ما كان لي ان اجعل من مأساتي موضوع رئيسي واحببت ان اجعله ثانوي يضاف داخل او يدمج مع موضوع اخر لاسباب كثيرة ومنها السؤال الشائع الذي لطالما يستعمله بني البشر عندما تقع لشخص ما مصيبة او مشكلة يطرح هذا السؤال لماذا هذا الشخص بالذات يحدث له كذا لماذا لم يحدث لغيره؟!!
وهكذا حتى تصل بنا الامور الى اللغو الكثير لا تشبع ولا تغني من جوع وبالتالي عدم الوصول الى الحقيقة .فقد تكون الاسباب تافهة وتكون المصيبة كبيرة فلا نقتنع، انا لا اضع اللوم على من يطرح هكذا سؤال لانه كما قلت سابقا هذه هي طبيعة البشر دائما يبحثون عن اسألة ليس لها اجوبة ولعلي استعجلت بطرح موضوعي ومشكلتي لكني لم اكن مخير بل كنت مضطر وليس بباغي قد تكون المشكلة غريبة ولكنها ايضا ليست بغريبة الاطوار مثلما قالها احد المعلقين على المقال السابق لانه عندما ننطلق بهذه الكلمة على شيء ما او على موضوع ما فيكون القصد بانه الشذوذ او الغير منطقي فما كان للحادث الذي تعرضت له من الشذوذ واللامنطق وانتم أحرار بما تصدقون وبما لا تصدقون.
لطالما ترددت على ان اكتب ما حدث لي من كارثة اللولبية فقد اطلقت عليها تلك التسمية لانها لم تكن متوقعة عصفت بي احداثها كعاصفة هوجاء كادت ان تقتلني وياليتها فعلت فما دفعني للكتابة هو عند سماعي بعض الاشاعات التي قيلت ولا تزال تقال وتتداول بين الناس من قصص وحكايات ولا الف ليلة وليلة .
اقول لكم لو كان صحيح ما قيل لما خرجت من السجن فالكثير منكم يعرفني جيدا ويعرف من اكون ومن هم اهلي وعشيرتي فهل سبق وان سمعتم عني او عن اي شخص من عائلتنا بمثل هذا الذي يقال من اشاعات ؟؟
لقد كان رئيس الرابطة موجود في اول يوم سجنت به واطلع على كل ما حدث وتستطيعون ان تسألوه وقد كلف محامي من طرف الرابطة ولديه نسخة من الدعوى والجرم الذي وجه لي وكان حاضر في المحكمة(ولكن كان حضوره مثل عدمه ).
انا لم اقل انه كان بيني وبين رئيس الرابطة عداء بل العكس كانت تربطني به علاقة قوية جدا ولا تزال ولا اقبل ان تمس هذه العلاقة باي كلمة من اصحاب النفوس الضعيفة ولكن خلاف الراي ليس بعيب انا احبه كشخص واحترمه كثيرا لكن لا احب الاستراتيجية المتبعة في الرابطة لانها لم تخدمني قد انتفع بها البعض ولكنها لم تنفعني في المشكلة التي وقعت بها ولي معكم حديث اخر في مقال اخر اطلعكم على بعض الامور عسى ولعل نصل الى الاسباب الحقيقية من وراء الكواليس التي حيكت خيوطها بطريقة عشوائية والتي ادت بوقوع الكارثة واختم مقالي بابيات من الشعر لشاعر قد نسيت اسمه واحب ان انوه بان الكلام في القصيدة ليس موجه لاحد منكم ولكني اوجهه لمن باع فلسطين وجعلنا نتناحر فيما بيننا ونحفر قبورنا بايدينا
والله إنا عائدون..
أكفاننا ستضيء يومًا في رحاب القدسِ..
سوف تعود تقتحم المعاقل والحصونْ..
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ..
يا أيها المتنطعونْ..
كيف ارتضيتم أن ينام الذئب..
في وسط القطيع وتأمنونْ؟
وطن بعرْض الكون يُعرض في المزاد..
وطعمة الجرذان..
في الوطن الجريح يتاجرون..
أحياؤنا الموتى على الشاشات..
في صخب النهاية يسكرون..
من أجهض الوطن العريق..
وكبل الأحلام في كل العيون..
يا أيها المتشرذمون..
سنخلص الموتى من الأحياء..
من سفه الزمان العابث المجنون..
والله إنا قادمون..
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا
بل أحياء عند ربهم يرزقون"
شهداؤنا في كل شبر..
في البلاد يزمجرونْ..
جاءوا صفوفًا يسألونْ..
يا أيها الأحياء ماذا تفعلونْ..
في كل يوم كالقطيع على المذابح تصلبونْ..
تتنازلون على جناح الليل..
كالفئران سرًّا للذئاب تهرولونْ..
وأمام أمريكا..
تُقام صلاتكم فتسبحونْ..
وتطوف أعينكم على الدولارِ..
فوق ربوعه الخضراء يبكي الساجدونْ..
صور على الشاشاتِ..
جرذان تصافح بعضها..
والناس من ألم الفجيعة يضحكونْ..
في صورتين تُباع أوطان، وتسقط أمةٌ..
ورؤوسكم تحت النعالِ.. وتركعونْ..
في صورتين..
تُسلَّم القدس العريقة للذئاب..
ويسكر المتآمرون..
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ..
فلسطين تسبح في الدماء وفوقها
الطاغوت يهدر في جنونْ..
القدس تسألكم أليس لعرضها
حق عليكم؟ أين فر الرافضونْ؟
وأين غاب البائعونْ؟
وأين راح.. الهاربونْ؟
الصامتون.. الغافلون.. الكاذبونْ..
صمتوا جميعًا..
والرصاص الآن يخترق العيونْ..
وإذا سألت سمعتَهم يتصايحونْ..
هذا الزمان زمانهم..
في كل شيء في الورى يتحكمونْ..
لا تسرعوا في موكب البيع الرخيص فإنكم
في كل شيء خاسرونْ..
لن يترك الطوفان شيئًا كلكمْ
في اليم يومًا غارقون..
تجرون خلف الموتِ
والنخَّاس يجري خلفكم..
وغدًا بأسواق النخاسة تُعرضونْ..
لن يرحم التاريخ يومًا..
من يفرِّط أو يخونْ..
كهاننا يترنحونْ..
فوق الكراسي هائمونْ..
في نشوة السلطان والطغيانِ..
راحوا يسكرونْ..
وشعوبنا ارتاحت ونامتْ..
في غيابات السجونْ..
نام الجميع وكلهم يتثاءبونْ..
فمتى يفيق النائمونْ؟
متى يفيق النائمون؟.
زهير السبع
13/1/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"