15/10/2008:
يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق عشرة الاف نسمة وذلك وفقا لتقرير رسمي صادر من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في اواخر شهر اغسطس اب من العام الحالي,هؤلاء الفلسطينيون موزعون في مناطق بغداد ومدينة الموصل وكركوك والرمادي لكن غالبيتهم العظمى تتمركز في التجمع السكني الفلسطيني في منطقة البلديات جنوب شرق بغداد.
خاض اللاجئون الفلسطينيون في السنوات الخمس الاخيره مرحلة عصيبة في العراق اثر استهدافهم من قبل الميليشيات المدعومة من ايران,حيث ادت عمليات التطهير العرقي الى تهجير نصف عددهم الذي كان يبلغ اثنى وعشرون الف لاجيء فلسطيني مسجلين رسميا عام 2003. مصدر مطلع في السفارة الفلسطينية في بغداد فضل عدم الكشف عن اسمه قال:(اتصلنا خلال عام 2006 بعدة سفارات عربية واوربية لاجل استقبال الفلسطينيين من العراق ومساعدتهم الا اننا لم نتلق اي رد منهم,الوضع الامني اليوم افضل من السابق لكن يعيش اللاجئون الفلسطينيون في حالة تفكك اجتماعيا حيث ان العائلات الفلسطينية غير متكاملة بسبب عمليات تهجير افراد العائلة الواحدة التي طالتهم كحال اشقاءهم العراقيين,كذلك توجد ملفات اخرى تحتاج الى مزيد من الوقت لمعالجتها).
الشاب الفلسطيني (علي احمد -24 عاما) علق قائلا:(أعيش في حلم لغاية اليوم وهو ان استطيع التحدث باللهجة الفلسطينية بحرية,رغم تحسن الوضع الامني الا ان الخوف من الاعتقال او الخطف لايزال سائدا).
اللاجئة الفلسطينية(عفيفه عمر-51 عاما) قالت:(لدي اربعة اولاد وثلاث بنات,اثنان من الذكور يعيشون في مخيم الوليد بصحراء الانبار على الجانب العراقي والثالث يعيش في مخيم التنف في الشريط الفاصل بين العراق وسوريا,البنات يعيشون باوراق غير رسمية مع ازواجهن في مدينة ازمير التركية والاخرى تعيش في نيودلهي في الهند والثالثة تعيش في ماليزيا,لم يتبق لي اليوم سوى ولد وبنت يعيشون معي).
اللاجيء الفلسطيني(ثامر سعيد-25 عاما) قال:(الفلسطيني لايستطيع بناء مستقبله في العراق حيث تخرجت من قسم المحاسبة في الجامعة المستنصرية قبل ثلاث اعوام ولم احصل لغاية اليوم على وظيفة او عمل لكون الفلسطيني لايزال غير مرغوب فيه او بعمله في العراق في ظل الاوضاع الامنية المصحوبة بالحذر وضعف الاقتصاد العراقي).
احد اللاجئيين الفلسطينيين تعرض للخطف عام 2007 ولحسن الحظ انه اطلق سراحه من قبل الجماعة الخاطفة المرتبطة بايران بعد وساطات,قال رافضا الكشف عن اسمه:(حينما تنجوا من الموت تشعر حينها مقدار الحياة ولكن اعتقد الان بان الباحث عن الامن والسلامة في العراق اما يكون مصاب بالجنون او يعيش في حياة اخرى بكوكب اخر).
مجموعة اخرى من اللاجئيين الفلسطينيين علقوا عن مشاكلهم في العراق قائلين:(جميع العائلات الفلسطينية غير متكاملة في العراق بعد تهجير ابناءها,السودانيين في دارفور يعيشون اوضاع اقتصادية افضل بالمقارنة باوضاعنا لعدم قدرتنا على ايجاد فرص عمل,لا تخلو عائلة فلسطينية من مريض او معاق ويصعب استحصال العلاج,لا نستطيع التحرك ببغداد للخشية من اعتقالنا بسبب هوياتنا التي تشير الى اننا فلسطينيين,الطلاب الفلسطينيون يتعرضون لمضايقات والاهانة في المدارس والجامعات,الاطفال لايتلقون تعليمهم بصورة صحيحة ولايتناولون تغذية متكاملة وتأهيلهم نفسيا وعقليا للمستقبل يحتاج الى اطباء وكوادر وهيئات,كبار السن والعجر لايوجد لهم معيل,نسبة الذكور الفلسطينيون لايزيدون عن 25% في العراق اليوم بالمقارنة مع نسبة الاناث لكون التهجير والخطف والاعتقالات والقتل استهدفت الذكور بينما كانت معدلات الذكور في الجالية الفلسطينية في العراق قبل دخول القوات الامريكية تبلغ نسبة 63% وهذه النسبة غير متواجده في اي من المجتمعات الاخرى).
اللاجئون الفلسطينيون اختتموا قائلين:(ندعوا جميع البلدان العربية والاجنبية مساعدتنا فنحن نبحث عن امن واستقرار وحياة كريمة وهذا لن يتحقق الا من خلال اعادة حقوقنا المغتصبة وعودتنا الى القرى والمدن التي طردنا منها عام 1948) على حد قولهم.