إعادة التوطين مستمرة لفلسطينيو العراق لدول جديدة كفانا ترهيبا - مريم العلي

بواسطة قراءة 1025
إعادة التوطين مستمرة لفلسطينيو العراق لدول جديدة كفانا ترهيبا - مريم العلي
إعادة التوطين مستمرة لفلسطينيو العراق لدول جديدة كفانا ترهيبا - مريم العلي

إلا أن كل الأطراف الخيرة تتجاهل تأثير هذا النهج من التشكيك ببعضها البعض على صورتنا كفلسطينيين عند العالم وما يستفيده العدو من خلال توظيف ما تتناقله وسائل الإعلام الفلسطينية "الحزبية" من معلومات عن بعضها البعض ليبني عليها إستراتيجيته في حربه الشاملة عسكريا وثقافيا ونفسيا ضد الفلسطينيين ومن خلال تحدثنا مع الكثير يتناقل الكثير من ابنائنا مفهوم التبرءة من ذاته الفلسطينية فيقول (انا ما بحب احتك مع الفلسطينية لانهم ......) !!! .. حتى اصبحنا كلنا لا يطيق الاخر وتجدنا كلنا مع بعضنا البعض فماذا يعني ذلك ؟ .

واخرون لا يتحدثون الا بمفاهيم التشكيك للغير ويشبه نفسه بأن "الغطاء مكشوف عن عينيه" لرؤية افعال غيره ويحدث المجتمع على الانكفاء والهدم وتتكاثر الشائعات فيما بيننا اسرع من البرق بدون فهم او دراية الا لانها تنتشر في البيئات الجاهلة او المتوترة نفسيا تبحث عن مخارج وان كانت غير صحيحة لتشغل سكونها ويأسها وتتناقله للغير .

منها على سبيل المثال خبر توقف التوطين نهائيا لفلسطينيو العراق الذي تناقلته الناس بأشكال وروايات مختلفة رغم ان مصدره واحد ومفهوم من قرائته ونضيف الى ما تم نقله بان المؤتمر كان برعاية منظمة مجتمع مدني وان الأستاذة التي تحدثت هي ليست موظفة في المفوضية اللاسامية لشؤون اللاجئين بل احدى العاملات بتلك المنظمة وتحدثت بدون دراية امام بعض النساء من الاخوات السوريات والعراقيات بخصوص المرأة وتطرقت للتوطين بمغالطات .

فالصحيح بأن مشروع التوطين الى مملكة بريطانيا سوف يتوقف عام 2020 وهو صحيح بعد ايفاء العدد بذلك وان هناك دول اخرى بصدد طلب اعداد من اللاجئين لا زالت المفوضية تجري مقابلات باعداد وتبلغهم بدول جديدة يتكتم اصحابها الافصاح عنها وهذا من احد عيوبنا سيتم الاعلان عنه قريبا وان ما يتناقله الكثير من ابناء شعبنا هو منافي للحقيقة وحتى لمفهوم نقل الخبر مما يزيد من معاناتنا يوم بعد اخر نتيجة عدم الوعي وقبول الفكر الهدام الذي احدث لنا شرخا امام الشعوب العربية وغيرها .

ليس هذا فحسب بل إن صورة الفلسطينيين تتضرر كثيرا عند شعوب العالم وخصوصا العربية حيث تنقل وسائل الإعلام بما فيها حتى الرسمية ما يتناقله الفلسطينيون عن بعضهم البعض ويضخمونه ويزيدونه ليبرروا من خلاله تقاعسهم عن القيام بواجبهم تجاه الشعب الفلسطيني وليبرروا أيضا التطبيع مع "إسرائيل" رسميا وبالخفاء كما أن موقف الشعوب العربية المؤيدة للفلسطينيين يصبح ضعيفا عندما يدافعون عن الفلسطينيين ويطالبون حكامهم بالتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني هذا ناهيك عن تفكيك وضعف جبهة التأييد العالمي للفلسطينيين .

إن الأحقاد والضغائن والحسابات للافراد كانت او العوائل او "الأحزاب" الضيقة تعمي بصيرة "الأحزاب" والافراد وبصيرة بعض الكَتبة والعاملين في وسائل الإعلام بحيث يشوهون صورة الشعب وهويته وتاريخه عندما لا يُظهرون من الفلسطينيين إلا الوجه القبيح كأناس يتصارعون فيما بينهم على المال والمصالح الشخصية ويتحولون إلى "مرتزقة" في خدمة هذه الدولة أو تلك وتتوارى صورة الفلسطيني الفدائي والمجاهد والملايين ممن يعملون من أجل الوطن بصمت ويغيب تاريخ طويل من الجهاد المُشرف والمعاناة طوال أكثر من قرن من الزمن بل أحيانا تطغى أخبار الخلافات الداخلية على أخبار ممارسات الاحتلال وجرائمه .

الشعب الفلسطيني كان وما زال وسيبقى عظيما ونبيلا .. وسياسة كي الوعي التي يمارسها الاحتلال ونخب سياسية فاشلة وأنظمة عربية ليفقدوا الفلسطينيين ثقتهم بأنفسهم وبعدالة قضيتهم لن تنجح تماما حتى وإن وقع تحت تأثيرها البعض بسبب الفقر والبطالة والأيديولوجيات المشبوهة. لو قارن الفلسطينيون حالهم بحال كثير من دول العالم من حولهم والتي لا تخضع للاحتلال كما هو حالهم ولو استحضروا تاريخهم المُشرف في "النضال" العسكري والبناء الحضاري في الدول التي يتواجدون فيها في الشتات ولو أخذوا بعين الاعتبار أنهم لوحدهم يواجهون الكيان الصهيوني أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط والرابعة على العالم وأن عددهم داخل فلسطين التاريخية يتساوى مع عدد اليهود .. لو أخذ الفلسطينيون بعين الاعتبار كل ما سبق فسيستعيدون الثقة بأنفسهم وسيدركون أنهم بين أنبل وأفضل وأعظم شعوب الأرض وأن ما يجري لهم ومعهم مجرد حالة طارئة لا تعبر عن أصالتهم وحقيقتهم هذا ينطبقعلى كل الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر وفي الشتات وفي الضفة والقدس وفي غزة الصابرة والصامدة فهو شعب تحمل معاناة لم يتحملها اي شعب اخر في العالم وعلينا محاربة الجهل ومن ينقله .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  } [الحجرات : 11] .

 

بقلم : د. مريم العلي

17/11/1440

20/7/2019

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"