جاء هذا الاجتماع بعد عدة اعتصامات قام بها فلسطينيو العراق في الأيام السابقة، حيث تجمهر الناشطون أمام مبنى سفارة دولة فلسطين وسط بغداد، مطلقين نداءات استغاثة إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإخراجهم من البلاد.
فريق تطبيق "أنا أرى"، وهو خدمة إخبارية تقدمها قناة العربية، كان له حوار مع (س- س) وهو عضو باللجان الشعبية الفلسطينية في بغداد، الذي اعتبر أن الاجتماع المقام اليوم ما هو إلا مجرد مسكِنات للألم الذي يعيشون فيه بحد تعبيره.
يذكر (س- س) في تصريح خاص لـ"أنا أرى"، بعد أن تم التواصل معه عبر الهاتف، تفاصيل الجلسة الحوارية ويقول: "كان من المفترض أن نجتمع اليوم مع السيدة ليلى نصيف – مديرة الحماية الدولية التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين – بعد أن ذهبنا إلى السفارة الفلسطينية حتى تساندنا وتنقل صوتنا إلى العالم وحينها وعدتنا السفارة باتخاذ موقف حازم تجاه قضيتنا، ولكن اليوم اعتذرت السيدة ليلى نصيف عن الاجتماع لأسباب أمنية بحد قولها ولم يحضر الجلسة سوى عدد قليل من ممثلي السفارة الفلسطينية، فنتائج الاجتماع جاءت مخيبة لآمال اللاجئين الفلسطينيين، ومع هذا لم يتم تحديد موعد آخر للاجتماع".
يضيف :"أنا من مواليد العراق، عشت فترات صعبة هنا، ولكن الوضع الآن أصبح أسوأ فنحن ليس لدينا أي سبيل للحياة، قررنا الاعتصام الآن لأنه كما يقال بلغ السيل الزبى، فصبرنا قد نفذ وحالنا أصبح مقلق، إضافة إلى أن المُجمع السكني المخصص لنا والذي يعيش فيه عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، انتشرت فيه العصابات وتحول إلى مسكن للأشباح، فلا نستطيع الخروج بعد الساعة العاشرة ليلاً، الحال لم يمكن هكذا من قبل ولكن تمييز اللاجئين الفلسطينيين عن غيرهم بات واضحاً، نحن لا نتمتع بأي شيء هنا، لهذا نريد الهجرة إلى أي دول أخرى والآن".
وبحسب ما يقول: "إن معظم الفلسطينيين في العراق جاءُوا من قرية حيفا والقدس، وتحديداً من قرى جبع وعين غزال في حيفا، فأجدادي هاجروا عقب حرب 1948 منها، نازحين إلى الأردن، فكنا نعتبر أنفسنا كأننا في وطننا عندما وصلنا العراق".
يُذكر أن أعداد الفلسطينيين في العراق منذ عام 1984 وحتى عام 2003 بلغت نحو 30 ألف نسمة تقريبا، إلا أنّ هذا العدد تراجع بعد احتلال العراق بسبب هجرة الكثير منهم إلى خارج العراق ولأكثر من خمسين دولة معظمها أجنبية، خشية تعرضهم للاضطهاد فضلاً عن اعتقال المئات واغتيالهم.
أما علي زكريا وهو أحد الناشطين في الاعتصام، يحدثنا عن حال اللاجئ الفلسطيني في العراق بعد أن التواصل معه عبر الهاتف ويقول: "نحن الفلسطينيون نعاني يومياً من الاضطهاد والتهميش، فأنا من مواليد العراق، عشت وتربيت ودرست في العراق، لكن الآن أشعر بأني غريب ومتهم في هذا البلد لمجرد حملي الهوية الفلسطينية".
يضيف: "يعاني اللاجئ الفلسطيني في العراق من الوضع المعيشي الصعب، لعدم السماح له بالعمل وقلة توفر فرص العمل كذلك، فضلاً عن التكتم الإعلامي وعدم التفات المنظمات الإنسانية العربية والعالمية لنا، كما أن الكثير من شبابنا وأطفالنا يتعرضون لمضايقات وعمليات اختطاف من مليشيات الحكومة العراقية، فبعد معركة سقوط بغداد في 2003 أصبح يطلق علينا اسم "صدّاميين" وبعد ظهور ما يعرف بداعش بتنا نُعرف بـ"صدّاميي التنظيم القاعدي"، ولهذا لا نشعر بالأمان هنا".
ويعاني الفلسطينيون في العراق من ضعف المتابعة لقضيتهم من المنظمات والمؤسسات الدولية، حيث أكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالعراق في وقت سابق، أنها لا تخطط لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في العراق، باستثناء بعض الحالات الخاصة فقط.