الأسرى .. بين مؤتمري تونس والعراق - رياض خالد الأشقر

بواسطة قراءة 2598
الأسرى .. بين مؤتمري تونس والعراق - رياض خالد الأشقر
الأسرى .. بين مؤتمري تونس والعراق - رياض خالد الأشقر

وكنت أتمنى كباحث ومهتم في شئون الأسرى أن تكون تلك المؤتمرات جامعة لكل أطياف الشعب الفلسطيني، الذي يضع قضية الأسرى على سلم أولوياته، وان تكون فرصة جيدة من اجل توحيد جهودنا ورؤانا لنشكل رافعة قوية تخرج بتلك القضية المصيرية من المربع الفلسطيني إلى المربع العربي والدولي، ولكن ما حدث أن مؤتمر تونس عقد بنكهة غزة ، حيث لم يشارك وزير الأسرى في الضفة الأستاذ عيسى قراقع ، مع تقديرنا لجهوده في خدمة قضية الأسرى، بينما مؤتمر العراق عقد بنكهة الضفة الغربية، فغاب عنه وزير الأسرى في غزة د.عطا الله ابوالسبح مع تقديرنا ايضاً لجهوده في التخفيف من معاناة الأسرى .

هذا المشهد ألمنا كثيرا في الوقت الذي نحتاج فيه إلى وحدة الكلمة والموقف لكي نستطيع أن نخاطب العالم بلون واحد ورؤية واحدة ، فكيف لنا أن ندعو الشرق والغرب لتوحيد جهوده وإدانه الاحتلال لما يرتكب من جرائم حرب بحق الأسرى ، ونحن أصحاب القضية لم نطبق بعد هذا المبدأ ، واختلفنا على بعض القضايا الهامشية كإدارة المؤتمر والتحضير له ، ولمن توجه الدعوات ، وتركنا القضية الأساسية التي لا يختلف عليها اثنين وهى أن قضية الأسرى تحتاج إلى كل الجهود، ولا تحتمل أن يتخلى عنها احد في ظل الظروف المعقدة والشائكة التي يعيشها الأسرى، وفى ظل هجمة ممنهجة تشنها حكومة الاحتلال بأعلى سلطتها ضدهم ، سواء كانت انتقامية لنجاح صفقة التبادل أو لانتصار المقاومة في غزة أو للحصول على قرار بقبول فلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة تعددت الأسباب والنتيجة واحدة مزيد من القمع والتعسف بحق الأسرى على اختلاف أطيافهم السياسة ، ففرق الموت (الوحدات الخاصة) عندما تقتحم الغرف والزنازين مدججة بالسلاح بعد منتصف الليل تهوى بالعصا الغليظة على كل من يقع في وجهها من الأسرى ، لا تسألهم عن تنظيم أو عن حكم أو منطقة سكناهم سواء كانت في غزة أو الضفة أو القدس أو اراضى ال48 ، ولا تميز بين كبير أو صغير، وعندما  تقرقع أمعاء الأسرى بالجوع نتيجة "إضراب عن الطعام" احتجاجا على ظروفهم الصعبة، لا تخرج قرقعتها بلون التنظيم الذي ينطوي تحت لوائه الأسير ، إنما "تخرج بلون الصمود والصبر والإرادة" التي يتحلى بها كافة الأسرى في السجون فمصيرهم واحد والموت يترصد بهم جميعا ولا يفرق .

 فمتى يا ترى سنشهد مؤتمر وطني يعقد بنهكة فلسطين، لا يتخلف عنه احد ، ومتى سنلقى بخلافاتنا وراء ظهورنا من اجل الأسرى ، ومتى سيرتفع صوتنا عاليا " بالروح بالدم نفديك يا أسير فلسطين " ، ومتى سنجتمع لنضع إستراتيجية موحدة تضمن فكاك أسرانا من قيود الاحتلال ، بعيدا عن التوسل للمنظمات الدولية التي ثبت تحيزها للاحتلال بشكل واضح ، والاهم متى سنشهد اجتماعاً عسكريا يضم كافة الاجنجة والألوية العسكرية للتنظيمات المختلفة لوضع خطة يكون عنوانها (خطف الجنود اقرب الطرق لتحرير الأسرى) .

إذا تحقق هذا الحلم ، فليستبشر أسرانا خيرا فان خلاصهم سيكون قريبا .


المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"