وتحولت الندوة إلى مهرجان إحياء، حيث توافدت جموع غفيرة ووفود من
معظم بلدات وقرى المحافظة للبلدة، وغصت القاعة بالحضور وبدأت "الهتافات
والأهازيج الوطنية" تصدح في فضاء المكان، تعبيرا من الحضور على قوه تفاعلهم
في كل ما يتعلق ويخص النكبة، التي أدت إلى تهجير الملايين من أبناء الشعب
الفلسطيني إلى أقاصي الأرض.
وقدم عريف الندوة إبراهيم البحراوي ممثل اللجان الشعبية في المنطقة
الغربية، تعريفا بأهداف تنظيم هذه الندوة ذات البعد التعبوي لإبقاء الذاكرة متقدة
بكل ما عاناه أبناء الشعب الفلسطيني من ويلات ودمار على يد السلطات "الإسرائيلية"
على حد قوله.
ورحب بالحضور والضيوف وبكل من شارك في الجهد والتنظيم للخروج بهذا
المستوى الذي يعبر عن أصالة الشعب الفلسطيني، والتفافهم حول ثوابتهم الوطنية، وخص
بالذكر العلاقات العامة للأجهزة الأمنية والعقيد ركن رياض ألطرشه قائد منطقه سلفيت
الذي أولى اهتماما كبيرا، وكانت مساهمته مميزه في سلسله فعاليات ذكرى النكبة التي
نفذت في بلدات وقرى المحافظة، ورياض عامر مدير مديرية الرياضة والشباب محافظة
قلقيلية ولجان الإصلاح في المنطقة.
وتحدث محمود خليفة عضو اللجنة الوطنية العليا "لإحياء ذكرى
النكبة" في شرح مفصل عن صمود أبناء الشعب الفلسطيني، في كل مراحل التاريخ
الوطني والذي اثبت من خلال صموده انه شعب حي بذاكرته ووجدانه وان المطلوب في هذه
المرحلة الصعبة والتي تمثل منعطف خطير تمر به القضية الفلسطينية برمتها الالتفاف
الجماهيري حول الثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها حق العودة وعدم التعاطي مع بعض
المشاريع المشبوهة التي يحاول الاحتلال تمرريها لإسقاط هذا الحق الذي لا يسقط
بالتقادم مهما مرت عليه السنين والزمان.
وتلاه كنعان الجمل ممثل عن دائرة شؤون اللاجئين والذي تناول في
مداخلته حقائق وشواهد حية عن استمرار
معانيات اللاجئين داخل مخيمات الشتات وما تعانيه هذه المخيمات من استهداف أدى إلى
تكرار رحيلهم وتشتتهم كما حدث في العراق وما يحدث الآن في الحرب الدائرة في سوريا والتي كان من إحدى
توابعها استهداف مخيمات الفلسطينيين وقتلهم وتشريدهم.
وأكد كنعان على انه آن الأوان للعالم العمل بجديه على حل قضيه
اللاجئين ووقف مسلسل القتل والتدمير المتواصل الذي يرتكب بحقهم وهذا عبر تحقيق
حلمهم بالعودة إلى أراضيهم وقراهم التي هجروا منها, مؤكدا على أن المساعدات التي
تقدم لعموم اللاجئين وما يشوب هذه المساعدات والية توزيعها وحجمها يجب على
المؤسسات المختصة أن تراجع آلية عملها وان مبدأ إنهائها هو مرفوض بالمطلق كون هذه
المساعدات والبرامج تعبر عن حقيقة استمرار قضية اللاجئين ومسؤولية العالم
الأخلاقية والإنسانية اتجاه حلها وإنهائها طبقا للقرارات الدولية المتعلقة بالخصوص.
وقدم د. عدنان عياش المتخصص والباحث في قضايا اللاجئين شرحا توثيقا
علميا لأرقام ومعطيات، تناول من خلالها حجم المجازر وتعدادها وعدد القرى المدمرة
التي عمد الاحتلال "الإسرائيلي" من خلالها إلى طمس معالمها وتغيير
أسمائها في محاولة منه إلى تزيف ومحو التاريخ الفلسطيني.
وأكد عياش على أن مجمل القرارات التي صدرت اتجاه حل القضية
الفلسطينية ومنها التي تتحدث عن وجوب حل قضيه اللاجئين، لا ترقى لمستوى إلزام دولة
الاحتلال على تنفيذها ولهذا ما زالت هذه القرارات حبر على ورق تجابه بجدار الضم
والتوسع وضربه بعرض الحائط كافه المواثيق الدولية والقرارات الأممية التي صدرت لحل
وإنهاء قضية اللاجئين وتعويضهم عن الضرر النفسي الذي لحق بهم طيلة سنوات الهجرة.
وفي الختام شكر إبراهيم البحراوي كافه الحضور والمشاركين، متمنيا أن
يأتي العام القادم وقد تحقق حلم العودة والدولة وانتهى زمن اللجوء والتشتت والمعاناة
لأبناء الشعب الفلسطيني.
المصدر : وكالة معا الإخبارية
26/5/2013