يوم الاثنين 4/7 وبدون سابق تخطيط قررت القيام بزيارة إلى الأخوين المظلومين خطاب العلي وهاني الحامدي الموجودين بسجن بافوس . استقليت السيارة ورافقني اثنين من الأخوة الأعزاء قاطعين مسافة تناهز 150 كيلومترا للوصول إلى بافوس ، وهناك استهلكنا أكثر من ساعة في البحث عن السجن إلى أن اهتدينا بفضل الله ثم مساعدة الأخ عادل نافع الذي رافقنا إلى المكان بعد أن أعيانا البحث ومكث معنا إلى النهاية .
وصلنا السجن الذي بدى للوهلة الأولى حسن الترتيب وقابلنا المسؤولون برحابة صدر ليقودنا احد أفراد الأمن إلى حيث مكان اللقاء ، حقيقة الأمر انه لم يخطر ببالي ولو للحظة أن اللقاء سيكون من خلف زجاج وان الحديث سيكون عبر المايكروفونات ، كنت أتخيل اللقاء بالأحضان والقبلات ولكن يبدو ان قدرنا والحمد لله ان يلاحقنا الجدار العازل من فلسطين الى قبرص "مع فارق التشبيه" !!! .
خلال لحظات حضر كل من الأخ خطاب والأخ هاني والتقيناهم قرابة ال10 دقائق أو أكثر بقليل وذلك حسب ما سمح به المسؤول هناك ، الأخ خطاب أبدى عتبه علينا جميعا لتركه وعدم تحريك ساكن ، ولسان حاله يقول انه ضحية تلفيق رواية وتلفيق تهم ، شكى همومه لنا ومعاناته وسخطه على واقع الحال ، ساءه أن لا يسأل به احد ولا يتم تبنى قضيته وان يكون حبيس جدران فلا أنيس ولا ونيس ولا جليس ... هاني الحامدي كان وضعه النفسي أكثر تماسكا ، وأنيس وحدته المصحف ، كان يحاول أن يخفى ضيقه بابتسامة ، يقول انه لن يخرج من السجن إلا حافظاً لكتاب الله وانه أتم حتى الآن حفظ سبعة أجزاء ، غير ان ما يزعجه هو ان السجن انفرادي وان لديه الإذن للخروج إلى باحة السجن ساعة واحدة يومياً فقط .
تحدثنا ولكن الوقت جرى أسرع مما نأمل واستجبنا لطلب المسؤول الذي أعلن عن انتهاء الزيارة وطالبنا بأدب جم مغادرة الغرفة ، خرجت ورفاقي وإنا أحدثهم مندهشا ، قلت لمن معي : "يا الله لو انني حبيس سجن انفرادي لمت قهراً" ، انني في بيت له بابان والنوافذ مفتوحة ، غير انني لا أطيق أن اجلس فيه وحيدا ولو عشر دقائق...كان الله في عونكم وفرج كربكم وفك سجنكم .
الأخ خطاب والأخ هاني يهديان الجميع السلام ويتمنيان على الجميع التدخل عبر اللقاءات مع المسؤولين وبأي وسيلة أخرى قانونية لمحاولة الإفراج عنهم فالسجن مر المذاق ويومه بسنة .انتهى لقاءنا بالإخوة ليتصل علينا رجل فاضل من أهلنا أبى أن نغادر بافوس دون أن يغمرنا بكرمه وسعة صدره وله منا الشكر الجزيل ، ذاك كان العم الكريم ابو خالد ماضي الذي كانت جلسته جميلة وحديثه شيق ممتع أزاح النصب والتعب ومكابدة طول الطريق ، ودعناه على أمل لقاء قريب إن شاء الله .
وكما بدأنا النهار أنهيناه بالعودة إلى لارنكا حيث توجهنا إلى مقر جمعية حقوق الإنسان والتقينا بالأخ الكريم أبو امجد لاطلاعه على صورة الوضع وضرورة محاولة إيجاد حل وهذا الرجل لا يدخر جهدا في محاولة إيجاد حل لازمات الآخرين ، ولكن اليد الواحدة لا تصفق والمطلوب تظافر الجهود ، ونتمنى على الجميع جمعيات ومنظمات عمل مدني وذوي علاقات بذل الجهد اللازم ، وأعود للتمني على حضرة المحترم وزير الداخلية ولن أمل التمني على حضرته بإعادة النظر في قضيتهم والنظر إلى معاناة عوائلهم والألم المترتب على بقائهم بالسجن .
لن افقد الأمل أيضاً في التواصل مع ذوي الاختصاص في السلطة الفلسطينية لبذل ما أمكنهم من جهد بهذا الصدد سيما انني وعن تجربة خاصة اعلم علم اليقين ان رسائلنا ومناشداتنا تصل إلى مكاتب المسؤولين هناك ويتعاملون معها بايجابية ، ونرجو أن تحظى هذه الرسالة باهتمام ذوي العلاقة والشأن .
نسأل الله الفرج للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
خالد مترجى
5/7/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"