ويُضيف البروفيسور د. عبدالواحد اكاييف عميد كلية الفلسفة في جامعة الشيشان واستاذ التاريخ الشيشاني, ان محاولات بناء دولة للشيشان بدأت مع مجيء الشيخ منصور ونشر الدعوة الإسلامية سنة 1198هـ/ 1783 م وكان رجلا يحبه الناس وكان منهجه العدل واحترام الآخر وترك الثأر حتى انه شخصيا ترك الثأر وعفا عمن قتل أخاه, وانتشرت الأمانة والعدل بين الناس حتى ان احدهم لو رأى مالا في الطريق لا يأخذه من موضعه أو يذهب به الى مكان خاص الى ان يأتي صاحبه ليتسلمه .
والشيخ منصور هو أول من حاول إقامة دولة للشيشان لكن الروس لم يسمحوا له بذلك حيث وصلت أخبار الى الملكة "يي كاترينا الثانية" قيصرة الروس بأن الشيخ منصور يحشد الناس ضد روسيا وكان يبني المساجد والمدارس فأعطت الأوامر بجلبه وأسره الى روسيا, وأرسلت لذلك العقيد "بيربا" من اقليم استراخان عند بحر قزوين على بعد 600 كم من غروزني, وحاول أسر الشيخ إلا ان الشيشانيين رفضوا فحرق بيربا قرية الشيخ بأهلها .
والمحاولة الثانية لإقامة دولة للشيشان كانت على يد "بيولات تيمييف" سنة 1810 ـ 1832م, وهو الذي وقف ضد الجنرال "يرمولوف" المشهور بانه "ذابح الذبائح" في الشيشان وكان لقبه سفاح الشعوب القوقازية, وقتل بيولات بسبب الثأر من إحدى قوميات داغستان والتي تضم 53 قومية .
وبعده جاء الشيخ غازي محمد وبعده الإمام شاميل 1859-1932م, وهو أشهر قائد شيشاني حيث كان يحارب لأجل تقوية المبادئ الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية وأعلن قيام الدولة الإسلامية على أراضي الشيشان وداغستان وسماها "امامات" لكنه غلب وهزم من الروس ومنذ ذلك التاريخ دخلت الشيشان تحت الحكم القيصري .
ويقول د. اكاييف, ان اصعب فترة كانت ما بين عامي 1929م الى عام 1934م حيث تم اعدام 300 رجل دين مسلم خلال تلك الفترة بالرصاص, وكانت على النهر مطحنة حيث كان يطحن فيها رجال الدين احياء ويلقون في النهر بعد طحن عظامهم. ويختتم د. اكاييف بالقول "ان سبب مأساة شعبنا هي البترول والمال فأينما وجد البترول وجدت الدماء" .
إيهاب سليم
3/8/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح
بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"