اففتح وزير الشؤون الخارجية للسلطة الفلسطينية يوم 27/04 سفارة فلسطين بفنزويلا، والتي جاءت تتويجا للموقف الفنزويلي المناصر والمؤيد للحقوق الفلسطينية، وبعد فترة قصيرة من طرد السفير الصهيوني واغلاق سفارة الكيان الصهيوني بكاركاس، ومما لا شك فيه ان هذا الموقف للرئيس الفنزويلي جاء بوقت كانت قضيتنا وشعبنا بامس الحاجة الى موقف دولي يكون مناصر للحق الفلسطيني، وضاغطا لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
الاخبار التي تتناقلها اوساط الجالية الفلسطينية بالقارة من الارجنتين الى فنزويلا ومن تشيلي الى البرازيلي تقول: ان السلطة الفلسطينية قررت نقل السفير الفلسطيني من الارجنتين الى فنزويلا ليمارس نشاطه كسفيرا بهذه الدولة خلال السنوات الخمس القادمة، فبعض الاوساط بالجالية الفلسطينية اعلنت استغرابها وتخوفها من هذا التعيين، محاولة البحث عن الاسباب التي ادت الى هكذا قرار، وفهم المعايير التي تعتمدها السلطة الفلسطينية لتعيين سفيرا بهذه الدولة اوتلك.
السفير الفلسطيني الحالي بالارجنتين، يتواجد بالقارة منذ ثلاثين عاما، كان من الواجب على المسؤولين عن هذا التعيين ان يقوموا باستطلاعات راي الجالية الفلسطينية بالقارة حول اداء السفير ومسلكياته مع ابناء الجالية الفلسطينية، فالجالية وتجمعاتها بالقارة تدرك كامل الادراك طبيعة السفير وادائه وكل تصرفاته، اثناء اداء مهامه كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية في فترة الثمانينات بالبرازيل، فخلال فترة مهمته مارس كل اساليب البطش والظلم والقمع بحق ابناء الجالية الفلسطينية، فخلال محاضراته ولقاءاته مع ابناء الجالية كان يشهر مسدسه ويضعه على الطاوله امامه، قاصدا اخافة البعض او من يعارض رايه، كان يقوم بتحريض ابناء الجالية على الاخرين ويبث الخلافات بينهم، ويمارس اعمالا ومسلكيات غير مقبولة، كانت لديه ميزة التعالي النابعة اصلا من مفاهيم عنصرية، فوصلت الامور به الى ان يقوم بسجن احد ابناء الجالية الفلسطينية بمرحاض السفارة لمدة 17 ساعة عقابا له على معارضته.
اما بالجانب السياسي فقد كان صاحب سياسة التقرب من الحركة الصهيونية بالبرازيل، عندما اوعز الى مساعديه تشكيل حركة سلام شلوم باز بالبرازيل، بعد اندلاع شرارة انتفاضة الاقصى، وكان يوعز دائما وباستمرار الى مساعديه ورجاله وازلامه الى ادانة المقاومة الفلسطينية وعملياتها من خلال وسائل الاعلام البرازيلية، ويصفها بالعمليات الارهابية، ووصلت به الامور الى لقاء مع قادة الحركة الصهيونية بالبرازيل اثناء الكونفرنس الاول للمساوة العرقية ومناهضة العنصرية الذي عقد نهاية حزيران وبداية تموز من عام 2006 بالعاصمة البرازيلية والذي تمخض عن هذا اللقاء بوضع الطاقيه اليهودية على راسه امام 1200 مشارك بالكونفرنس.
كذلك فترة اداء مهماته كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية بالبرازيل، دارت حوله العديد من الشكوك باختلاسات مالية، ونظرا لعدم توفر قانون المراقبة والمحاسبة بدوائر منظمة التحرير الفلسطينية، الا ان هناك حوادث عدة حصلت بتلك الفترة، كان من المفترض ان يتم التحقيق بها ومنها: افلاس مطبعة صامد التي تم استثمار عشرات الالاف من الدولارات بها، دون معرفة اسباب افلاس المطبعة ودون محاسبة المشرفين على ادائها، كذلك شهادة احد العاملين بالسفارة عندما سرقت امواله من جرار مكتبه بعد ان باع سيارته، يقول الموظف: الشخص الوحيد الذي كان يعلم بالمبلغ ومكانه بتلك الفترة هي السفير الفلسطيني، وان عملية النهب تمت ليلا، ويضيف الموظف بان السفير رفض الاتصال بالبوليس البرازيلي للتحقيق بعملية السرقة، كذلك الخلافات التي ادت بينه وبعض الفلسطينين اثناء زيارته الى بيروت ببداية الثمانينات مع وفد برازيلي فلسطيني مشترك، عندما طلب من الصندوق القومي الفلسطيني بتسديد ثمن تذاكر سفر الوفد، علما ان الجالية الفلسطينية بالبرازيل كانت قد غطت هذه التكاليف، مما ادى الى عودة احد افراد الجالية الفلسطينية والمحسوبين على السفير ومن رجالاته الى البرازيل وقطع زيارته الى بيروت نتيجة هذا التصرف المشبوه والغير انساني.
بهذه الجانب كان يفرض على الاغنياء بالجالية الفلسطينية تبرعات بالاف الدولارات دون رقيب او محاسبة، وكان يستخدم كلامات تهديدية بحق العديد منهم ان لم يقدموا المبلغ الذي حدده، مستغلا بتلك الفترة عطف الناس وتاييدها للثورة الفلسطينية وشعبية المقاومة والفدائي، وفيما بعد، اي بعد انتهاء مهامه قدم عروضا مالية لبعض ابناء الجالية الفلسطينية بقيمة عشرات الالاف ووصلت الى مائة الف دولار يتقاضى عليها ارباحا بنسبة 3% ، حيث وصلت ارباحه فقط من احد ابناء الجالية الفلسطينية الى مائة وعشرين الف دولار خلال ثلاث سنوات نتيجة قرض قدمه للفلسطيني قيمته مائة الف دولار.
من جهة اخرى، اصطدم بالعديد من السفراء الفلسطينين بالبرازيل، الذين مارسوا ادائهم ومهماتهم بعد اقالته من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومن مسلكياته انه اوكل الى احد رجالاته الذي استمروا بوظيفتهم بالسفارة الى سرقة اوراق من السفارة الفلسطينية بفترة الدكتور احمد صبح خلال النصف الاول من عقد التسعينات، حيث هذه المسلكية رغم مساوئها الا انها كشفت عن فساد بالسفارة بتلك الفترة، وزادت من حدة الخلافات وبروزها الى السطح بينه وبين السفارة، واصطدم مع كافة السفراء الذي تم تعيينهم بالبرازيل منذ اقالته، وحاول دائما تجنيد جيشا من ابناء الجالية ليكونوا معه ضمن هذه المواجهات تحت حجة اوسلو والعمل الديمقراطي، وغيرها من الممارسات التي لا تليق بسفير يمثل فلسطين.
من المواصفات التي يجب ان يتمتع بها اي سفير، هو ان يكسب احترام وود الجالية الفلسطينية، وان يتمتع بالنزاهة والنقاءه، بصفته يمثل فلسطين وقضية وشعب، فهو المرآة التي تعكس اخلاقيات شعب يناضل من اجل التحرير والعودة، يغادر البرازيل الى الارجنتين ليعين سفيرا هناك، غير آبه لما ترك من سلبيات بالبرازيل، جالية مفككة ومؤسسات مهمشة، وحالة سيئة يرثى لها.
الاخبار التي تصل من الارجنتين تقول ان ادائه هناك غير مقبول من قبل الاغلبية الفلسطينية من جاليتنا، وان علاقاته مع الجالية شبه مقطوعه، وان علاقاته مقتصرة فقط على بعض الاغنياء، تقول الاخبار نقلا عنه، ان السفير مرتاح جدا لنقله الى فنزويلا حيث صرح باحد جلساته بان فنزويلا لديها اموالا اكثر من الارجنتين !!!! كما تتساءل الجالية عن سر تعيينه بفنزويلا من قبل السلطة الفلسطينية، اذا هو يكن كراهية لرئيس فنزويلا هوغو شافيز، وتقول الاخبار التي تصل من هناك ايضا، ان وزير الشؤون الخارجية الدكتور رياض المالكي اكد له بانه سيكون السفير الفلسطيني بفنزويلا ، واذا لم يحصل ذلك فان السلطة الفلسطينية ستغلق السفارة بتلك الدولة!!!!!!!!
هذه المسلكيات وهكذا افكار بالاساس هي لا تخدم قضيتنا، وبالواقع تسيء الى اخلاقياتنا الفلسطينية، وبالاخص عند دول وحكومات تناصر الحق الفلسطيني وتقف الى جانب نضاله الوطني من اجل التحرير والعودة، فجاليتنا الفلسطيني بفنزويلا عانت واشتبكت معه بفترة الثمانينات اثناء اداء مهماته كممثل بالبرازيل، والاغلبية من تجمعاتنا الفلسطينية بالعديد من الدول اصطدمت معه، فالجالية الفلسطينية بامريكا اللاتينية ليست مزرعة وملكا لهذا السفير او تلك، فعلى السلطة الفلسطينية ان تاخذ بعين الاعتبار التجديد بالقارة، وان تكون على علم بمسلكيات السفراء وعلاقاتهم بالجالية، وان لا تعتمد على المحسوبيات، فجاليتنا ليست تجارة نخسة بسوق العبيد، فبامكان المسؤولين عن هذا التعيين ان يستطلعوا اراء الناس وابناء الجالية حول اداء السفراء لمعرفة مواقف الجالية وارائها، فحالة الشرخ التي تعيشها جاليتنا الفلسطيني بالقارة هي نابعة بالاساس من التصرفات الغير المقبولة من السفراء، الذين لا يتعاملون مع الجالية الا من خلال سياسة التفرقة والخلافات، سياسة سلطوية فئوية مرفوضة اصلا، افتقرت الى المصطلحات الوحدوية والنهضوية، سياسة لا تخدم قضيتنا، فلتبعث منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة شعبنا الفلسطيني خبرائهم ورجالاتهم ليستطلعوا اراء الجالية الفلسطينية ومواقفها حفاظا عليها وعلى فلسطين والانتماء الوطني لها، فالمسافات بين ابناء الجالية الفلسطينية والسفارات يجب تقريبها من خلال معالجة مسلكيات العديد من السفراء، وبنائها على قواعد واسس ديقراطية ووطنية تحدد طبيعة هذه العلاقة بين الجانبين، وان لا تعتمد على مصالح فئوية وفردية، فلا يعقل او يقبل ان هناك سفارة او سفيرا غير مقبول بادائه فلسطينيا على مستوى الجالية ومؤسساتها، كانه غير موجود، الا لتوقيع اوراق توكيل لتجديد جواز سلطة او بيع قطعة ارض او ما شابه ذلك.
على السلطة الفلسطينية ووزارة الشؤون الخارجية ان يفكروا جيدا قبل تنفيذ قرارهم بتعيين السفير بفنزويلا، وان تاخذ بعين الاعتبار الموقف الفنزويلي من القضية الفلسطينية وموقف الجالية الفلسطينية هناك، حيث الاخبار التي تخرج من فنزويلا تقول ان الجالية مستائه ومتذمرة من هذا التعيين، ومرافقي المالكي اثناء زيارته لفنزويلا لمس هذا التذمر وطالب من الجالية فتح الموضوع مع الوزير، وجمع تواقيع تعبر عن هذا الموقف، وكان استغراب الجالية بفنزويلا من هذا الطلب اذا الوزير ومرافيقيه يعرفون كل مسلكياته لماذا يطلب منهم تقديم طلب؟ !!!! قالجالية لم تغب عن اذهانها مسلكيات السفير ودوره بفنزويلا خلال فترة الثمانينات اثناء عمله بالبرازيل، وتدخلاته بالشؤون الداخلية للجالية بتلك الفترة تركت شروخا وخلافات عانت الجالية كثيرا منها، فالموقف الفنزويلي من قضيتنا يجب مكافأته وليس محاسبته، فهل السلطة والوزارة ستعدل عن قرارها ام ستبقي عليه؟
جادالله صفا
البرازيل
24/05/2009
· السفير الفلسطيني المعني بهذا المقال هو فريد صوان، السفير الفلسطيني الحالي بالارجنتين .
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"