كاتب عراقي : مفتي القدس أمين الحسيني لا يعرف الشريعة ! – متابعات / إيهاب سليم

بواسطة قراءة 4981
كاتب عراقي : مفتي القدس أمين الحسيني لا يعرف الشريعة ! – متابعات / إيهاب سليم
كاتب عراقي : مفتي القدس أمين الحسيني لا يعرف الشريعة ! – متابعات / إيهاب سليم

وكالات :

في الوقت الذي تشنُ فيه الحركات الصهيونية العالمية حملات إعلامية واسعة النطاق داخل "إسرائيل" والبلدان الغربية لاستهداف قدوة العرب والفلسطينيين مفتي القدس الحاج أمين الحسيني, يطل كاتب عراقي مقيم في لندن بمقالة في صحيفة الشرق الأوسط في عددها المرقم 12045 والصادر يوم الأحد 24 ذو الحجة 1432 هجرية 20 نوفمبر تشرين الثاني 2011 ميلادية,  بعنوان :"المراهنة على الحصان الخاسر", ليتهم الحاج أمين الحسيني بأنه عديم الخبرة ولا يعرف أمور الشريعة وكذلك ليتهم الفلسطينيين بالمقامرة وبأنهم حملوا عفشهم وبدأوا الرحيل من العراق يفتشون عن حصان آخر يقامرون عليه متناسياً بأن بغداد لم تحتلها الدبابات الصهيوالامريكية والبريطانية فحسب بل (إيران الثورة) أيضاً التي فتحت حدودها لمنظمة بدر وحزب الدعوة لدخول البصرة وصولاً إلى بغداد سنة 2003 كما سمحت باريس للخميني بالوصول من أراضيها الى طهران عبر الطائرة الفرنسية سنة 1979.. وهذه نص مقالة خالد القشطيني التي تداولتها وسائل الاعلام العراقية الرسمية نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية :

عندما كنت أعمل في الإذاعة البريطانية، وجدت نفسي محاطا بعدد من الزملاء الفلسطينيين، وكان أكثرهم، وعلى رأسهم المرحوم بإذن الله أكرم صالح، يقضون غربتهم في القمار الذي دمر في النهاية حياة هذا المذيع البارع. قال لي يوما «يا خالد انت شايف حمار يقامر على حصان؟ هذا أنا». فكلما غامر بالمقامرة في سباقات الخيل، كان حصانه الحصان الخاسر .

ولكن يظهر أن سلوكه كان وراثيا وتراثيا. فما من شيء أضاع فلسطين أكثر من مقامرة الفلسطينيين على الحصان الخاسر. أول حلقة منها كان اختيارهم لقيادة المفتي أمين الحسيني، رجل ليس له أي خبرة أو معرفة خارج ما يتعلق بالشرع والشريعة، الوضوء الصحيح والوضوء الباطل وما هو نحو ذلك من الأساسيات. أطلقوه ليسابق ذلك الحصان المكر المفر الماكر البروفسور وايزمان ، عالم الكيمياء والدبلوماسي الأول في عصره. ولكن هذا الحصان الخاسر الذي اختاروه جرهم للمقامرة على حصان خاسر آخر، ألمانيا النازية. لجأ إليها وراح يحث إخوانه على معاضدة هتلر دون أن يعلم بأن النازيين فاوضوا الصهاينة في أكثر من مفرق واحد على حساب القضية الفلسطينية .

انتهى هذا السباق بهزيمة هتلر وفوز حصان الصهيونية بتقسيم فلسطين وإقامة "إسرائيل" . بدلا من التعامل في إطار الواقع الجديد واتقاء لعنة القمار، جرهم هذا الوله للدخول في مقامرة جديدة، وهي التعويل على حصان الجيوش العربية. وبخسران هذا الحصان أيضا، فقدوا النقب والقدس وأجزاء مهمة من فلسطين .

أعلن عن مقامرة عالمية جديدة : الحرب الباردة بين المعسكر الغربي والمعسكر الاشتراكي .

رفض الإخوان كل طروحات الغرب، ومنها اقتراحات آيزنهاور، وفضلوا المقامرة على الحصان السوفياتي. وكانت هزيمة أخرى لحصانهم الخاسر. ثم تحول السباق إلى الساحة المحلية. ما إن غزا صدام حسين الكويت حتى بادروا للمراهنة عليه. وكانت كارثة بالنسبة للفلسطينيين في دولة الكويت .

واستمر مسلسل الأحصنة الخاسرة. كانت إيران الثورة قد تحمست للجانب الفلسطيني وقلبت طهران إلى مرتع للقضية الفلسطينية. ولكن أعلن عن سباق جديد للخيل بهجوم العراق على إيران. وضع ذلك القيادات الفلسطينية أمام إمكانيات السباق. تدارسوا الأمر ولم يأخذهم طويلا. بادروا فورا إلى شراء تذاكر الحصان الخاسر فأيدوا صدام حسين. وتمسكوا بتذاكرهم الخاسرة، بل والساقطة، حتى بعد سقوطه وقيام نظام جديد في العراق. ولم يعد للفلسطينيين مكان في هذه الساحة. جمعوا عفشهم وبدأوا بالرحيل، يفتشون عن حصان آخر يقامرون عليه .

القمار مرض لا يختلف كثيرا عن أي مرض عضوي. هذا ما رأيته من مصاحبة صديق الأمس الراحل، أكرم صالح. يلوح لنا أن حماس في غزة بدأت بالمقامرة على حصان أحمدي نجاد. رأوه يضرب الأرض بحوافره ضربا ويذر الغبار في الأعين سحبا ويهوي بذيله عاليا ويصهل صهيله داويا فتوجسوا خيرا من ورائه ومن أمامه. لم يبدأ السباق بعد. "فإسرائيل" ما زالت تسرج حصانها بهدوء وتنتظر الجوكي يصل من أميركا. فهل ستضم حماس حصانا خاسرا آخر لسجل المقامرات الفلسطينية؟ .

 

رد الكاتب الصحفي العربي الكويتي فيصل الزامل في صحيفة الأنباء حول كتابات القشطيني :

وصل مدير جامعة النجاح د.كايد عبدالحق الى مدينته نابلس بفلسطين في منتصف الليل قادما من القدس، عند الحاجز الأمني "الإسرائيلي" تعرفوا على وظيفته وأخبروه بأن القائد العسكري في نابلس يريد مقابلته بشكل ودي بعد إيصال أسرته إلى البيت، قال د.كايد: «كان الوقت متأخرا قررت أن أبقى في البيت وأذهب إليه في الصباح، فجاءت سيارة دورية لاصطحابي إلى القائد العسكري فذهبت، علمت منه أنه أستاذ جامعي مجند، قال لي، أحب أن أتحاور معك بطريقة علمية، أنت ترى ما يفعله النظام العربي بالفلسطينيين، ألسنا نحن "الإسرائيليين" أفضل لكم منهم وقد منحنا عرب 48 جميع الحقوق المدنية كمواطنين "إسرائيليين" ؟ لكم حق الانتخاب والترشيح وحتى التجارة، تستطيعون أنتم سكان الضفة وغزة أن تحصلوا على نفس الحقوق، لماذا الرفض؟»، قلت له: «كلامك صحيح، الأنظمة العربية قست علينا وزادت في محنتنا، ولكن أيا منها لا يقول إن فلسطين هي أرضه، ماذا نفعل بالمعاملة الجيدة إذا كانت تعني بالنهاية خسارتنا أرضنا؟» انتهى .

 

تذكرت هذه المحادثة بعد قراءة مقال خالد القشطيني في جريدة الشرق الأوسط يوم الاثنين يقول فيه: «لماذا لا تحاول "إسرائيل" أن تستولي على العالم العربي من المحيط إلى الخليج وتقيم إمبراطورية "النبي سليمان" وتحل مشاكلنا وتخلصنا من صراعاتنا؟» قال ذلك بعد امتداحه للاستعمار البريطاني متجاهلا الحقيقة التي ذكرها د.كايد عبدالحق، فالانجليز لم يزعموا يوما أن هذه أرضهم ولا حاولوا ـ مثل هتلر ـ سحق هوية الشعوب التي احتلوها بل احترموا الثقافات المحلية، في حين استبدلت "إسرائيل" كل الأسماء العربية بأخرى توراتية صرفة، وهم يعلنون صراحة أنهم دولة دينية يهودية ..الخ، هل هذا ما يريده القشطيني للعرب فقط لأنهم في أسوأ مراحل تاريخهم، وهو يعلم جيدا أن الدنيا دول، وأن "إسرائيل" اليوم تستند إلى حقن متلاحقة تأتيها من الغرب ولا أمل لها في العيش إذا ما تغير مصدر تلك الحقن، ولست ألومه على ضيقه من أوضاع الأمة العربية ولكنه هو ومن يشاكله كانوا من صناع هذه الأوضاع وبدلا من الاعتذار للأجيال التي اكتوت بنيران فكرهم المدمر ها هو يتحفنا بجرعة جديدة من هذا السم المميت للانسلاخ المطلق والذوبان في حفنة من الأفاقين الذين يملك كل واحد منهم بيتا في بترسبورغ وكاليفورنيا ويحتفظ بأوراقه الثبوتية للعودة إلى هناك في أي لحظة ! . 

مشكلة هذا النوع من الناس أنه لا يعرف كيف يعتذر عن ضياعه هو، وتضييعه لغيره، ولو سكتنا عنه لاقترح علينا أن نأخذ بقوانين الزواج المثلي وتحويل الفتيات في بلادنا الى ملكية مشاعة على نحو ما يجري في الغرب ، وهو نفس الفكر الشيوعي الذي اعتنقه القشطيني في شبابه ومن خلاله تواصل مع الشيوعيين "الإسرائيليين" وقد كتب كثيرا عن تلك العلاقة الحميمة بينه وبينهم، وها هو يتوج تلك الحميمية بدعوته للأمة العربية كي تذوب وتختفي تماما، مثل هذا الخرف يحتاج الى صفعة من جيل كامل رفس الأنظمة البائدة التي هلل لها القشطيني وأمثاله ، جيل شاب يستمد هويته من دين راسخ لا يعرف الضياع الفكري ويملك أدوات التجديد والتصحيح الذاتي بشكل يفوق أحدث التقنيات الالكترونية، فليفسح الطريق من ضيع نفسه وضلل أمته، وليتصدق على نفسه بالكف عن أذانا لفترة قصيرة بعد أن أذاقنا ألوان الأذى لأكثر من نصف قرن.

كلمة أخيرة: نشرت جريدتا القبس والوطن يوم أمس الخبر التالي: «قال توني بلير: أنا أقرأ القرآن الكريم كل يوم لفهم بعض الأمور التي تحدث في العالم ولكونه مفيدا للغاية وكان بلير من المعارضين للقس الاميركي الذي دعا لحرق القرآن الكريم، وقال له "عليك قراءته بدلا من حرقه".

 

متابعات / إيهاب سليم

20/11/2011