ولا تزر وازرة وزر أخرى- عبد الحكيم الماضي

بواسطة قراءة 4523
ولا تزر وازرة وزر أخرى- عبد الحكيم الماضي
ولا تزر وازرة وزر أخرى- عبد الحكيم الماضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الفلسطينيون مسلمون بالغالبية ومن اكثر الشعوب الاسلامية التزاما دينيا ولا يشذ عن هذه القاعدة الا القليل منهم ولكن سرعان ما يعود هذا القليل الى التزامه الديني وخصوصا عندما يتقدم بهم العمر وسبب عودتهم يعود الى التربية الدينية التى تلقوها في الصغر والتي احتلت حيزا كبيرا في ذاتهم تجعلهم يعودون الى رشدهم والى التزامهم بتعاليم دينهم الاسلامي مهما ابتعدوا او تماهلوا او قصروا عن الالتزام عن بعض تعاليم الدين في مقتبل العمر.

وربما يعود سبب هذا التماهل او التقصير الى علمهم ويقينهم بان الله يغفر الذنوب جميعا ويقينا انه لا يغفر الذنوب الا الله، يغفر الذنوب للذين تابوا واصلحوا وايضا علمهم ان خير الخطائين التوابين ولكن رغم ان الكثير يردد ان محمدا عليه الصلاة والسلام معلمنا ومرشدنا وقائدنا وهادينا وقدوتنا واكيد هو كذلك بدون شك  ورغم البناء الديني الذي انشئ عليه الفلسطينيين منذ الصغر يتناسون ان الاسلام دين تسامح وعفو وصفح ومغفره وان المفهوم الاساسي في دين الاسلام انه دين يجب ما قبله.

اي ان الانسان مجرد ان ينطق بالشهادتين اصبح ما اقترفه قبل الاسلام من ذنوب وخطايا ولن يحاسب عليه اذا كان اسلامه حق وان الله يورد في كتابه العزيز اية 7 سورة الزمر( ولا تزر وازرة وزر اخرى ) ان الابناء لا يتحملون وزر ما فعله ابائهم او اجدادهم وان تراثنا الاسلامي مليء بالمغفرة والعفو والصفح اليس الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قدوتنا وعلينا ان نقتدي بما فعل الم يعفو ويصفح ويغفر لقتلة عمه حمزة؟ الم يغفر ويصفح ويعفو عن اهل مكة عندما دخلها فاتحا عفى عنهم؟ وهم الذين اذاقوه ومن امن بدعوته سوء العذاب وحاربوه وحاصروه في شعب ابي طالب ومنعوا عنه الماكل والمشرب وتامروا على قتله.

الا يجدر بنا نحن الفلسطنيين ان نكون اول من يقتدي به ونحن نعيش في شتات وضياع بعيدين عن الوطن والاهل لماذا ننقل معنا الكراهية والبغضاء بيننا اينما نحل  ونجعل مما حصل بين اجدادنا من خلاف عقبه تعيق التواصل فيما بيننا ونبقى ننقل هذا التراث الذي اكل عليه الزمان وشرب الى ابناءنا ونحذرهم من التواصل مع بعضهم البعض ونحذرهم من اللقاء بهذا من  البلدة الفلانية او القرية الفلانية او العائلة الفلانية لان اهلها كانوا على خلاف وعداء مع اهلنا بالبلاد ونحرص على ان يحمل ابناءنا هذه الكراهية معهم وان يورثوها لابناهم.

ونقول لهم " الاسى ما بنتسى" بالله عليكم كيف نكون مسلمين ونحن على هذه الشاكلة كيف علينا ان نتجرأ وندعي ان محمدا عليه افضل الصلاة والتسليم قدوتنا  ومعلمنا ونحن على هذا الحال من التعصب للعائلة والقرية والمدينة كيف نكون مسلمين ونحن لا ننسى ما حصل مع جدنا السابع او السادس او  او او او الاول ؟!

كيف نكون مسلمين وقدوتنا ومعلمنا الرسول محمد صلوات الله عليه اذا لم نتعلم منه الصفح والعفو والمغفرة  ألا نعلم انه ( لا يعلم الغيب الا الله  ) الم يمر علينا ما قال الرسول الاعظمعليه الصلاة والسلام ( لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير ) لنفسي الا نعلم ان المخلوق مسير من قبل الله سبحانه وتعالى وانه لا احد يستطيع ان يختار من يكون ابوه ومن تكون امه او الى اي بلد يريد ان ينتمي ولو ان الله خير الانسان قبل خلقه لاختار ابهى واجمل صورة واثرى حال ولاختار ان يعش في الجنان والكثير منا يلوم ابونا ادم وامنا حواء على ما اقترفوه من ذنب ادى الى طردهم من الجنة ولولا هذا الخطأ الذي اقترفوه لكنا نحن الان في الجنة.

الانسان مسير بهذا الجانب فقط الا نعلم انها تصاريف الله ما ذنبنا ولدنا  فوجدنا انفسنا فلسطينيين ومن هذه العائلة او تلك ومن هذه القرية او تلك ومن هذه المدينة او تلك  وجدنا انفسنا لاجئين مشردين هنا وهناك  هل نلقي باللائمة على الله جل وعلا انه خلقنا على هذا الحال طبعا غير معقول.

اذن المعقول ان نكره ونعادي ونحاسب هذا وذاك لانه من الدولة الفلانية او المدينة الفلانية او القرية الفلانية او العائلة الفلانية على ذنب لم يقترفوه  بل على ذنب اقترفه جده السابع مع جدي السابع الا يجب ان يكون موقفنا من اي شخص محصور بما اقترفه هذا الشخص معنا اذا كان معاديا فلنعاديه واذا كان ودودا معنا فلنكن ودودون معه بغض النظر عما اقترفه اجداده اوما صدر من عائلته تجاه عائلتنا.

كلنا يعلم الصراع الذي كان يحتدم بين النصارى واليهود والكراهية التي يحملها النصارى لليهود على خلفية ما قام به اليهود من معاداة للنبي عيسى عليه السلام  ووشايتهم به لدى قيصر الروم انذاك والتى اودت بحياته مصلوبا رغم ان ديننا اوضح انه لم يصلب ولكن شبه لهم ونحن مؤمنون بذلك ولكن النصارى لا يعتقدون بما نعتقد وعلى ذلك اتخذوا من الصليب شعارا لهم ولذا فهم يحملون مشاعر الكراهية لهم وينقلونها من جيل الى جيل الى ان اصدر الفاتيكان من فتره ليست بعيدة قرار او بيان اواعلان الى كل النصارى في العالم يوضح ان اليهود الحاليين احفاد اليهود الاوائل بريئون مما فعله اجدادهم وما حصل ما كان لهم فيه يد ولم يعايشوه ولم يكونوا طرفا فيه لماذا لا ننقل لاولادنا المحبه ونصدر اعلانا او بيانا نوضح  فيه او نغلق باب الكراهية والعداء بيننا وان ما قام به اجدادنا لاعلاقة لابناءنا او احفادنا يد فيه.

ربما يعلق احد على هذا المقال ويقول هل تعني ايضا ان نعلم ابناءنا محبة اليهود الحاليين لان ليس لهم يد في اغتصاب بلدنا وتشريد اهلنا لان اجدادهم واباءهم من اغتصب فلسطين وليسوا هم؟!!

اولا انا اطلب منك ان تعلم ابناءك محبة ابناء وطنهم فلسطين وليس اعدائهم  ومع ذلك سوف اذهب معك الى ما ذهبت اليه واطلب منك ان تعلم ابناءك الفرق بين اليهودي واليهودي الصهيوني بين اليهودي المتعاطف مع قضيتنا وبين اليهودي المتطرف المعادي لقضيتنا ولشعبنا  وان تضرب له مثل اليهودي البريطاني الذي تعاطف مع قضية اهلنا بان الاعتداء الصهيوني على غزة وكيف انه مزق جواز سفره العائد لدولة اليهود امام كاميرات الصحافة وتناقلته كل وسائل الاعلام العالمية ورفضه الانتماء الى هذه الدولة واعلن رفضه امام العالم لما تقوم به دولته واعلن تعاطفه ومساندته لشعبنا وان تعلمه عن اليهود الذين يناصرون قضيتنا ويتظاهرون مع اهلنا في بلعين في وطننا المحتل ضد جدار الفصل العنصري.

اريد منك ان تعلم ابناءك كيف يفرقون بين من كان اجداده يعادون اجدادك وهو لايعاديك ولايعادي ابناءك وعلاقته طيبة معك ومعهم وان تعلمهم ان لا يعادوه على ما ارتكبه اجداده ولم يكن طرفا فيها ولم يكن شاهدا عليها اريد منك ان تعلم ابناءك ان يقتدوا برسولنا الكريم وان يلتزموا بتعاليم دينهم الاسلامي الذي يعتمد مبادئ المغفرة والمسامحة والتحابب والتواصل كما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ( وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) ايه13 سورة الحجرات،  وان تذكرهم بالاية ( واعفوا واصفحو ا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم) الايه1-6 سورة ال عمران.

يا اخي اذا كان الله غفور رحيم ونحن مسلمون الا يجدر بنا ان نتصف بصفة من صفات الله وهي الرحمة والمغفرة حتى يغفر الله لنا الا نطمع نحن وانت بمغفرة الله ورحمته فلنعمل كلنا من اجل الحصول على رحمة الله وغفرانه ولن نحصل عليها اذا لم نغفر ونرحم بعضنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

عبد الحكيم الماضي

3/5/2010

 

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"