مقتل طالب لجوء عراقي بعد تسفيره قسراً من السويد

بواسطة قراءة 3058
مقتل طالب لجوء عراقي بعد تسفيره قسراً من السويد
مقتل طالب لجوء عراقي بعد تسفيره قسراً من السويد

لكن هناك عدد من اللاجئين يتم تسفيرهم إلى بلدهم الأم بعد رفض لجوئهم في السويد، وعدد منهم يلقى حتفه في البلد الأم ربما لعدم الاستقرار الأمني في البلاد أو يتعرض للاغتيال من طرف النظام بسبب نشاطاتهم السياسية السابقة في البلد الذي ينتمون إليه ومعارضتهم لنظام ديكتاتوري أو عدم رضاهم عن الوضع الأمني.

عماد وهو إسم مستعار لشخص لقي مصرعه في العراق بعد تسفيره قسرا من السويد، بعد أن رفضت دائرة الهجرة منحه حق اللجوء لغياب أسباب كافية لحصوله على الإقامة. رائد إبن أخ الضحية تحدث عن ظروف وصول عمه إلى السويد ورفض لجوئه، رغم أنه كان مهددا في بلده الأم ورغم عدم استقرار الوضع الأمني في العراق

وآثر عماد العودة إلى العراق للعيش مع عائلته التي كانت تنتظر بدورها الالتحاق به، لكن قرار الرفض والطرد من السويد وقف أمام طموحات هذه العائلة وكان الحل عودة عماد إلى بلده الأم لكن شبح الموت كان ينتظره هناك يقول رائد إبن أخ الضحية.

مقتل طالبي اللجوء بعد عودتهم إلى البلد الأم، وبعد رفض دائرة ومحكمة الهجرة لجوئهم في السويد تطرح العديد من التساؤلات. خصوصا أن دائرة الهجرة ليست لديها معلومات عن هؤلاء الأشخاص بعد تعرضهم للقتل أو التنكيل والمضايقة في بلدهم الأم.

في هذا الصدد قال لينارت إريكسون مختص في قضايا اللجوء لدى مصلحة الهجرة "لا نقوم بفتح تحقيق حول الأشخاص الذين تعرضوا للطرد أو خرجوا من السويد، ولا نتوفر على أية أرقام حول عدد الذين تعرضوا للقتل أو مضايقات في بلدهم الأم". وواصل إريسكون حديثه بالقول "دائرة الهجرة ومحكمة الهجرة يقومان معا بإصدار قرار الرفض وليس دائرة الهجرة بمفردها".

قرار ترحيل اللاجئين إلى بعض البلدان الديكتاتورية أو التي لا تنعم بالأمان، يكون صعبا، وفي العديد من الحالات يتعرض هؤلاء الأشخاص للقتل بسبب نشاطاتهم السياسية السابقة ومعارضتهم للنظام، أو يتعرضون للقتل في حادث عارض لعدم استقرار الوضع الأمني في تلك البلدان. لينارت إريكسون قال "إن دائرة الهجرة تقوم برفض طلبات اللجوء عندما يتعلق الأمر بالبلدان التي تعرف تطورا في ضمان الأمان لمواطينها وعلى هذا الأساس يتم رفض إقامتهم في السويد وترحيلهم إلى بلدانهم".

لكن هل يعتبر العراق بلدا آمنا؟ وهل عماد بالفعل وجد ذلك البلد الآمن الذي تتحدث عنه دائرة الهجرة؟ لينارت إريكسون عقب على ذلك بالقول "بالطبع نحن نتوصل بمعلومات كل الوقت عن تلك البلدان، فمثلا أعمال العنف الدائرة في بغداد وبعض المناطق الأخرى من العراق صعبة جداً، لكن رئيس دائرة الهجرة أعطى تعليماته بالتعامل مع قضايا اللاجئين بتقديهم لدلائل تثبث تعرضهم للعنف وللتهديد الشخصي بشكل مباشر، ولا يمكن التعامل من قضاياهم على أساس الوضع الأمني غير المستقر وانعدام الأمان بصفة عامة".

هذا وتعرضت دائرة ومحكمة الهجرة لإنتقدات شديدة من الجمعيات والمنظمات التي تنشط في قضايا اللجوء والهجرة. وقال عامر محمد علي ناشط في حركة اللاجئين في السويد "إن الحكومة ومصالح الهجرة تعرف أن الوضع الأمني متوتر لكنها لا تريد الإعتراف بذلك".

عامر محمد علي وجه أيضا انتقادات للحكومة، وأبدى استيائه من تعاملها مع طالبي اللجوء من بلدان تعرف وضعا أمنيا متوترا، وفي بعض الأحيان تقوم سلطات تلك البلدان بتنحية العائدين بسبب مواقفهم السياسية التي تتعارض مع تلك الأنظمة الديكتاتورية.

يذكر أن حركة اللاجئين في السويد التي ينتمي إليها عامر محمد علي تعتبر منظمة غير حكومية مشكلة من الشباب الذين يحاولون بمجهودات شخصية الضغط على الجهات التي تقرر في قضايا الهجرة لمنح إقامات لطالبي اللجوء المعرضين للتهديد في بلدانهم.

 

المصدر : راديو السويد باللغة العربية – أرابيسكا

13/7/2013