كارين
ساندفال قالت طلبة اللغة السويدية الأجانب لا يتعلمون ولا يمارسون اللغة عند
تواجدهم في مكان العمل لأنهم يقضون أكثر من 90% من الوقت لوحدهم في محلات تجارية
لترتيب البضائع أو في مجال التنظيف. والدراسة أثبتت بالملموس أن الطلبة يتحدثون مع
المشرفين على تدريبهم لمدة تتراوح ما بين ثلاثين ثانية ودقيقتين طوال كل اليوم
وهذا الوقت من طبيعة الحال يكون مخصص لتحديد المهام التي سيقوم بها المتدرب لا غير .
الأستاذة
الباحثة ساندفال عملت في معهد " السويدية كلغة ثانية بعد اللغة الأم (SAS) "، وقامت بإعداد دراسة شملت مجموعة من الطلبة
لمدة سنتين. وتبين بعد ذلك أن هؤلاء الطلبة ليست لديهم فرصا كثيرة للحديث مع
المشرفين على تدريبهم أو زملائهم في مكان العمل خلال وقت التدريب. ووقفت على ثغرات
في مناهج تعليم اللغة للمهاجرين بهذه الطريقة. وعلى سبيل المثال فمعظم الطلبة
يقومون بالتدريب في وظائف لا تتطلب كفاءات عالية ولا تتطلب الحديث كثيرا. وذلك
تكون له نتائج سلبية كعدم تعلم اللغة السويدية بطريقة جيدة على سبيل المثال، وهو
ما سيحول دون نجاح هؤلاء الطلبة في حياتهم المهنية المستقبلية .
وتسعى الحكومة حاليا إلى تغيير
مناهج التعليم في دروس اللغة السويدية للأجانب. وكان ثلاثة وزراء من حزب الشعب
صرحوا من خلال مقال نشر على صفحة النقاش (ديبات) لجريدة داغينس نوهيتير، أن علاقة
الدراسة بالعمل يجب أن تكون أكثر وضوحا. وبناء على ذلك يقوم الوزراء الثلاثة
بالتدقيق في هذا الجانب بهدف تقديم إقتراحات جديدة في مجال (SFI) .
حري
بالذكر أن بلدية يوتيبوري بدأت العمل بهذه الإستراتيجية، وخصصت مبالغ مالية مهمة
لخلق أماكن عمل في الشركات لتدريب الطلبة المنتسبين لبرنامج اللغة السويدية
للأجانب. غير أن كارين ساندفال تعتقد أن هذه الخطة مبنية على أسس علمية خاطئة،
وأضافت بالقول "يعتقد الساسة أن خلق أماكن عمل للتدريب يساهم في تعلم
المهاجرين اللغة بشكل سريع، لكن هذه الحكم يعتبر خاطئا" .
دراسة
وآراء كارين ساندفال لم تأت من العبث، فالباحثة عملت على مدار 15 سنة كمدرسة
لتعليم اللغة السويدية للأجانب، قبل أن تتحول إلى البحث العلمي في الجامعة. وبحكم
خبرتها الطويلة تعرف جيدا أن هناك مجال واسع يتيح خلق علاقة واضحة بين الطالب في
مكان العمل والمدرسة .
الأطروحة التي ستناقشها ساندفال
اليوم بينت بشكل واضح هذه العلاقة، وستقدم الباحثة أيضا بعض الإقتراحات التي
ستتطرق لنوعية أماكن التدريب التي يجب أن تخصص لطلبة اللغة السويدية، وكذلك مدى
قدرة تلك الأماكن على توفير مناهج تعليمية ناجحة للمتدرب من خلال المهام التي يقوم
بها. وقالت ساندفال أن أطروحتها ستوضح أيضا الطريقة التي يمكن إتباعها لتوجيه
الطلبة وتعليمهم الحوار عن طريق إدماجهم في وظائف تتيح التعامل مع مهام أكثر
تعقيدا وفي نفس الوقت برمجة فترات الراحة والغذاء بشكل جيد حتى يتسنى لهم الحيث مع
باقي الزملاء وغيرها من الإجراءات، وخلق أكبر عدد من وسائل التواصل اللغوي في
المكان الذي سيتدرب فيه الطالب .
المصدر : راديو السويد باللغة العربية – أرابيسكا
8/3/2013