في قرار تعسفي وظالم جديد يرتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في سوريا فقد تم قطع التجهيزات المدرسية عن تلاميذ اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في سوريا .
حيث تقوم المفوضية كل عام وعند بدء العام الدراسي في سوريا بتجهيز تلاميذ اللاجئين العراقيين واللاجئين القادمين من العراق بما فيهم الفلسطيني والاريتيري والصومالي والسوداني واي جنسية اخرى قادمة من العراق تقوم بتجهيزهم بتجهيزات مدرسية تشمل :
ملابس رياضية تشمل بدلة رياضية (تراكسود) وحذاء رياضة (بوت) وبدلة مدرسية (مريول) وحقيبة مدرسية وقرطاسية تشمل دفاتر واقلام وغيرها .
وعند بداية العام الدراسي لهذه السنة 2010-2011 قامت المفوضية بصرف التجهيزات اعلاه الى اللاجئين العراقيين وغيرها من الجنسيات القادمة من العراق ومن اماكن اخرى فقام عدد من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في سوريا بمراجعة المفوضية لاستلام حصصهم كما يحدث كل عام الا انهم تفاجئوا بقول الموظفين لهم لا يحق لكم هذه المساعدة لانكم فلسطينيون .
يأتي هذا القرار بعد قرار قطع المساعدة المالية التي كانت تقدمها المفوضية لكبار السن من اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في سوريا وقد قام الموقع بنشر مقال عن ذلك انذاك فيما يلي رابط المقال :
http://www.paliraq.com/index.php?option=com_content&task=view&id=2906&Itemid=50
ونود ان نشير الى بعض النقاط التي وردت في هذا المقال ونعيد ذكرجزء منها ونضيف عليها ما يتعلق ايضا بموضوع قطع التجهيزات المدرسية ايضا :
1. اللاجئ العراقي والسوداني والصومالي والارتيري وغيرهم لديهم أوطان يعودون إليها في حال استقرارها أما الفلسطيني فليس لديه وطن ولن تستقبله العراق إذا عاد بشكل رسمي .
2. عدد تلاميذ اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في المستفيدين من هذه المساعدات والتجهيزات أعدادهم قليلة جدا تقدر بالمئات او حتى بالعشرات مقارنة بالملايين من اللاجئين العراقيين والسودانيين والصوماليين والارتيريين وغيرهم .
3. قطع المساعدة والتجهيزات المدرسية ومن قبلها قطع المساعدة المالية عن كبار السن هل هو بداية لقطع المساعدات التموينية أيضا والمساعدات الطبية والعلاج وعدم السماح للاجئين الفلسطينيين بالاستفادة منها .
4. إن كان تبرير القطع هو ان اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق محسوبون على منظمة الاونوروا كما تم التبرير في قطع المساعدة المالية فإن تسجيل اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في منظمة الانوروا هو وقتي وغير دائمي والدليل انه لم يتم منحهم الكارت الأبيض الدائمي أسوة بأشقائهم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والأردن ولبنان ولم يتم تسجيلهم بشكل دائمي في قيود المنظمة ، وبدلا منه قد منحوا كارت ابيض مؤقت مدته سنة واحدة قابل للتجديد كل سنة إلى حد غير معلوم ، ولهذا فان الوضع القانوني للاجئ الفلسطيني القادم من العراق هو اقرب لمفوضية اللاجئين وأوضح أكثر من وضعه المبهم في الاونوروا وإلا بماذا يتم تفسير إن مخيمات الصحراء في الوليد والتنف والحسكة والرويشد يتم الإشراف عليها بشكل مباشر من قبل مفوضية اللاجئين وليس من قبل منظمة الاونوروا ، وهذا لا يعني التقليل من شان الاونوروا أو خدماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق .
5. عند سقوط دولة ما ونزوح مواطني هذه الدولة الى دولة اخرى ولجوئهم الى مفوضية اللاجئين فمفوضية اللاجئين لا تكفل مواطني الدولة النازحة فقط بل ايضا يجب ان تكفل اللاجئين الذين كانوا يعيشون في ظل تلك الدولة قبل سقوطها وهذا ما تقول به قوانين مفوضية اللاجئين والامم المتحدة ، فاللاجئ الفلسطيني القادم من العراق لم يكن مقيم في العراق بل كان لاجئا منذ عام 1948 لدى الحكومة العراقية ، وعند سقوط النظام عام 2003 نزح اللاجئ الفلسطيني مع العراقي وسجل في مفوضية اللاجئين رغم مالاقاه في البداية من صعوبة التسجيل وعدم الاعتراف به ، فقامت مفوضية اللاجئين بشمول العراقيين واللاجئين القادمين من العراق من جنسيات اخرى كالصوالي والاريتيري والسوداني وغيرهم بالمساعدات المالية والمدرسية ، وتم ابعاد الاجئ الفلسطيني عن ذلك ولا يوجد سبب مقنع لذلك .
6. قوانين منظمات الامم المتحدة ومن ضمنها اليونيسيف تشجع على الدراسة وتحارب الجهل والأمية فقطع هذه المساعدات سوف يكون مبرر لكثير من الطلاب الابتعاد عن الدراسة هذا العام لان هذه المساعدات حقيقة تبعد عن كاهلهم جزء كبير من مصاريف الدراسة ، وابتعاد الطلاب عن الدراسة يتناقض مع مع قوانين اليونسيف والامم المتحدة ، فاصبحت مفوضية اللاجئين بشكل مقصود او غير مقصود تشجع الطلاب عن الابتعاد عن الدراسة .
فالقرار تلو القرار الظالم يصدر بحق اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في سوريا من قبل مفوضية اللاجئين ، مع العلم ان شروط اللاجئ وكافة مستحقاته تنطبق على الفلسطينيين القادمين من العراق ولا ندري ما هو نهج المفوضية بهذه القرارات وماذا تريد للائجين الفلسطيين في هذا التضييق عليهم الذي اصبح واضحا وغير مبرر .
ونود ان نسال ما جدوى اللقاءات التي تجريها المفوضية مع الاخوة المتطوعين ، وما هو عدم المصداقية هذا الذي تنتهجه المفوضية فهي تعدهم بتحسين الظروف وايجاد حلول لمشاكل اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في سوريا ونجد ذلك يترجم على ارض الواقع بضييق الخناق وبدايتها قطع المساعدات المالية والمدرسية .
فأصبح اللاجئ الفلسطينيي القادم من العراق في سوريا يعيش الان ظروفا صعبة جدا ويتارجح تارة بين الاورنوروا وتجميدها للمساعدات المالية كل فترة وتارة اخرى بين المفوضية وقرارتها التعسفية المفاجئة كل فترة .
لقد اصيب اطفال اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في سوريا بخيبة امل واحباط وتم قتل فرحة الطفل بقطع هذه التجهيزات فقد كان عدد كبير منهم ينتظر هذه المساعدة لان الطالب الفلسطيني قد تعود عليها كل عام وكان يفرح بها وكانت احد الوسائل التي تشجعه على الدراسة رغم سوء ظروف المعيشة ، علاوة على ذلك فهناك عدد من هؤلاء الطلاب لن يتمكنوا من الذهاب الى الدراسة هذه السنة في سوريا ليس بسبب قطع هذه المساعدات ولكن لان اهليهم غير قادرين على توفير لهم التجهيزات المدرسية وغير قادرين ايضا على توفير لهم المصروف اليومي ، فجاء هذا القرار ليكون رصاصة الرحمة بالنسبة لهم ليزيد معانتهم وابعادهم عن الدراسة هذه السنة .
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"