فدولة اليهود دولة مرعوبة خائفة فهي نقطة في بحر من أهل السنة ,
وكما هو معروف فهنالك دورة تاريخية فالأمة الإسلامية تضعف نعم لكنها تسترد قوتها
بعد ذلك بإذن الله وهذا وعد الله لنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
واليهود يعون هذه الحقيقة جيدا .
ومن مراجعة التاريخ الماضي والمعاصر وجد أعدائنا أن جل حروبهم التي
ذاقوا الويلات من خلالها ولعقوا مر هزائمهم فيها كانت على يد المسلمين من أهل
السنة والجماعة حصرا , ومنذ أن جروا ذيول الهزيمة في القادسية واليرموك وهلم جرا
.. بينما في المقابل كانت الفرق الضالة المارقة عن الدين تقف سندا وعونا لكل معتدي
على بلاد المسلمين من الصليبيين وغيرهم , وذلك بسبب ما تحمله تلك الفرق من عقائد
ضالة تكذب بالنبوات والمعاد وتلحد في أسماء الله وصفاته وتطعن في القرآن الكريم
وتؤوله بتفسيرات باطنية تضاد الشريعة إضافة إلى طعنهم بخير هذه الأمة بعد الأنبياء
وهم صحابة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام , فماذا يريد أعدائنا من اليهود
والصليبيين والملاحدة أفضل من هذه المواصفات لاستغلالها في هدم الدين أولا وحراسة
دولة اليهود المسخ ثانيا , خاصة أنهم جُرِّبوا مرارا وتكرارا وأثبتوا كفاءة في دعم
أعداء الأمة الإسلامية لقد كان السبب الرئيس في توقف زحف الدولة العثمانية على
أوروبا وبالتالي توقف وصول الإسلام إلى تلك الدول هو غدر الدولة الصفوية حيث ضَربت
الدولة العثمانية في ظهرها مما أدى إلى توقف الزحف العثماني على الأرض الأوربية ,
وهذا مثل من أمثلة كثيرة على غدر الفرق المارقة بالأمة الإسلامية .
لذا فإننا لا نرى عجبا في مداراة الدول الصليبية الغربية للدولة
الإيرانية ورعايتها ومنذ أول نشوئها فمؤسس الدولة الضال خميني كان مقيما في باريس
وجاء معززا مكرما إلى إيران بطائرة فرنسية بينما تخلت أمريكا عن دعم الشاه آنذاك ,
في الحرب العراقية الإيرانية كان الدعم الأمريكي واليهودي واضحا وما فضيحة إيران
كونترا عنا ببعيد , لقد أزاحت أمريكا أهم عقبة أمام إيران وهو صدام حسين بعد أن
فشلت إيران بالقيام بتلك المهمة , وبالتالي سلم العراق تلك الدولة العريقة إلى
إيران لتعبث به كما تشاء , كما أزيحت حركة طالبان وهي العدو الثاني من الجهة
الأخرى لإيران , سلم لبنان إلى حزب اللات ذنب إيران وصنيعتها , والحوثيون كذلك
يتمددون في اليمن دون رقيب أو حسيب , بل أن إيران تتمدد في أفريقيا وآسيا وأوروبا
وتصنع من الأسلحة ما تشاء دون إزعاج سوى بعض الضجيج الإعلامي الذي لا يسمن ولا يغني
من جوع .
إن الغرب الذي يحارب ويرصد بضعة دولارات تتسرب من هنا أو هناك
لبناء مسجد أو دعم فقير من أهل السنة قادر على وقف نفوذ إيران إن كان يشعر أن
الدولة الإيرانية تمثل خطرا عليه .
لقد عرف الغرب الصليبي مع اليهودية خطر تلك الفرق الضالة على الأمة
الإسلامية وكيف تناصب تلك الفرق العداء لأهل السنة , عرف أعدائنا قبل أن يعرف
الكثير من المخدوعين من أهل السنة بالدولة الإيرانية .
فمن يتتبع تاريخ الدولة الإيرانية الشيعية بدقة يستنتج بأن الغرب
الصليبي مع اليهود قد حرصوا على إنشاء تلك الدولة كما أنهم قد أزالوا كل ما يعكر
صفوها ورعوها كمن يرعى الرجل ابنه الصغير أو كمن ينظف الطريق ويزيل كل ما فيه من
شوك أو حجارة من أمام تلك الدولة .. ولا حاجة لنا في التفصيل لأن الأمور أصبحت
واضحة وضوح الشمس .
إن وجود إيران قوية ضرورة لليهود وذلك لحراسة دولة اليهود أولا
وهذا ما طبقه النظام النصيري في سوريا ويطبقه الآن حزب اللات في لبنان .. كذلك
وجود دولة للتشيع يمثل مصدا للمد السني المتنامي الذي إن أطلق العنان له فإن
العواصم الأوربية سوف تكون تحت مرمى مدافع أهل السنة من جديد وهذا ليس ببعيد فإنها
بشارة نبينا صلى الله عليه وسلم كما أن بلاد الشام وتركيا السنية قريبة من تلك
البلاد فأي صحوة أو نهوض للمسلمين هو تهديد حقيقي ومصيري للصليبية في أوربا كذلك
دولة اليهود في فلسطين .
لكن هذا تخطيطهم وكيدهم .. والله من ورائهم محيط وكفى به ناصرا
ومؤيدا .
المصدر : موقع الحقيقة
29/9/2013