ما أعجل الركب حينما ولوا ، وما أسرع الخطى حينما ودعوا ، وكأن السفينة التي سارت في بحر الفراق سنين لم تكن إلا أياماً ، وهذا شراع العودة يَنشر ذراعيه ليُذكرنا بأيامٍ جميلة ولحظاتٍ خالدة ، فيا لذكرى كنّا من أجلُها نلهث ، نركض للهدف ننتظر النهاية ، نُعدّ لها عداً ونتمناها مُنى الموعود ...
تهنئة مكللة برائحة ياسمين أهل الشام إلى عائلة الشرفا بفرعيها في مدينة غزة وقرية اجزم (قضاء حيفا )التي سميت فيما بعد عائلة الأسعد الشرفاوية بمناسبة لقائهم المنتظر منذ سنين .
إنها يد مباركة تلك التي امتدت عبر تاريخ أجيال قضت ,وأجيال لازالت حاضرة وقد تكون أيضا حائرة .. يد مباركة قلبت صفحات التاريخ وهي تبحث بشوق بعد أن سمعت من كبار العائلة أن هناك فخد من أفخاد عائلة الشرفا قد رحل إلي قرية قضاء حيفا تسمي اجزم منذ زمن بعيد من أجل جمع شتات العائلة الشرفاوية الكريمة إنها يد الفلسطيني حربي بن عبد الفتاح بن محمد بن محمد بن أحمد بن هاشم بن الشرفا .. نجل العائلة الهاشمية الحسينية المباركة في قطاع غزة .
من هنا بدأت تتجلى وتنجلي طاوية صفحة من ألم الفقد وعناء البحث عن فخذ كامل وكريم تعود أصوله إلى عائلة الشرفا الغزاوية الأصيلة إنهم فخد الأسعد ومساكنهم التي ما زال بعضها قائما حتي اليوم في غزة هاشم .
هذا الفخد الذي هاجر غزة عام 1750أثر مشكلة مع عائلة أخري ولم يعرف حينها المكان الذي ذهبوا إليه ، تاركة أبناء عمومتها من آل الشرفا في غزة .
وكان بعض أفراد عائلة الشرفا يعملون بالتجارة ، خرجوا سنة 1895 لبيع الحبوب والفواكه المجففة و وصلوا إلي مشارف مدينة حيفا وضربوا خيامهم استعدادا لدخول مدينة حيفا وكانت الأرض التي نزلوا بها لجماعة لا يعرفونهم ، فهاج أصحاب الأرض عليهم و سألوهم عن أصلهم ومسكنهم فقالوا أنهم يقطنوا في غزة_ حي التفاح وجئنا نبتغي الرزق وقام أصحاب الأرض بسؤالهم عن كبير عائلة الشرفا في غزة وكان حينها المختار محمود محمد أحمد هاشم الشرفا وهذا أخوه معنا في القافلة وكانوا يشيرون إلي محمد محمد أحمد هاشم الشرفا وكان يلقب بالأطرش وكان عمره 15عام ، وبعد حديث طال تعرفوا عليهم و قالوا إنهم من أقاربهم وأرسلوا معهم رسالة إلي كبيرهم محمود الشرفا أن أقاربهم موجودين في قرية اجزم وقد غيروا اسمهم إلي عائلة الأسعد لان كبيرهم والله أعلم كان يسمي أسعد .
ويذكر أحد كبار العائلة الحاج حنفي علي عبد الله الشرفا بأنهم دُعوا إلي حفل زفاف لعائلة الشرفا في اجزم سنة 1929 وكان فرح توفيق الأسعد . وقد ذهب وفد كريم من غزة هاشم على ظهور الخيل عن طريق ساحل البحر وصولا إلى اجزم – قضاء حيفا- حاملين معهم هدايا وواجبات العرس الشرفاوي الأصيل من ذبائح وغيرها .
ويؤكد الأحفاد الآن وهم من تبقى من عائلة الأسعد من المعمرين ومنهم الشيخ الجليل عمر حسين علي الأسعد وزوجته زهرة محمد الأسعد ، الذي يبلغ من العمر تسعون عام ويقطن قرية زبوبا قضاء جنين .
هذه هي عائلة الشرفا الكريمة وهي تلتئم مجددا في زمن التشتت نعم ولكن الفرحة هذه لم تدم طويلا...وعاد شبح التشتت بالظهور عام 1948 حينما عاثت الحركات الصهيونية فسادا وتقتيلا وتشريدا ...وكانت إجزم قضاء حيفا بما تحويه من عائلات ومن ضمنها عائلة الأسعد الشرفاوية الكريمة هدف هذه الحركات.... وأمام هذا الواقع الأليم والمرير توجه وفد من عائلة الأسعد الشرفاوية (إجزم) إلى أبناء عمومتهم في مدينه غزة لتدارس الوضع المستجد والخطير ..الذي بدأ يعصف بغيوم التشتت والإبعاد ... وكانت المفأجاه في نفوس أبناء العائلة جميعا....إن أبناء العائلة في غزة يَشكون نفس المصير ..إنهم يحاولون ترك مساكنهم في مدينة غزة باتجاه مدينه رفح على الحدود المصرية طلبا للنجاة بأطفالهم ومتاعهم وأرواحهم .
رجع الوفد الأسعدي إلى إجزم وهو يحمل الجراح ..يحمل الألم والآهات إلى الخروج إلى خارج فلسطين الحبيبة وتفرقوا مرة أخرى في البلاد العربية ..في الأردن وسوريا والعراق والضفة الغربية .. ليشكلوا فروعا لعائلة الأسعد ... وغالبية تواجد العائلة الآن في العراق تحديدا مدينة بغداد .
ومنذ حوالي الثلاثة عقود الأخيرة وسمع شباب آل الشرفا بحديث جدودهم أن لهم أقارب في قرية اجزم يلقبون بعائلة الأسعد ومن هنا عادت رحلة البحث في جميع أقطار البلاد وقد تشكل مجلس شباب عائلة الشرفا في غزة هاشم ليتمكن من العثور علي جميع فروع آل شرفا الذين تشتتوا في البلاد نظرا للنكبات التي أصابت فلسطين وقد تمكن الأخ حربي عبد الفتاح محمد الشرفا الحسيني الغزي علي العثور لفروع أخري لعائلة الشرفا المتواجدة في بلدة بيتا قضاء نابلس وفيها عائلة كبيرة تنتمي لهذا العرق الطيب وكذلك فرع بلده شويكه طولكرم وامتداداتهم في القدس والأردن وتحديدا في مدينة المفرق ودول الشتات لم تهدأ له عين ولا قلب فقام بإنشاء الموقع الالكتروني والذي يهدف إلى جمع شمل العائلة الكريمة (http://www.shorafa.ps) وقام بتشكيل مجلس شباب العائلة يتولى المساعدة لجمع شمل عائلة الشرفا .
وبقيت دمعة الفراق وجرح الكف وهو لا يزال يتذكر قصة الأجداد عن عائلة الأسعد ومصيرهم ...حتى شاءت إرادة القدير مرة أخرى أن تظهر شمعة مباركة في نهاية النفق المظلم فمن خلال نشر الموقع بواسطة احد شباب مجلس العائلة على الفيسبوك الأخ امجد فوزي محمد الشرفا من بيتا – نابلس ... وقد تبين أن البعض من فخد الأسعد على الفيسبوك الذين كانوا هم الآخرين يبحثون عن أقاربهم من آل الأسعد في الأردن والعراق وسوريا والدول الأوربية ليتلقف الحاج حربي هذه الومضة المباركة والتي تكللت بالفرحة والنجاح ..حيث تم تكليف الأخ امجد فوزي الشرفا بمتابعة الموضوع ونجح في الحصول على بعض المعلومات عمن تبقى من آل الأسعد في فلسطين وهو الحاج عمر حسين علي الأسعد وأبناءه والأخ صالح الأسعد والأخ نور الأسعد وسمير الأسعد وتم اللقاء في يوم الثلاثاء التاسع من رمضان المبارك في مدينة طولكرم ومن ثم التوجه إلى مدينة جنين ومنها لقرية زبوبا للقاء الحاج عمر حسين الأسعد والذي أكد الشيخ عمر أن أصول عائلة الأسعد هم من عائلة الشرفا وبالتحديد من فخد هاشم من قطاع غزة عندها قمت بزف الخبر والبشرى إلى الأخ حربي عبد الفتاح محمد الشرفا الذي بدأ بالتواصل مع المجموعة الأسعدية المتلهفة لجمع الشمل وهم الشيخ عمر حسين علي الأسعد , وسمير احمد حسين الأسعد ، سعيد احمد حسين الأسعد ، نور صالح عمر حسن الأسعد ومحمود عمر حسين الأسعد وقام بالتواصل أيضا مع الأخ جمال فتحي توفيق الأسعد في النرويج وهو من سكان العراق – بغداد . وتم بالتواصل مع فرع الأسعد وان شاء الله سنأتيكم بألبوم صور لشخصيات عائلة الأسعد في القريب العاجل .
وقد علمنا أن عائلة الشرفا (فرع الأسعد) الشريفة يبلغ تعداد أفرادها المبدئي حوالي 603 أنفار حسب شجرة فخذ العائلة الذي تم تنظيمه بواسطة جمال الأسعد _ النرويج .
انه لجهد بالغ الأهمية قام به مجلس شباب عائلة الشرفا في غزة وبيتا بنابلس عن البحث والاستقصاء عن فرع عائلة الشرفا المسمي (الأسعد) والذي كلل بالنجاح ونسال الله العلي القدير أن يجمعنا في أقرب وقت ممكن ، انه سميع قريب مجيب الدعاء .
بقلم مجلس شباب عائلة الشرف
تحرير واعداد :
أمجد فوزي الشرفا
تهاني سالم الشرفا
20/8/2011
المصدر : موقع شباب عائلة الشرفا في فلسطين والشتات