مصطلح اللاجئون الفلسطينيون في البرازيل – عصام عرابي

بواسطة قراءة 2323
مصطلح اللاجئون الفلسطينيون في البرازيل – عصام عرابي
مصطلح اللاجئون الفلسطينيون في البرازيل – عصام عرابي

اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل عنوان لافت للنظر ، لو أدخلنا هذا العنوان في إحدى محركات البحث لوجدنا عشرات الصفحات له ، ولو ذهبنا إلى الواقع لن نرى لهذا العنوان وجود ،لقد تم مسح وجودنا في البرازيل ، مسح هويتنا ومن الممكن مستقبلاً أن يتم مسحنا كأشخاص فلسطينيين من هذا الوجود ، وسوف يصفق الجميع لذلك ، بكل بساطة لأن اللاجئين الفلسطينيين ليس من داعم لهم الكل دون استثناء يقفون مكتوفي الأيدي موقف المتفرج ....لم يكن نقل الفلسطينيين إلى البرازيل إلا سلسلة مكملة لسلسلة العذاب التي بدأت من قديم الزمان بدايةً باحتلال فلسطين واستضافة العراق لهم ليعانوا ويلات الحروب ورعب الميليشيات المسلحة ليكون للاجئ الفلسطيني نصيب كبير من هذه الأعمال فطالته يد الغدر والقتل والخطف فلم يعد يعرف من عدوه وفي أي مكان يتربص فيه ، في طريق العمل أو في السوق أو يدخلون عليه إلى البيت وإلخ حتى أصبح الفلسطيني مهدداً بكل لحظة تمر عليه فأصبح العيش لا يطاق ، لتبدأ مرحلة نزوح جديدة تشبه سابقتها ، فخلفه الكثير من الأسماء منها الرويشيد والوليد والتنف في دول جوار العراق ، عدا من ذهب لأبعد من ذلك ...

رحلة العذاب هذه في غاية المشقة ينتج عنها فقدان الأحبة والأعزاء على قلوبنا من أطفال ومرضى ومسنين وحتى أشخاص بكامل صحتهم بهذه الظروف القاسية لأنها أقوى من أي إرادة ليس من فلسطيني من فلسطينيو العراق إلا وشاهد الموت هناك بأًم عينه العديد من المرات ولولا لطف من الله على البعض لكانوا ضحايا ، ومن جهة أُخرى كان العديد من أُخوتنا فعلاً ضحايا في العراق وفي المخيمات التي لجئوا لها فقدنا أعزاء علينا كانوا جزءً منا لكن الظروف وأية ظروف ؟ ظروف عوقت منا الكثير وقضت على الكثير منا .....جميع الفلسطينيين يقاسون في شتى بقاع الأرض ، وذلك نتيجة المؤامرات التي تحاك ضدهم في كل وقت وفي كل مكان !!!.

لتنتهي رحلة البداية في البرازيل فقد طُويت صفحة مخيم الرويشد من جهة وفُتحت صفحات لعذاب جديد من جهة أخرى ، فقد استبشر اللاجئون خيراً بداية دخولهم البرازيل وكانت السعادة غامرة ، إلى أن بدأت الأمور تتوضح من كل الجوانب ( بطالة + نقص فرص العمل + انفلات أمني ، يكمن في العصابات والقتل والخطف وقطاع طريق وأعمال النشل ) ......

هرب الفلسطينيون من العراق بسبب ( البطالة + نقص العمل + إنفلات أمني يكمن في الميليشيات والقتل والخطف وقطاع طريق واعمال النشل والتسليب )........

ما هو الفارق بين هنا وهناك ؟ وما تم ذكره من البلدين الأسباب الرئيسية ولم نأتي على ذكر الأسباب المتفرقة ..

وإذا كان الفلسطيني في العراق يملك مسكناً يأويه في بلد ترعرع فيها يعرف كل شيء فيها من طرق وأُناس ، الفلسطيني مهدد بالبرازيل بمصير مجهول كالعائم في بحر لا يعرف له نهاية وعندما يتعب تكون نهايته فيه ..

أيها الأخوة الكرام لا يحق للاجئ شيء في بلد أصلاً ليس فيه حقوق ،لا يحق للاجئ رفض شيء ، لا يحق له أن يطالب بشيء ،حتى لو فعل لن يكون هناك مهتم أو مجيب لما يقول ، وبالتالي عليه قبول كل شيء شاء أم آبى ...

هكذا يكون الوضع في البرازيل .. وإذا رفض اللاجئ البرازيل لظروفها المشابهة للعراق بعد أن مزقته الحروب والميليشيات يكون ذنبه كبيراً جداً وكأنه أجرم ، سيعاديه الجميع لموقفه ، كيف ؟! بأي حق ! كيف يرفض البرازيل ؟ يجب أن يدوس على نفسه وعلى مستقبل أطفاله ليصبح اللاجئ النموذجي الذي جاء إلى البرازيل لاجئاً وأصبح المثل الأعلى في التأقلم والانخراط في مجتمع ببلد ليس له فيها إلا الضياع والمصير الأسود ..

الجميع لا يشعرون بمعاناة اللاجئين فلا يؤلم الجرح إلا صاحبه ، فعند الوهلة الأولى من النظر وبشكل ظاهري سيرون أن اللاجئ مرتاح جداً شقة وُضع فيها اللاجئ أعجبته أم لم تعجبه وأثاث لا يهم إذا كان جيداً أم سيئاً هذا لا يهم وفعلاً أنا أقول هذا لا يهم ،لأن هناك ما هو أهم ....

لو تركنا النظرة الأولى وأمعنا النظر قليلاً ستظهر المشاكل والمعاناة الحقيقية للاجئين المكونين من عوائل ومرضى ومسنين وأطفال ما هو المصير وإلى أين المطاف بعد وما هي النهاية ؟.

هل خرجنا من القتل في العراق للموت البطيء في البرازيل ؟ !

هل يخرج الإنسان من نار ليقع في بركان يذوب فيه؟!

ألم تفكر المفوضية بمصير من جلبتهم لمثل هذا البلد؟!

أم أن هذه الناس ليس لها من مغيث فلا يهم ما يحدث بهم؟

ويجب إخماد أي صوت يعلو بشكل مباشر أو غير مباشر لأنه على عكس رغبة البعض هنا ....

ودليل على سوء الوضع وما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون والتأمر عليهم مع بعض الجهات التصرف الأهوج المجنون الذي قامت به المفوضية حين شعرت بالضغط ما كان من مسؤولين المكتب إلا الفرار ألا يبدو الوضع أشبه بعملية نصب واحتيال أم أن المفوضية اضطرت للتسريع بخطة كانت ستنفذ بعد انتهاء مدة العامين لو حاول الفلسطينيون الاعتصام ! تتركهم وليس من أثر لمن جلبكم !!!!.

ليرى العالم كله كيف كان رد المفوضية على اللاجئين الذين كانت هي سبب مأساتهم ..

هل المفوضية متعودة على تلك الأساليب أم أن هذه التصرفات الطائشة المنافية للأخلاق لم تصدر إلا من مكتب البرازيل لعدم ارتقاء مسؤولية للحكمة في التصرف ؟ .

أم أنها معركة مع اللاجئين الفلسطينيين مباح فيها استخدام كل الأساليب الجبانة لحسم الموقف بشكل قاطع لصالح المفوضية ؟.

وإلى متى سيبقى مكتب المفوضية لا يعلن عن عنوانه مخافة من اللاجئين ؟

هل سيبقى مكتب المفوضية متخفياً حتى انقضاء مدة العامين ؟ .

هل سيتابعون أعمالهم بشكل سري مثل العصابات واللصوص ؟ .

أم سيكون العنوان لدى أُناس وأُناس ؟ ! .

ما كل هذا النعيم الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في البرازيل ؟ أوضاع سيئة ومفوضية هاربة ومؤسسات رفعت يدها من أغلب الأمور وعند ما تتكلم للمؤسسة تقول المفوضية وبدورها المفوضية تقول المؤسسة واللاجئ ضائع بنصف الموضوع يصول ويجول بدائرة لا يعرف أين بدايتها وأين نهايتها !!!!.

وهناك موضوع لافت للنظر أن أي شخص يذهب ليعتصم ويتم الكذب عليه ويعود خائباً يتم الانتقام منه بعد عودته ، أيها الأخوة ، إن تصرف المفوضية بغاية الخطورة من كل الجوانب ولن يُهدئ من الوضع الراهن شيء فإن المفوضية تصرفت بمكر وخباثة فقد أصبح اللاجئون المعتصمون عرضة للعديد من الهجمات من قبل الشرطة البرازيلية التي تحاول قمعهم بين الحين والآخر لأن حقهم بالاعتصام سقط وبذلك تكون قد حققت المفوضية هدفها المنشود بتدمير ونسف هذا الاعتصام الذي أكدت المفوضية عبر فرارها بأنه كان في غاية الحرج لها وكان يكتم على أنفاسها ...

ماذا تعتقد المفوضية أنها حتى لو ضلت مجهولة العنوان لنهاية المدة فليست هذه نهاية المطاف سيكون للاجئين رد على ذلك فلن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر لحظة فقدان حياتنا وكرامتنا وعوائلنا وأطفالنا ولن نرضخ للعيش حياة نحن غير راضين عنها شائت المفوضية وغيرها أم أبت ، الوضع الراهن يتطلب توحيد كلمة كل الأخوة اللاجئين الرافضين لذلك الوضع لحسم هذا الموقف الذي تضعنا فيه المفوضية واتخاذ خطوات جديدة للرد على هذه المهزلة فقد أصبح الوضع يدعوا للسخرية والاستهزاء....

من العار أن تتصرف منظمة تتدعي الإنسانية مثل هذا التصرف اللامسؤول تصرف فيه سخرية وتلاعب بمصير مسنين ومرضى إضافة لعوائل تبحث عن مستقبل لأطفال ليس لهم ذنب في واقع لم يختاروه بيدهم ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا فلسطينيين ، ختاماً أود القول أننا مثل الذي يصرخ في صحراء لا من سامع ولا من مجيب وليس لنا إلا رحمة من الله تشملنا وتشمل عوائلنا وأطفالنا والمسنين والمرضى منا .....

28/4/2009

 

بقلم - عصام عرابي - البرازيل

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"