ذلك أن الجمع بين أنواع الخير ممكن، فالحج فريضة ربانية
لا اختيار فيها للعبد، ولا يقول فيها: الحج أفضل أم إطعام الفقراء ؟! إلا جاهل أو كافر
مغرض، فالجمع بين الحج والعمرة والإنفاق على الفقراء ممكن، فلماذا نوجد نزاعاً بين
الطاعات لا وجود له ؟!! .
ولماذا لا يقال: أتركوا الفسق والفجور الذي تنفقون عليه
المليارات كل عام وأطعموها الفقراء؟!! ولماذا لا يقال: أتركوا السجائر القاتلة، والمخدرات
المهلكة والهواتف الجوالة التي يكفي ثمن أحدها لإعاشة عوائل لشهر، والسيارات والتلفزيونات
الفاخرة غالية الثمن، والسفرات والسياحات، ولماذا لا يقال: أتركوا كرة القدم التي تستهلك
ميزانيات دول، وحفلات الغناء التي تنهب أموال الشعوب، والأفلام والمسلسلات التي تنتج
كل سنة بالمئات وتنفق عليها المليارات ويعتاش منها أنجاس البشر؟!! .
إن تكاليف حج وعمرة عشرين مليوناً كل عام لا تصل إلى ١٪
من كلفة ما يحرقه المسلمون من أموال في السجائر كل عام، ولا نصف في المائة مما ينفقونه
سفهاً على كرة القدم لاعبين ومدربين ونقل في القنوات وغير ذلك، ولا ربع في المائة مما
ينفقونه على الهواتف الجوالة وملحقاتها، ولا مثلها فيما ينفقونه على التلفزيونات والمسلسلات
والأغاني والأفلام والسفر، غير الفسق والفجور .
والسؤال الأهم هو: لماذا يقال: أتركوا الطواف بالكعبة؟ لماذا
الكعبة بالذات؟!! إن الجواب الذكي والصادق سيؤكد أن من يكتبون تلك العبارات ليسوا من
المسلمين، بل هم كفار معادون للإسلام، لكن الذين يقومون على الترويج لها هم مسلمون
لم ينتبهوا إلى خبث أولئك فراحوا ينشرونها ظانين أنهم يعينون الفقراء بذلك! .
إخوتي.. أخواتي..
تعلمون أني لم أعتد طلب نشر ما أكتب، غير أني أحثكم اليوم
بشدة على نشر هذا نصحاً للمؤمنين وتنبيهاً للغافلين، فهناك حرب على بيت الله لا تخطئها
عين، يريدون انتزاع محبته من قلوب المسلمين بدعاوى شتى، فلا يجب السكوت عن ذلك مع تزايد
انتشار مثل هذه المنشورات الخبيثة.
عبدالحميد شاهين