لا لكلمة لاجئون بل هم مهجرون مطاردون - د.مريم العلي

بواسطة قراءة 774
لا لكلمة لاجئون بل هم مهجرون مطاردون - د.مريم العلي
لا لكلمة لاجئون بل هم مهجرون مطاردون - د.مريم العلي

ففي خبر صادم تناقله اللاجئون الفلسطينيون بل المطاردون المشردون وهو تعبير ادق لحالنا من كلمة اللاجئون لانها لم ترتقي لشروط اللجوء وفق المفاهيم الدولية بان المفوضية اللاسامية لشؤون اللاجئين قد ابلغت اكثر من عشرون عائلة بعدم دفع بدل الايجار الشهري لهم ابتداء من الشهر الثالث لهذا العام وقد تم الاختيار بطريقة لا منصفة وبعد التمحص بحال تلك العوائل لم نجد من هو موظف او متقاعد او غني يمتلك عقار او محل فهم من الفئة المعدومة الذين لا يملكون الا كرامتهم وعزة النفس فصدقوا مع موظفي المفوضية عندما تم اجابتهم لاسئلة المفوضية المذلة لهم (شنو نوع تمن تاكل والشاي والصابون كم دبة غاز تعبون تشربون حليب كم صمونة تستهلكون تاكلون فاكهة .....) .
هكذا تم تقيم عوائل المهجرين وفقا لمزاجات موظفيهم وقد اجريت اتصالات معهم عبر النقال لابلاغهم وقد تحدث م.ع.ز ما ان تم ابلاغه حتى انهمرت دموعه وتحدث لعائلته وهو ينهمر بدموعه عن الخبر حتى حضنته ابنته ذات العشر سنوات باكية لبكاء ابيها ولا يهمك متبرعة بمصروفي اليومي وعيدياتي الي جمعتم واخرى س.ا.و وهي ام كبيرة لشاب 38 شبه عوق صرع تتحدث اردت البكاء ولكنني لم أستطع كان يجب أن ابكي كان يجب أن نغرق أنفسنا لانهاء هذه المعاناة فوجدة الكآبة هي السعادة عند الشعور بالحزن من هول الخبر وهي على موعد لاجراء عملية لعيونها بعد بداية نزول الماء الاسود فالغيت تلك العملية للتذخر اموال تلك العملية للمجهول واخر ز.خ.ك سائق تكسي حرم عائلته من مصرف لاصلاح ماكنة سيارته فتوقف عن صيانتها واخر ش.م.ط شاب مع والدته وثلاثة خوات اجل زواجه لاشعار اخر .
وهكذا قصص لتلك العوائل تتقطع القلوب لسماعها لا نريد الاطالة لسماعها كلها وهنا نتوقف ونسأل المفوضية كيف تم ذلك التقييم ؟ واذا افترضنا تمت مخادعتكم وفق ادعاءتكم بمعلومات مضللة فلديكم ملفات مسجلة ومثبتة فهي المرجع الصحيح للتقييم وليس مزاجات موظفيكم المفسدين ! .
والشيء الصحيح الذي من المفترض ان تتبعه المفوضية هو عدم تشريد تلك العوائل فاذا كان عدد العوائل التي يتم دفع بدل الايجار لهم 354 عائلة فلماذ التقليص لنسبة لا تتعدى 6 بالمئة كان من الاجدر تقليص المبالغ عوضا من العوائل من الممكن استقطاع 25$ من كل عائلة تتقاضى 300$ ليصبح 275$ وتوفير تلك الفروقات للعوائل المحرومة وهل في ذلك ضرر ام صعوبة؟ لكن يبد انو مشروعهم اكبر من ذلك !؟ .
إن الظلم عواقبه وخيمة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول فيعم الخوف وينعدم الأمن بل ويصبح الظالم نفسه أشد خوفًا .
ان الأيام دول فهي لا تدوم على حال ولا تدوم لإنسان ويجب أن يعلم الظالم بأن كل شر يفعله وكل خير يمنعه سوف يرد عليه يوما ما .. فلو أدرك المسيء طبيعة الحياة لما قدم إلا خيرا ينفعه عندما يتعرض لنوائب الدهر ومصائبه فلا يبقى للإنسان إلا الخير الذي كان قد فعله في الرخاء والأثر الطيب الذي تركه وراءه . والحليم تكفيه الاشارة .

  

د. مريم العلي
24/5/1441
19/1/2020

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"