عاجل: نداء استغاثة من عائلة فلسطينية في البرازيل

بواسطة قراءة 5099
عاجل: نداء استغاثة من عائلة فلسطينية في البرازيل
عاجل: نداء استغاثة من عائلة فلسطينية في البرازيل

الحاجة صبحية محمد أحمد لاجئة فلسطينية تبلغ من العمر (60) عاماً، تعاني من عدة أمراض وأُم لشابين أحدهما يعاني أوضاعاً صحية سيئة وغاية في الصعوبة نتيجة تضرر وعجز في الرئتين والآخر يعاني من أمراض في صممات القلب...

وقد التقى مراسلنا في البرازيل هذه العائلة للاطلاع على أوضاعهم عن قرب، وتوجهنا بالسؤال للحاجة صبحية أم الشابين.

 

http://www.paliraq.com/images/Brazil/brazil-moanaa-1.jpg

 

مراسلنا: ماهي أوضاعكم بعد مرور ما يقرب من عامين على وجودكم في البرازيل؟

 

الحاجة صبحية: إن وضعنا في البرازيل ليس على ما يرام ولم يكن يوماً على مايرام منذ اليوم الأول لنا هنا نعاني ونصيح ونبحث عن جهة تنقذنا مما نعانيه، نبحث عن جهة تعالجنا من أمراضنا، نبحث عن جهة تسألنا ما بكم ما هي معاناتكم، نبحث عن جهة تقف لجانبنا بوجه ظلامنا، نبحث عن جهة لاتديرعنا وجهها كما فعل الجميع...

 

مراسلنا: ماهي الأسباب التي دفعت بالأوضاع لتصل بكم إلى ما أنتم عليه الأن؟

 

الحاجة صبحية: من جهة بسبب الكذابين المرتبط مصيرنا فيهم ونتيجة لإهمالهم وسياستهم الفاشلة مع اللاجئين فما نتعرض له أشبه بالنصب والاحتيال، يفاصلوننا حتى على حياتنا ومصيرنا بكل طرق النصب والاحتيال المتاحة لهم إضافة لذلك الضغوطات الممارسة علينا، فماذا تتوقعون من كذاب ونصاب ومحتال؟

ومن جهة أُخرى البرنامج الفاشل الذي نخضع له باسم الإنسانية مع الفشلة الذين يديرونه في بلد مثل البرازيل كل من يعرفها او سمع بها يدري ما هو وضعها، نحن أشبه بمن يعيش بسجن كبير وليس من حولنا إلا الحرس والجلادين ويمكنك أن تقيس على ذلك..

 

مراسلنا: ما هي الأمور السلبية والأمور الإيجابية في حياتكم في البرازيل؟

 

الحاجة صبحية: من جهة الإيجابيات لم نرى ولو بمحض الصدفة أي إيجابيات، وأية إيجابيات التي تتحدث عنها، أنت تعلم أن امرأة مسنة مثلي عندما تمشي في الشارع يضحكون عليها ويتهامسون ويستهزئون بها بسبب الحجاب الذي ترتديه، أصبح من العار أن تمشي امرأة محجبة في شوارعهم، كنا نتكلم عن التخلف ونحن نعيش اليوم مع أكثر الناس تخلفاً، أما من جهة المؤسسة والمفوضية لم يفعلوا لنا شيئاً يخدمنا، كل مافعلوه أنهم جلبونا من المخيمات ليلقوا بنا في الشوارع باسم الكرم البرازيل، وباسم الإنسانية والبرنامج الإنساني، هذا كلام الإعلانات والدعايات والترويج لشيء غير موجود عندهم أصلاً، من منكم رأى برنامجاً إنسانياً نهاية المطاف به في الشوارع مع اللصوص والسكارة والمتسكعين في بلد غني عن التعريف مثل البرازيل..

 

مراسلنا: ما مدى الإهتمام بأوضاعكم الصحية؟

 

الإهتمام بأوضاعنا الصحية كالآتي تم قطع أهم دواء أستخدمه وهو خاص بالنزيف كنت أتناوله منذ سنوات والغريب هنا أن أدويتنا وفحوصاتنا كلها تم تغييرها، يعني العلاج الذي جئنا به وكنا نستخدمه ثم أُخذنا هنا على الستوصف في القرية التي نسكن بها وتم إلغاء غالبية علاجنا طبعاً لكي لا يتم شراء أي دواء لنا بحجة أنكم لا تعانون شيئاً ونحن لا زلنا نتألم ونعاني المرض، فصرنا نشتري الدواء من الصيدلية بأسعار باهضة لأنه لا يشعر بالألم إلا صاحبه، فكيف لمعدومي الضمير والإنسانية أن يشعروا بنا، أهملوا علاجنا وقطعوا دوائنا وقللوا رواتبنا القليلة أصلاً في بلد بمثل أسعار البرازيل ويهددون مسنين ومرضى ونساء وأطفال بإلقائهم في الشوارع، هكذا تم الإهتمام بنا..

 

الشاب لؤي سمير عودة البالغ من العمر (32) عاماً يعاني  أصعب وأسواء الأوضاع الصحية ومن أخطرها عجز الرئتين عنده عن العمل بشكلها الطبيعي مما يؤدي لعدم القدرة على التنفس مما يجعله غير قادراً على الحركة أو المشي أو الخروج من المنزل ومزاولة حياته بشكل طبيعي مثله مثل باقي البشر وعليه إستعمال الأوكسيجين بشكل مستمر لضمان إستمراريته في الحياة، وتوجهنا له بالسؤال..

 

مراسلنا: هل تستطيع وصف معاناتك لنا في البرازيل؟

 

لؤي: حقيقةَ معاناتنا كبيرة في هذا البلد لأن ما عانيناه هنا لم نعانيه في الصحراء، لإننا نتعامل مع أوقح الناس من فاقدي الشعور الإنساني، فلم يراعي أحد منهم حالتي الصحية وحاجتي للعلاج ولم يترددوا بالتلفيق والكذب لتضليل وطمس مسئلة علاجي وإنهائها بشكل يناسبهم ولايخدمني فلم أرى هنا إلا التعب والمعاناة والإهمال، حتى أنني عندما أُدخلت المستشفى في برازيليا وبعد أن إستخدمت المفوضية نفوذها أصبح الجميع هناك من أطباء وممرضين وحتى الفراشين لا يسئلونني إلا عن يوم خروجي وكأنني أجلس على قلوبهم، وقبل خروجي بمدة اسبوع تم إهمالي بشكل كبير فامتنع جميع الأطباء عن المرور لرؤية حالتي لغاية اليوم الذي قررت به المفوضية خروجي..

 

مراسلنا: من جهة المفوضية ما الذي فعلته أو قدمته لمساعدتك بالعلاج؟

 

لؤي: زورت تقارير لي بأني لا أُعاني شيئاً ولست بحاجة لأي علاج ولست بحاجة حتى للأوكسيجين وتم إخراجي من المستشفى بالساعة الـ(5) فجراً بدون أي علاج أو وصفة طبية أستخدمها بعد عودتي للمنزل، وعندما كنت أقول أُريد الدواء الذي كنت أستخدمه بالمستشفى، يقولون لي أنت لم تأتي بأي وصفة طبية!!

وكأنهم ليسوا من أخرجني منذ الـ(5) فجراً وليسوا من تكلم واتفق مع الأطباء، يعني قضوا على مسئلة إجراء عملية لي ومنعوا عني العلاج...

 

http://www.paliraq.com/images/Brazil/brazil-moanaa-2.jpg

 

هشام سمير عودة أصغر أفراد العائلة البالغ من العمر (25) عاماً يعاني من مرض في صممات القلب، توجهنا له بالسؤال..

 

مراسلنا: ماذا تحب أن تضيف في هذا اللقاء؟

 

هشام: أُحب أن أضيف سؤالاً مهماً وهو إذا كانت نهاية هذا المشروع العظيم الإنساني الذي بادرت به واتفقت عليه المفوضية والحكومة البرازيلية وهيئات فلسطينية نهاية أسوأ من الوضع في المخيمات نهاية مجهولة المصير بأطفال ومسنين ومرضى، إذا كانت النهاية بمأساة، لماذا أخرجونا من المخيمات على الأقل كانت هناك خيمة تأوينا في بلد عربي بين أُخوة لنا بكرامتنا وليس هنا في شوارع لا تعج ليلاً إلا بالساقطين من كل الفئات، هل هذا هو ما تمت تهيئته لنا في البرازيل؟

 

http://www.paliraq.com/images/Brazil/brazil-moanaa-3.jpg

 

مراسلنا: ماهي مطالبكم التي ترون فيها الحل الأمثل لهذا الوضع؟

 

العائلة: إننا نطالب كافة الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية ونطالب المنظمات والمؤسسات والهيئات القادرة على المساهمة بحل مشكلتنا ونوجه ندائنا لمنظمات حقوق الإنسان أن تنظر للظلم الذي نعانيه ونطالبهم بمساعدتنا وإدانة موقف الحكومة البرازيلية والمفوضية وإعتبارهم سبباً وطرفاً رئيساً بهذه المعاناة على الأراضي البرازيلية وتحميلهم مسؤولية أي ضرر يلحق بأي لاجئ وتحميلهم مسؤولية ما يحدث مع اللاجئين على أراضيهم، ونطالب بإخراجنا من هذه البلد إلى أي مكان ونقول لا تريدون إعادتنا إلى بلدنا فلسطين أعيدونا إلى المخيم في العراق مثلما أخرجتمونا منه، إن الحياة في حاوية قمامة في مخيم في العراق أكرم لنا مما تهيئونه لنا من ذل ومهانة في البرازيل...

 

وختاماً نشكر موقع فلسطينيو العراق لإتاحة الفرصة لنا والوقوف إلى جانبنا ورفع صوتنا الذي يحاول الجميع هنا كتمه ونمتنى لهم الموفقية لنجدة المظلومين من أبناء شعبنا..

01-09-2009

"حقوق النشرمحفوظة لموقع "فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"