلام وبدأت الإذاعات بالبكاء والنحيب على الوطن السليب وأصبح الكل يرى الأمر كأنه شي عجيب فعندما تسقط أرضك في خمسة أيام وتعيش معها أوهام الانتصار وتصدم بواقع الحال بأرض طارت بلا قتال ماذا تستطيع أن تقول فقد أصابنا الذهول والذبول وسمي هذا العام بنكسة حزيران أو نكسة 67 .
لكن أنا أقول لكم لي رأي آخر في تسمية هذا العام فالنكسة بدأت ما بعدك يا عام 67 ماذا حل بالأمة بعد هذا العام تشتت تفتت تمرد تشرد وتخبط فمنذ العام 67 والأمة في تراجع وتصارع تارة نرى حروبا بين بلدان أشقاء وتارة أخرى نشاهد أمتنا الرائعة كيف تعامل الفلسطيني المسكين الحزين في المطار أو في الحدود أو في أي مكان يتواجد فيه أليس هذا كله بأصعب منك يا 67؟! .
في يوم من الأيام كان الفلسطيني سبب من أسباب تطور بعض البلدان ولكن أنظر ماذا حصل والى أين الحال وصل فقد عانت الأمة العربية السعيدة من حروب كثيرة ومن كان الضحية ؟ المسكين الذي لا ارض له ولا وطن فشكرا للكويت التي سامحت العراق وسامحت الأردن على حرب الخليج أما أنت أيها الفلسطيني فأنت شرير خطير؟! لن يسامحك أحد يا سيد فلسطيني لن يساندك .. وحرب الخليج مثلٌ بسيط على تشتت الأمة ما بعد 67 فعندما كنت صغيرة كانت لي مقولة دوما ارددها عندما اسمع بنكسة 67 ، كنت أقول دوما " الحمد لله لم أكن قد خلقت في زمن النكسة فكيف استطاع العرب أن يتحملو الخسارة والمرارة في أيام معدودات " أما ألان عزيزي القارئ لي رأي أخر طارئ فما مررت به من حروب سيطرت على أفكاري ومعتقداتي وجعلتني أحمل مُعداتي " يدي والقلم " من اجل أن اكتب عن نكساتك أيها الوطن العربي السعيد فحرب بعد حرب بعد حرب جعلت أمنيتي الوحيدة الفريدة إن أكون بعيدة عن هذا ، عن نكسة ما بعد 67 فيا ليتني ولدت في زمان أخر غير هذا الزمان حتى لا اسمع نتنياهو الجبان يتكلم بكل وقاحة قائلا " نحن فقط من حمى الأديان في القدس الشريف " ...لا اعرف أستستمر أيها القلم الحزين بكتابة سطور عبرت عن فتور أصاب الأمة أم ستنتظر يوما تنزاح به الغمة وتعود الهِِمة ؟ .. ومثل ما تعودت دوما بقول جملة قد تكون جملة الأمل بمستقبل أفضل وحياة أجمل ونور مقبل ( نحن بالانتظار وللقصة بقية) ؟! ...
ثمار محمد الأمين
1/6/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"