واجتمع وفد اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة د.زكريا الأغا، مؤخرًا، مع نائب وزير
الخارجية السوري فيصل المقداد، لبحث أهم وآخر مستجدات القضية الفلسطينية، وأوضاع
المخيمات الفلسطينية في ظل الأزمة السورية، وفي مقدمتها مخيم اليرموك.
وناقش الطرفان اللقاء
الذي سيجمع وفد منظمة التحرير مع المسلحين في مخيم اليرموك وعودة الأهالي الى
المخيمات التي تم انسحاب المسلحين منها، كمخيم سبينة والحسينية والسيدة زينب
ونوه الأغا إلى أن هناك
بوادر ايجابية ومشجعة، آملا ان تنتهي بالوصول لإنهاء المظاهر العسكرية داخل مخيم
اليرموك وانسحاب المسلحين منه، مؤكدا أنه خلال الأيام القليلة القادمة سنرى نهاية
لهذه المعاناة في مخيم اليرموك.
إرادة مفقودة
رئيس دائرة شئون
اللاجئين في حركة حماس د.عصام عدوان، يرى أن كافة هذه المبادرات لم تفلح في إخراج
المخيم من دائرة الصراع، وأنها لم تشكل رادعاً لوجود مظاهر التسلح والعنف في
أروقته، ولم تلزم أيا من الأطراف المتحاربة أن توقف عملية الزج بالمخيم في أتون
الحرب في سوريا.
وقال عدوان
لـ"فلسطين": "لا يوجد هناك جدية مطلقاً في إنهاء الصراع داخل
المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم اليرموك، حيث جرى الاتفاق أكثر من مرة على خروج
المقاتلين من المخيم ولكن بعض الأطراف تصر على جر اليرموك في هذا الاقتتال."
وأوضح أن هذا الإصرار
غير الإنساني لزج الفلسطينيين في الصراع القائم، تسبب بمعاناة كبيرة لمئات الآلاف
من اللاجئين، وانعكس سلباً على حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والنفسية،
مضيفاً: "هذا أمر غير مقبول البتة وغير مبرر ويجب النظر إنسانياً في قضية
أولئك اللاجئين."
وتابع عدوان:
"الحرب ليس المقصود فيها هو الموت فقط، فما ذنب اللاجئين في الصراع الدائر في
سوريا على كرسي الحكم؟"، مشدداً على أن تحييد مخيم اليرموك عن هذا الصراع
يتطلب إرادة حقيقية من الأطراف المتصارعة.
ويرى رئيس دائرة شئون
اللاجئين في حركة حماس أن أحدا من هذه الأطراف لا يملك الإرادة الحقيقية لتحييد
المخيم، غير مستبعد أن تكون هذه الأطراف تتعمد الزج بالمخيم في هذا الصراع من أجل
تحقيق مكاسب ميدانية أو احتلال مواقع أو تصفية حسابات شخصية.
ودعا عدوان العالم إلى
الضغط على الأطراف المتصارعة من أجل تحييد المخيم وإخراج اللاجئين من دائرة
الصراع، وتوفير الحماية القانونية والإنسانية والحياتية لهم كونهم لاجئين هجروا من
ديارهم وأراضيهم التي احتلتها قوات الاحتلال عام 1948
"لا يوجد ثقة"
من جهته، يرى المتخصص
في شئون اللاجئين، علي هويدي، أن الأطراف المتصارعة لا تملك الثقة المتبادلة من
أجل إبرام معاهدات أو مبادرات يمكن الالتزام بها، وقال: "لا يوجد ثقة بين
الجهات المتصارعة وبالتالي من الطبيعي أن تفشل كافة هذه المبادرات."
وأوضح هويدي
لـ"فلسطين" أن اللاجئين الفلسطينيين باتوا لا يعيرون هذه المبادرات
اهتماماً، وجل ما يطالبون به هو اعتبار أزمة المخيم انسانية والسماح بإدخال
المساعدات الغذائية مع ضرورة تجنيبه ويلات الحرب والصراع القائم.
وبيّن أنه ومنذ اندلاع
الصراع في سوريا في مارس 2011، وهناك عشرات المبادرات والمطالبات بتحييد المخيم،
إلا أن أحدها لم تبصر النور ولم تخط طريقها نحو النجاح بسبب عدم توفر الإرادة عند
الأطراف المتصارعة.
وأعرب هويدي عن اعتقاده
بأن استهداف المخيمات "من قبل العصابات
المسلحة"، يأتي في سياق الرغبة لتهجير اللاجئين خارج سوريا، وشطب قضية
اللاجئين وحق العودة، مبينا أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يتجاوز النصف
مليون لاجئ.
وشدد على أن هناك
تقصيرا واضحا من قبل الجهات المعنية في دعم اللاجئين والنازحين من مخيمات سوريا،
ولاسيما السلطة الفلسطينية.
وطالب هويدي بضرورة
تكريس فكرة أن اللاجئين الفلسطينيين يقفون في موقف الحياد حيال ما يجري في سوريا،
داعياً كافة الأطراف إلى تحييد المخيم ووقف أشكال المعاناة فيه، والسماح بإدخال
المساعدات الاغاثية له.
ولفت النظر إلى أن كافة
الجهود المبذولة من أجل تحييد المخيم، تنبع من واقع إنساني مرير بات يعاني منه
اللاجئون، بعد أن فاقت هذه المعاناة معايير السياسة والمكاسب، وباتت الأحوال
الحياتية هناك أشبه بـ"الجحيم.
غزة- عبد الله التركماني
فلسطين أون لاين