بسم الله الرحمن الرحيم
يتنادى إلى المسامع كلامٌ كثير ، ولكن لم نسمع بأحدٍ خان الأمانة إلى الحد الذي يخونه البعض ، فهؤلاء كمن آمنته على بيتك وعرضك فنهب بيتك وانتهك عرضك ، وهل يأمن الذئب على الخراف !؟ .
فهل نسينا أو تناسينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدّثَ كَذب ، وإذا وعدَ أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) متفق عليه ، فهل وصل الانحدار بالبعض إلى الحد الذي يدفعه إلى القول أنا وبعدي الطوفان ! ، ومن سيغرق في هذا الطوفان ؟ أليس أنا وأنت وأخي وجاري وصديقي وووو ، فبماذا يفكر من يخون الأمانة .
فمن الأمور التي ينبغي أن تكون وموجودة في المجتمع الإسلامي الأمانة وهي ضد الخيانة ، والأمانة كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها أنواع كثيرة ، فمن هذه الأنواع الأمانة العظمى ، وهي الدين والتمسك به ، حيث قال تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (آية 72 من سورة الأحزاب) .
والعمل الذي توكل به أمانة ، وتضييعه خيانة ، لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) (رواه البخاري برقم 6496 ) . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال :(وإنها أمانة .. ) (رواه مسلم برقم 1825) .
والسر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سره ، فإنه من لؤم الطباع ، ودناءة النفوس ، ومن أشد الخيانة للأمانة إفشاء السر ، والأمانة بمعنى الوديعة ، وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت .
وقد أمر الإسلام بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (سورة النساء آية 58) .
والخيانة في كل شيء قبيحة ، وبعضها شر من بعض ، وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك ، وارتكب العظائم . وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) . (رواه أحمد 3/135) .
ومسك الختام أسال الله أن يجعلنا من القائمين بالأمانة البعدين من الخيانة .
حسين بدوي
23/8/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"