يوم السبت .. والحرب على غزة – ياسر الماضي

بواسطة قراءة 5082
يوم السبت .. والحرب على غزة – ياسر الماضي
يوم السبت .. والحرب على غزة – ياسر الماضي

سمي يوم السبت من كلمة سبات وهي تعني الراحة والنوم كما قال تعالى {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } لذلك شرع الله تعالى على اليهود خاصة أن لا يعملوا في هذا اليوم واخذ الله تعالى عليهم عهدا أن يتفرغوا للعبادة ولا يصطادوا السمك في هذا اليوم وأباح لهم الصيد في سائر الأيام وهو اختبار من الله تعالى لليهود لمعرفة مدى وفائهم والتزامهم فابتلاهم الله بتكاثر الأسماك في يوم السبت حتى أنها تكون قريبة من اليد مع قلة الأسماك في باقي الأيام قال تعالى { وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نبلوهم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.

فما كان منهم إلا أن فكروا بحيلة حتى يخرجوا من هذا التحريم فنصبوا شباكهم يوم السبت وحبسوا الأسماك واصطادوا يوم الأحد وظنوا أنهم خرجوا من التحريم ونصحهم البعض بأن عملهم هذه إنما هو التفاف على شرع الله ولكن لم يقبلوا النصيحة فمسخهم الله قردة خاسئين قال تعالى {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}وجمهور العلماء يقول أنهم مسخوا على الحقيقة  وليس المعنى مجازي ومسخهم الله قرده وخنازير لأن طبيعة هذه الحيوانات إذا دخلت مكان فهي  تعيث به خراباً وفسادا وهي صفه اليهود أينما وجدوا فإنهم اكبر دعاة الرذيلة والفساد في العالم‘ وقال بعض العلماء أن هذا هو سبب تحريم لحم القردة والخنازير مع أنهم ليسوا من ذوي الأنياب وليسوا من آكلي اللحوم .

وسبحان الله  فعندما انتهت فترة  التهدئة  التي كانت بين اليهود وحماس  وما أن جاء يوم السبت  وهو اليوم الذي بدأ اليهود به الهجوم على غزة وكانت عناصر  الحركة في حفل التخرج   وأيضا كان الصيد سهلا عاثوا في الأرض فسادا ودمارا وخرجوا كما هو طبعهم عن العهد مع الله  في أن يكون هذا اليوم هو يوم راحة وعبادة لهم فأبوا إلا أن يخالفوا العهد الذي كتب عليهم خاصة واستخدموا كل الوسائل الخبيثة من اجل الوصول إلى أهدافهم من خلال قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) والتي أساس فكرتها هو الكاتب ميكافيلي في كتابه الأمير والذي اعتقد بل اجزم أن اغلب قادة العالم قد درسوا هذا الكتاب وطبقوه واعترف إني عندما قرأت هذا الكتاب مرتين وهذا منذ زمن بعيد بدأت اعتقد أن الناس جميعاً يضمرون لي الكره والعداوة ويجب أن اتغدا بهم قبل أن يتعشوا بي لولا أن هداني الله ‘وقد استدل العلماء من خلال هذه الآيات وهذه القصه أنه لا يجوز الالتفاف على أحكام الدين واستخدام الوسائل  الخبيثة والغير شرعية  من اجل الوصول إلى الغايات والمقاصد ولذلك وضع علماء الأصول قاعدة  مهمة  من قواعد الإسلام ألا وهي {الغاية لا تبرر الوسيلة } ولكي أوضح لكم هذه القاعدة اضرب لكم مثال عنها : لا يجوز مثلاً للذي يريد أن يفوز في الانتخابات ويصبح حاكما على المسلمين أن يشترك في كتلة مع النصراني والإشتراكي والرأس مالي والعلماني والشيوعي والشيعي لكي يفوز بالإنتخابات حتى لو كانت الغاية هي الوصول لدفة الحكم مع العلم أن الوصول للحكم هو ليس غاية في الإسلام بل هو وسيلة من أجل تحقيق الغاية وهي تطهير المجتمع من الكفر والشرك وإقامة شرع الله تعالى وتحقيق العدل بين الناس  .

إن الوصول للحكم في الإسلام  يجب إن يكون كمن يزرع شجره التفاح فيتعب عليها ويسقيها ويطهرها من كل الحشرات حتى يصل إلى التفاحة فيأكلها فما فائدة الحكم إذا كان أكثر من حولي لا يريدون وغير مقتنعين بهذه الأحكام التي أريد أن أطبقها  فسرعان ما أسقط وأفشل لذالك عندما سُئل الحسن البصري وهو من كبار التابعين وعلماء الإسلام عن كيفية إقامة دولة الإسلام فأجاب ببساطة أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقام دولة الإسلام .  لذالك قبل كل شيء على الأمة أن تنهض  وتنفث عنها كل المعاصي ويكثر المنتمين لهذا الدين قولا وعملا والداعين له حتى يستطيع هذا الحكم الثبات في الأرض .

نسأل الله تعالى أن يمسخ هؤلاء اليهود قردة وخنازير كما مسخ أجدادهم ونسأله تعالى أن يهدينا للإسلام الحق وان يهدي شبابنا ونسائنا لهذا الدين العظيم ونسأله تعالى أن يهيء لنا ولاة أمر ٍنرفع بهم هذا الدين  ونحرر أرضنا  ونذل به أعدائنا  اللهم  يارحيم  إرحم شهدائنا في العراق وغزة وكل بقاع المسلمين وفك أسرانا وشافي  جراحنا اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك يا رب من شرورهم اللهم يا مقلب القلوب أجعل أعمالنا وأقوالنا في سبيلك وثبتنا يا الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.   

                                         

13/1/2009

أبو عمار ياسر الماضي