المرأة الفلسطينية ما بين الماضي والحاضر - مريم العلي

بواسطة قراءة 4174
المرأة الفلسطينية ما بين الماضي والحاضر - مريم العلي
المرأة الفلسطينية ما بين الماضي والحاضر - مريم العلي

أما اليوم فالعجب العجاب ولا نعلم اسبابه ربما اتى مع عصر العولمة ؟ ام مع عصر التكنلوجيا ؟ هنا الامر اختلف كثيرا فنرى البنت لا تقبل الزواج من المتقدم اليها الا باكتمال كل مظاهر حياة البذخ من تلفزيون بلازما وموبايل اخر موديل وغرف نوم مستوردة وبدلات مستوردة وذهب اماراتي ...والخ ، مما يرهق من كاهل الزوج الذي يفضل الحياة بدون زواج ، والأدهى من ذلك هو واقع الاختلاط الذي تسبب في حدوث الكثير من المشاكل الزوجية التي وصلت الكثير منها الى الطلاق وذلك من خلال مباهاة النساء لبعضهن البعض وينعكس ذلك على الزوج الذي لا حول له ولا قوة الا بالله ، وينسحب ذلك على اقتصاد الأسرة وموازنتها المالية في النفقة والاستهلاك فالإسراف والتبـذير في الطعام والشراب والزينة واللِّباس والسّـكن والكماليّات والخدمات هي من أخطر مشاكل الإنسان فهناك البذخ والتبذير والإسراف والصرف غير المتقن الذي يرهق اقتصاد الأسرة ، ولا يتناسب في كثير من الأحيان مع دخل الأسرة وواردها ، ولكي تنتظم موازنة المجتمع الاقتصادية دعا الإسلام الى الاعتدال في النفقة وحرّم الإسراف والتبذير كما حرّم التقتير والبخل والحرمان ، وتتحمّل المرأة المسؤولية الكبرى في تنظيمها وتحديد طبيعتها ، لقد اشارت الشريعة الإسلامية الى الأُسس العامّة لترشيد الأنفاق بشكل عام ، كما حدّدت النظام المبدئي لأنفاق الأسرة وميزانيّتها بشكل مرتب ، نذكر من ذلك وصف القرآن للمؤمنين المثل الأعلى في الانضباط والالتزام الذي وضّح فيه منهجهم القويم في الإنفاق الذي دعا الكل من فرد وجماعة الى الالتزام به ، قال تعالى : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا } [ الاعراف : 31 ] ، { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } [ الفرقان : 67 ] ، وقوله تعالى : { وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا . إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [ الاسراء : 26-27 ] ، { وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا } [ الاسراء : 29 ] .

إنّ تثقيف المرأة وتخصيص حصص خاصّة في المناهج الدراسية للاقتصاد المنزلي الإسلامي وتثقيف المرأة على الاعتدال في النفقة وتخطيط ميزانية الأسرة يساهم في بناء الوضع الاقتصادي وإنقاذه من المشاكل لا سيما مشكلة الغلاء وحرمان الطبقات الفقيرة ، وبذا تساهم المرأة في بناء المجتمع عن طريق توجيه وتنظيم اقتصاد الأسرة والاعتدال في النّفقة جرياً على منهج القرآن ودعوته الحكيمة ولتؤدِّي المرأة مسؤوليتها كراعية لبيت زوجها ومسؤولة عنه كما جاء في البيان النبويّ الكريم .

وعذرا عن الاطالة لانه لا بد من الكتابة في الجانب الاجتماعي لما له من ضرورة لأسرنا الحبيبة وظاهرة عزوف الكثير من الشباب عن الزواج وعدم وجود جهات تلتزم الشاب الفلسطيني بمساعدته أسوة باقرانهم من شعوب العالم الذين يقدمون الى شبابهم القروض من الدولة لغرض مساعدتهم في الزواج وعليه نهيب بأمهاتنا وبناتنا جميعا لقراءة واقع الإمرأة الفلسطينية في السابق ومن الله التوفيق .

 

بقلم : مريم العلي

18/8/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"