منذ
البدء كان الموقف الفلسطيني موحدا حول موضوع اللاجئين وواضحا وصريحا يصب في ان
تواجد الفلسطينيين في البلدان المجاورة لفلسطين هو تواجد مؤقت مرتبط بالظروف
الموضوعيه وإمكانية التحرير او بالقانون الدولي القائل بعودة اللاجئين الى ديارهم
وهذا بمثابة خط احمر ومقدس أي ان الفلسطيني لا يفكر بالتوطين او الاستيطان او
التخلى عن مسقط رأسه او راس ابائه وأجداده لا يتخلى عن بلده الام بأي شكل من
الاشكال وما تخوفات البعض من الدول العربية إلا تخوفات وهميه او مخطط لها لزرع
بذور الفتنه والخلافات مع ابناء الشعب الفلسطيني ان هذا الموقف واضح ومحسوم ولا
جدال فيه منذ البدء.
السياسة العربية تجاه اللاجئين.
--------------------------------------
تتفاوت الدول العربية المستضيفة بين دولة وأخرى حيث لكل دولة آلية عملها الخاصة وفهمها
الخاص لهذا الموضوع مثال.
في الاردن يتواجد اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من
الضفة والقطاع وهناك تمييز ما بين الفلسطيني القادم من غزة بعد عام النكسة عام 67
وما بين الفلسطيني من الضفة الغربية حيث كان النظام الاردني يسيطر ويحكم الضفة الغربية
هذا الواقع جعل البعض يمتاز عن الاخر بحمل الجنسية الاردنية جواز سفر طبيعي مدة
خمس سنوات له كل الحقوق – اما القادمين من غزة بعد عام 67 يحمل جواز سفر مدة عامين
وهو ليس كمثيل في الامتيازات والحقوق
ويعامل من الدرجة الثالثة.
اما في سوريا حيث يتواجد اكثر من 550 الف لاجئ فلسطيني
منذ عام 48 يحمل وثيقة سفر لاجئ فلسطيني له الحقوق الكاملة في الحياة كمثيله
السوري باستثناء حق الانتخابات والترشيح للحكومة ويعتبر الفلسطيني في سوريا من الحالات
الاكثر ارتياحا في حياته من أي بلد اخر
هذا اذا استثنينا ما يقارب 150 الف لاجئ من قطاع غزة ما
بعد عام 67 عام النكسة حيث المعانة تتفرع من الاقامة السنوية الى عدم الوظيفة في
مؤسسات الحكومة او عدم وجود جواز سفر لدى البعض لتتاح له حرية الحركة ولكن هذا قياسا
بدول اخرى مثل لبنان يعتبر الموقف السوري الاكثر تميزا.
في لبنان حيث يتواجد ما يقارب 450 الف نسمه محرومين من
معظم مقومات الحياة الكريمة ومحرومين من كل متطلبات العيش الكريم.
في العراق حيث كان يتواجد ما يقارب 20 الف فلسطيني بشكل
تجمعات وليس مخيمات
التواجد الفلسطيني في كل هذه البلدان اضافه الى الكويت
والسعودية ودول الخليج جميعها مرهون بموقف تلك الدول من منظمة التحرير الفلسطينية.
اذا كان الموقف ايجابيا ينعكس بشكل تلقائي على المواطن
المغلوب على امره وإذا كان الموقف سلبيا او تخللته بعض الشوائب فالويل كل الويل
للمواطن الفلسطيني الذي يوضع بين فكي كماشة او بين المطرقة والسنديان.
( الربيع العربي والموقف من اللاجئ الفلسطيني
)
--------------------------------------
كنا نتوقع ان تسير الامور بالاتجاه الافضل نحو تشكيل نظم
اكثر ديمقراطية وأكثر خدمه لشعوبها واحتراما للانسانية ولكن ما نلاحظه الان بان
الدور والمخطط الامريكي للمنطقة استغل الثغرات والنقاط السلبية وعدم قدرة احداث تغييرات
ايجابيه بحكم تغلغل وامتداد النفوذ الاكثر دموية في هذه البلدان جعل الامر يسير باتجاه
اخر غير مرغوب به وهذا عكس نفسه على الشعوب العربية اجمالا وعلى الشعب الفلسطيني
ايضا في اماكن تواجده حيث تعرضت المخيمات والتجمعات السكنية في العراق الى الهجرة
الغير مرحب بها.
وفي
سوريا تتعرض المخيمات الى التدمير والقتل وطمس معالم المخيم هذه الكلمة التي تزعج
اسرائيل والأمريكان لما لها من مفهوم سياسي ومردود قانوني وأخلاقي واجتماعي تتعرض
المخيمات للتصفية والقتل والتشريد.
ما هو موقف منظمه التحرير مما يجري
--------------------------------------
للأسف الشديد وبكل وضوح منظمه التحرير مقصرة ا تجاه وجود
حلول لما يجري للشعب الفلسطيني والمخيمات زجت في معركة ليست معركتها وليس لنا فيها
من بعيد او قريب إلا بالحسنى ووجودنا في الارض العربية والسورية بشكل خاص هو وجود
مؤقت هدفنا تحرير فلسطين ولا بديل عن ذلك.
منظمه التحرير اخذت الموقف المحايد ولكن لم تساهم جديا
في ايجاد حلول ومخارج لحل أزمة المخيمات المستهدفة او حل مشكلة من هم على ارض
المخيم محجوزين حفاة عراة جوعى
ان هذا واجب شرعي وقانوني وسياسي باعتبار منظمه التحرير
هي المسؤولة عن ابناء الشعب الفلسطيني اينما وجدوا.
ماذا قدمت المنظمة ونحن هنا لا نتحدث عن كبونه او امداد
تموين او صرف بطانية لتغطيه العورة نحن نتحدث عن دور سياسي وحل سياسي لهذه المأساة
ان الدور المخجل للمنظمة وفصائلها المنطوية تحت لواء المنظمة او الخارجة عنها اليمين
واليسار العلماني والإسلامي الكل يتحمل مسؤولية ما يجري وعدم خلق حلول لمأساة
المخيم والمخيمات جميعا وعلى رأسها عاصمة الشتات الفلسطيني مخيم الثورة ومخيم
اليرموك.
كفى استهتارا وظلما بالشعب الفلسطيني كفى صمتا ولا بد من
الصحوة للمنظمة لان تأخذا دورا رياديا جريئا لحل مشكله ابناء شعبنا الفلسطيني.
ما هي الخيارات المطروحة
-----------------------------
الخيار الاول والأساسي هو عودة اللاجئين الى ديارهم الى
فلسطين الام.
الخيار الثاني الحماية السياسية والاجتماعية لكل ابناء
الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده 0
الخيار الثالث ايجاد مكان آمن ليحتمي به اللاجئ
الفلسطيني لحين حل المشكلة بشكل كامل 0
الخيار الاكثر مرارة وصعوبة وهو مرفوض ولكن اجبر عليه
الكثير من ابناء شعبنا حيث فضلوا الموت غرقا في البحر على حياة الذل.
الخيار الأمر والأكثر مرارة ان يفكر الفلسطيني المقهور
بالبحث عن وطن بديل بالهجرة الى اوروبا او امريكا وهذا ما يسعى اليه العدو تصفية.
القضية وتصفية المخيمات وتشريد وتشتيت الشعب هنا وهناك
ان مثل هذا الامر يتطلب موقف موحد ودراسة تفصيلية وجدية
من القيادة الفلسطينية مجتمعة لإيجاد الحلول الاكثر نجاعا والأكثر وطنية.
ان الكيان الصهيوني يسعى ويعمل ليل نهار على جلب اليهود
الفلاشا وحتى مواطنين غير يهود الى فلسطين يدرسهم ( الديانة اليهودية ) ويجري لهم
غسيل الدماغ ويوفر لهم السكن والعمل والضمان الاجتماعي وكل سبل الحياة حتى يستقروا
في ارض ليست ارضهم.
ونحن حتى الان لا نمتلك برنامجا واضحا.
نفكر بصوت عال كيف يمكن ان نستوعب بعض العوائل القادمة
الى فلسطين وهم من اصل فلسطيني.
كيف نستقبل ونوفر لهم سبل العيش الكريم من اجل البقاء
والصمود على ارض فلسطين
ما هو برنامج المنظمات ومنظمه التحرير الفلسطينية
لاستيعاب لا اقول كل العائدين او اللاجئين ولكن البعض منهم ومن استطاع ان يفلت من
شبح الخراب والدمار والقتل 0
فكروا يا أولي الالباب وكونوا على قدر المسؤولية التي
حملتموها واحموا ابناءكم وأبناء شعبكم من خطر التهجير والقتل وتصفية القضية
الفلسطينية وقضية اللاجئين وهي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني.
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © /2003/