قبور ؟؟ قصور ؟؟ مستوطنات ؟؟ // عجبي ؟؟- جمال أبو النسب

بواسطة قراءة 1902
قبور ؟؟ قصور ؟؟ مستوطنات ؟؟ // عجبي ؟؟- جمال أبو النسب
قبور ؟؟ قصور ؟؟ مستوطنات ؟؟ // عجبي ؟؟- جمال أبو النسب

منذ سنوات طوال وخاصةً في نهاية أربعنيات القرن الماضي ,, وتحديداً  عند  أنتهاء الحربين الكونيتين وما آلت اليهما من نتائج بتقسيم المقسم من وطننا العربي ؟؟ وبعد أسكتشاف النفط في الأراضي العربية وكان بفضل هذا الأسكتشاف الناري بجلبه لأقطارنا التي أصبحت تسمى حالياً ( النفطية ) بدلاً من ( العربية ) كما كانت تسمى سابقاً ؟؟ جلب مردود مادي لم يكن بالحسبان ..

ولكن على نفس القدر جلب معه أطماع كل دول العالم ,, والتي صارت تدفع بأتجاه أفقار أقطارنا العربية بشتى السبل ,, تارة بأباحة مفاهيم الكفر والإلحاد وتوكيد التخلف والأمية واستفحال الفقر وأشاعة الأمراض .. وتارة أخرى بالحد من بناء دور العلم والعمل على كسر شوكة التعلم ,, وقد بلغ الأمر بهذه الدول الطامعة بتلك الثروة التي هبطت من السماء على الكثير من الأقطار العربية لتتفتق أراضيها بهذا المارد الأسود اللون ,, الذي كان بمثابة ( مصباح علاء الدين ) فأغدق عليها بألأموال الطائلة التي كانت وما زالت تصرف شمالاً ويميناً بغير وجه حق ,, فهي للأن تصرف لتعزيز ما أراده مع ما جاءوا به الطامعون بثروات اقطارنا العربية ,, وبصريح العبارة  كانت وما زالت هذه الأموال الطائلة المتأتية من عائدات تصدير النفوط العربية لا تصرف لا على البلاد ولا على العباد ؟؟؟

قد بلغ الأمر بهذه الدول الطامعة قيامها بتنصيب الملوك والحكام في أقطارنا العربية وذلك لخدمة مصالحها الأستراتيجية وبما يضمن تدفق البترول الى بلدانها وبأرخص الأثمان ؟؟ بل أنها لم تكتفي بكل ذلك ؟؟ حيث مضت في مخطاطتها لسرقة العقول العربية النيرة ودفعها للعمل في بلدانها وبهذا تكون قد أفلحت وللأن في أفراغ هذه الأقطار ممن يؤمل عليهم مستقبلاً للعمل الجاد على النهوض بشعوبهم وأقطارهم من حالت التمرغ بوحل الفقر والجهل والمرض الى ركب حضر العلم والمعرفة ومواكبة العالم المحيط بنا وما حصل فيه من طفرات بل قفزات علمية وتقنية ؟؟ وبهذا يكون المسعى الأساسي لهذه الدول الطامعة قد رسخ في العقول قبل الأبدان بأننا أمة لم تقوم لنا قائمة ؟؟ 

وللآن الفقراء يزدادون فقراً والجهل والمرض والتخلف والجوع حليف دائم لا  أنفصام بينه وبين أبناء العامة في أقطارنا العربية ؟؟ مضاف اليه كل صور التنكيل والترويع والتهجير والتشريد والأبعاد ؟؟ بل أن كل الأبواب ستكون موصدة في وجوه القائلين كفى وأن كانت خجلى ؟؟ أو الهامسين بكلمة لا وأن صدرت من ألسن متعلثمة ؟؟ والأبواب الأوحد المفتوح لهم على مصراعه ؟؟ وألأماكن الوحيدة المرحب فيهم بها ؟؟ هي السجون والمعتقلات والدهاليز المظلمة والأقبية المبنية في باطن الأرض من قبل فجر التاريخ ؟؟

وللآن ينعم أبناء الخاصة ؟؟ من أصحاب السعادة ؟؟ وذوي الياقات المنشية ؟؟  ورجال الحاشية ؟؟ وأبناء المرضي عنهم ؟؟ والمقربين من أصحاب القرار والنفوذ ؟؟ بكل الأمتيازات والحقوق ؟؟ التي ميزتهم عن باقي البشر من أبناء هذه الأمة ؟؟ وجعلت منهم هذه الحقوق كل من هو دونهم ليس له الحق حتى بالعيش ولو بقدر ضئيل من الكرامة ؟؟ فعليه نجد الكروش ترتفع حتى تكاد تلامس ذقونهم ؟؟ وقصورهم تعلو وتتطاول وكأنها ستصل الى سقف السماء ؟؟ وعندما يتعرضوا هم ومن نصبهم لأي خطر أو عدوان ؟؟ صار الدفاع عنه شرف ما بعده شرف ؟؟ والموت في سبيلهم هو الشهادة بعينها ؟؟  وحينها فقط يصبح أبناء العامة هم أبناء هذه الأقطار ومن الدرجة الأولى بعدما كانوا لايحملون أي درجة في سلم المواطنة ؟؟ ويكون الذود والدفاع والموت من أجلهم وليس من أجلها ؟؟ (( هو الجهاد المقدس )) ومن يتخلف بتقديم دمه قرباناً لهم ؟؟ عليه الموت برصاص الحاكم ؟؟ أو الموت على حبال المشانق ؟؟ فلا بديل للموت سوى الموت ؟؟

ومنذ بدء الخليقة صار معلوماً عند كل شعوب الأرض على مختلف ألوانهم وألسنتهم ودياناتهم بأن المقابر هي لدفن الموتى ؟؟ وأن هذه القبور هي أمكان لأيواء الموتى ؟؟ كما أن المتعارف عليه بأن المكوث فيها من قبل الأحياء يكون مدعات للخوف والرعب والتخيلات التي يكون العيش فيها من قبل الأحياء ضرب من ضروب الخيال ؟؟ ولكن بفضل حكام أقطارنا العربية الأشاوس وحاشياتهم المنتفخة كبعوضة فرغت تواً من مص دم فقير هده الجوع والمرض فنام رغم عنه بجانب كومة نفايات ملقات على قارعة الطرق لم يجد فيها لقمة يسد بها رمقه لأن كلاب وقطط الشوارع قد سبقته لما تبقى من خيرات في هذه الكومة من النفايات ؟؟   

ونرى في الجانب الآخر شعوباً تنهض من تحت ركام الموت لتعلن بدء الحياة ؟؟ وأخرى تقف لتمتشق سلاح العلم والمعرفة بدلاً من بندقية وضعها غازي أو طامع في كف أبنائها كي يذبح أخيه فيها وبعدما يفرغ من ذبحه يوجهها الى نحره ؟؟ شعوباً قامت لتبني ما دمره ذلك الغازي والطامع ؟؟ وكل العالم في سباق مع عقارب الساعة ؟؟ وتحدياً لعجلة الزمن ؟؟ كي يبدء من جديد سعياً من أجل أستشراق المستقبل بطمئنينة على القادم من أجيالها ؟؟ بعدما عملت بجد ونشاط موصلةً الليل بالنهار لجعل حاضرها مزهراً ؟؟

وليس من باب عقد المقارنة بيننا وبينهم (( اللهم لا حسد )) لأن شر البلية ما يضحك ؟؟ لأننا أن فعلنا ذلك نكون قد ظلمناهم بهذه المقارنة قبل أن نظلم أنفسنا ؟؟ ولكن شئنا أم أبينا هذا هو واقع حالنا أو بعض ما آلت له شعوبنا في أقطارانا العربية ؟؟ عفواً أقصد النفطية منها ؟؟ .. ولكي نكون قريبين من الحقيقة لذا الحق يقال أن بعض هذه الأقطار التي أنعم عليها الله بهذا المارد الأسود المسمى ( بترول ) قامت بتأمين مستلزمات الحياة لشعوبها بما يضمن منعها من ( الشحاته ) في الطرقات ؟؟؟

لكنها بالمقابل صار الدخول الى بلدانها من قبل أبناء عمومتها ممن (( لم ينعم عليهم المنعم بما أنعم عليهم )) محال وليس صعب ؟؟ خشيةً على آبار نفوطها أن تنقص مقدار رشفة فم ضاميء لحفنة من الدولارات كي يبنى فيها غرفة تأوية مع أسرته بدلاً من غرفة صفيح أو خيمة ممزقة جعلها وطناً له وموطناً لأسرته ؟؟ ..

كلهم عرب ؟؟ كلهم مسلمون ؟؟ كلهم قوميون ؟؟ كلهم وطنيون ؟؟ كلهم أنسانيون ؟؟ كلهم يخشون ويعبدون رب الكون ؟؟ .. لا غبار على ذلك ؟؟ بدون ذرة شك فيهم ؟؟ فهم جميعاً يكرهون العدو الغاصب لأرضنا نحن الفلسطينيون ؟؟ وهم ما يزالون يرفعون لافتاتهم المزركشة بعبارات نفط العرب للعرب ؟؟ والنفط سلاح من أجل المعركة ؟؟ وما تزال حناجرهم تشدوا بقصيدة .. بلاد العرب أوطاني ؟؟ ووطن واحد أمة كبرى ؟؟ ولاحت رؤوس الحرابي ؟؟ ووو ؟؟؟ وعجبي ؟؟؟

شعوبهم مسحوقة ؟؟ والسواد الأعظم يعيش تحت خط الفقر ؟؟ والقصور بأرتفاع تكاد تلامس أبراجها سقف السماء ؟؟ وكروشهم بأنتفاخها لامست منهم الذقون ؟؟ والمقابر باتت تغوص بالأحياء قبل الأموات ؟؟ وما عاد فيها مكان لأيواء جثة جديدة ؟؟ وبالمقابل عدوهم الأكبر أسرائيل المغتصبة لأرضنا ؟؟ تضرب بعرض الحائط كل القرارات التي تدينها وعلى رأس هذه القرارات التي تدعوها وتتسول اليها بألكف عن بناء المستوطنات (( المستوطنات عبارة عن قصورمجهزة بكل مقومات الحيات العصرية مدفوعة التكلفة مقدماً ؟؟  وليس غرف من الصفيح أو خيم بالية )) ؟؟ وبذلك تكون المعادلة مكتملة ؟؟ لأبناء العامة من شعوب البلدان العربية النفطية القبور خير مسكن ؟؟ والقصور لأبناء الخاصة من أصحاب الكروش المنتفخة قبور مثل قبور الفراعنة ؟؟ والعدو الصهيوني الأكبر ماضيً في بناء المستوطنات وبالمجان للقادم من الأيام ؟؟ لشعب سيأتي به لاحقاً في القادم من الأيام ؟؟  ولا ضير أن كان أبيضاً أو أسوداً ؟؟ أو كان يؤمن أو يكفر بصهيونيتهم ؟؟

لذا لن ولم أجد خير ما أختم به كلماتي هذه سوى كلمة (( عجبي على أمة تأكل أبنائها ؟؟ ومغتصب يبني للمجهول ممن يفترض بأنه قادم اليها ؟؟ )) عجبي ؟؟؟؟


بقلم / جمال أبو النسب

الولايات المتحدة الأمريكية / كاليفورنيا

23/5/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"