بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
لقد تحمل الشعب الفلسطيني في العراق نفس معاناة الشعب العراقي في جميع مراحلها إن لم نقل أكثرها فمن الحرب العراقية الايرانية إلى حرب الخليج الثانية إلى الحصار على العراق فترة التسعينيات كل هذه المراحل عانى منها الفلسطيني مثله مثل العراقي كيف لا وهو يعد من نسيج هذا المجتمع لكن هنالك ملاحظة مهمة وهي انه لم تقدم اى هيئة اغاثية دولية او اممية اى مساعدة لهذا الشعب خلال هذه الفترة علما انه ضمن القوانين الدولية يعد من ضمن اللاجئين وهذا مانراه من اهتمام باللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والاردن علاوة على غيرهم من لاجئي العالم .
وبعد هذا الإهمال خلال هذه الحقبة جائت فترة احتلال العراق ولا اقول مبالغا انه لم يتعرض أي شعب فلسطيني في أي دولة يتواجد فيها مثل ما تعرض له الشعب الفلسطيني في العراق , ففي كل دولة تعرض فيها الفلسطينيون لأذى مثل لبنان او فلسطين اوغيرها بقى النسيج الفلسطيني كماهو وبعد انتهاء المحنة يمارس هذا الشعب حياته اليومية دون التعرض الى مشاكل طائفية او عرقية او تمييز او اضطهاد ، وحتى إخواننا في غزة الصامدة رغم صمودهم البطولي امام العدو اليهودي المجرم فان النسيج الفلسطيني بقي كما هو علما انهم في ارضهم وبين أبناء شعبهم وملتهم، وكلنا سمع كيف ان المساعدات بكل انواعها تقاطرت على ابناء غزة من الشعوب و الحكومات وبالمليارات وكيف عقدت المؤتمرات العربية والعالمية لاعمار هذا البلد المنكوب والصامد وهم يستحقون أكثر من هذا ، مع أن حل مشكلة الفلسطينيين في العراق أخف وأيسر وأقل من ذلك بكثير لقلة عددهم !!!.
ولكننا فقط نقارن بين محنتهم ومحنتة الاخوة الفلسطينيون في العراق الذين تعرضوا لابشع انواع التطهير العرقي والمذهبي من اول يوم للاحتلال, ففي بغداد وبعد التحسن النسبي الامني اخيرا، كما يقال اضحى الفلسطيني بعد ان فقد احد افراد عائلته آو مسكنه آو وظيفته غير مرغوب فيه من قبل الحكومة ولا يستطيع التعايش حتى مع الشعب بعد هذا الزلزال الذي حدث , والحملة المنظمة المقصودة لتشويه صورته واظهاره بمظهر الارهابي فاصبحت الجالية شبه محاصرة في تجمعاتها , اضافة الى تحملها معاناة قلة الخدمات ونقصها وفقدان الآمن وهذا يشترك الفلسطيني مع العراقي فيه .
أما من هرب بنفسه وعائلته و الذين يتواجدون على الحدود العراقية في مخيم الوليد اوبين الحدين السورية - العراقية في مخيم التنف أو داخل سوريا كما هو مخيم الحسكة , فيعيشون منذ سنوات في ظروف- واقولها وقلبي يعتصر ألما - لا تعيش فيها حتى الحيوانات يتحملون حر الصيف وبرد الشتاء القارص هم واطفالهم ونسائهم وشيوخهم مع قلة الطعام وغيرها من سبل العيش ومع الاسف لم نر مؤتمرات تعقد من اجلهم ولم نر مساعدات ولم نر هذا الكرم المقدم من قبل الدول الاسلامية بكل اطيافها تجاه غيرها من القضايا حتى لم تتم مناقشة معاناتهم في اى مؤتمر قمة عربي او أممي .
وفي المقابل تجد من دول الكفر مع الاسف الشديد ومع الحسرة والالم من مد يد المساعدة على استحياء لاخذ بعض الافراد كل فترة بعد معاناة شاقة وأليمة لهؤلاء الأفراد في هذه المخيمات وكلنا يعرف قصد هذه الدول من استقبال الفلسطينيين على أراضيها فهم ليسوا جمعيات خيرية وقد قال الله فيهم (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) 120) سورة البقرة ) والكل يعرف وخاصة من ذهب الى هناك كيف ان هنالك برامج معدة سلفا لابناء الوافدين الى هذه الدول لتغيير اخلاق وعادات ودين ابنائنا ضمن برامج طويلة معروفة للجميع علاوة على تفتيت المجتمع الوافد عبر تفريقه في مناطق متباعدة الى غير ذلك ولكني لا الوم الفلسطيني لهجرته لهذه الدول بعد ان سدت كل الابواب في وجهه ولكني اوصي اخواننا ان يكونوا عل حذر وفي اول فرصة سانحة لهم ان يرجعوا الى بلاد المسلمين اذا تمكنوا من ذلك حفاظا على ابنائهم وذرياتهم وكما في الحديث النبوي الشريف " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ"رواه الترمذي وقال الالباني صحيح .
ان هذه لهي بحق المأساة المنسية بعد عدوان العدو وتقصير وتخلي القريب عنا فالى الله المشتكى نسال الله ان يفرج الكربات عن اخواننا في كل مكان ويرزقهم عز العيش في الدنيا والاخرة اللهم امين .
24/3/2009
وليد ملحم