السلام عليكم
قرأت مقالا للمبدع خالد أبو الهيجاء وأعجبت بوفائه لما يعتقده وهكذا هم الفلسطينيون أوفياء استبدلوا الحقد بالغضب في قلوبهم ولكني أرى ان الصورة التي رسمتها عن إقامتنا بالعراق كلاجئين لها وجه آخر فالعراق عاش تغيرات وتطورات سياسية كثيرة فمنذ قدومنا لهذا البلد العظيم والانقلابات العسكرية والثورية تعصف بالعراق وكل حكومة تتسلم زمام الأمر فيه تهتف وتنادي باسم الفلسطينيين باعتبار ان قضيتهم المركزية هي فلسطين كشأن العرب جميعا وأول خطوه خطتها تلك الأنظمة العربية ومن ضمنها العراق هي إفراغ فلسطين من الكثير من الفلسطينيين وتركها لليهود ومن ثم قاموا بطرد اليهود ودفعهم إلى فلسطين بحجة الصراع العربي الصهيوني وهذا ما كانت الصهيونية قد خططت له من اجل استقدام الكثير من اليهود لتقيم شعبا يستوطن ارض فلسطين بدلا من الفلسطينيين أما حكومة البعث التي أطاحت بالرئيس عبد الكريم قاسم أيضا تغنت بقضية فلسطين ودعمها المزعوم لها وكانت علاقة البعثيين بالرئيس الراحل ياسر عرفات سيئة وتعرضت للدفع والجذب ولقد سعى البعثيون إلى تحجيم دور ووجود المنظمات الثورية الفلسطينية حتى اقتصرت على تنظيمين مهمشين هما الجبهة العربية لتحرير فلسطين وفتح المجلس الثوري المنشق عن منظمة التحرير الفلسطينية والذي كان يرأسه (صبري البنا ** أبو نضال) الذي يشتبه لحد التأكيد بأنه كان يعمل لدى المخابرات العراقية والذي نفذ لهم العديد من الاغتيالات للشخصيات السياسية المعارضة لسياسات حزب البعث أو صدام الذي كان الرئيس الفعلي حتى في زمن احمد حسن البكر وقبل أن تسقط حكومة صدام بسنة تقريبا تم اغتيال أبو نضال في بيته من قبل المخابرات العراقية نفسها مدعية انها وجدته منتحرا أما عن جبهة التحرير العربية فكانت عبارة عن تنظيم بعثي لحد النخاع في توجهاتهم وأهدافهم ووسائلهم حتى اجتماعاتهم كانوا يستهلونها بشعارات حزب البعث ( أمة عربيه واحده ذات رسالة خالدة ) وكانت البعثات التي تصرف لدراسة أي فلسطيني لا يمكن الحصول عليها إلا إذا كان الفلسطيني منتميا لحزب البعث أو بتزكية من جبهة التحرير العربية على ان المستفيد هو منتسب للتنظيم وبهذا فلقد حجم البعث من زخم المد الثوري الفلسطيني لقضيته بل انه همشه ودق الأسافين بين صفوفه مثلما فعل عندما انشق ناجي علوش عن أبو نضال مع بعض كوادره وماذا قدم العراق مقابل هذا من دعم فعلي للفلسطينيين الدرابين العفنة التي كما قلت أنت أم التوراة أم الزعفرانية وانك يا أخي الكريم ذكرت جملة (نزل وتدبجون على السطح) مبررا ان هذه المقولة تقال لكل غريب فهل نسيت كلمة ( بعتوها ) فلمن كانت تخصص هذه الكلمة أما عن بناء العمارات السكنية لنا التي صدعنا الأخوة العراقيين بأنها (ببلاش) هل تعلم بان مقابل كل عمارة بنيت لنا كان هناك بالمقابل مستوطنة تقام على أرضنا للصهاينة المغتصبين لا يوجد هناك شيء ببلاش لقد ألهونا 63 عاما إلى أن قضم العدو الصهيوني معظم أرضنا أما يا أخي عن دراستنا وعيشنا هناك فهو ليس بالمنية تقدم لشعب دافع عن كل العرب والمسلمين ودفع الثمن لوحده نيابة عنهم وأنا استطيع أن أقول لك شيئا مهما انني الآن في قبرص اسكن في شقه ليس كمثلها في البلديات وجيراني قبارصة وهم لطفاء معنا وأولادي بالمدارس مجانا ولدينا بطاقة ضمان صحي وفوق هذا كله أتقاضى راتبا شهريا جيد نسبيا واركب سيارة أيضا لا بأس بها وفي المدرسة تتوعد الإدارة بأي طالب قبرصي يحاول الاعتداء على أي طالب عربي وكنت أراجع المدرسة من اجل تفقد مستوى أولادي فقالوا لي أخيرا يجب أن لا يتدخل الآباء والأهل في مسيرة أولاده في المدرسة لان هذا شأن المدرسة فقط وهم أولادنا ولهم مشرفة للرعاية الاجتماعية تعنى بهم وتعاملهم كأصدقاء لها فلا تخشى شيئا على ولدك وإن حدث أي شيء يستوجب حضورك فهناك اجتماع دوري للآباء نناقش فيه ما يحتاجه أولادك فبربك هل كنا نلقى هذه الرعاية والخدمات في العراق طبعا كلا لكننا لا نرضى التعامل السياسي تجاه الفلسطينيين هنا أي لماذا هذا الاستهداف للذات الفلسطينية الذي تطور كثيرا لحد قطع سبل الحياة هذا ما نعانيه هنا أمورا سياسية بحتة وعذرا لأني أطلت في السرد لكنها حقائق يجب التفكير بها قبل الحكم بالسلب والإيجاب على أي شيء وناهيك أخيرا عن القتل المبرمج على أيدي الميليشيات لنا والذي كان سيحصل أبشع منه لولا الحكم الدكتاتوري الذي كان على رأس السلطة لأنه كان يطلق شعارات من اجل فلسطين فكيف يسمح لهم بتقتيلنا أنسيت محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم وكيف انهم علقوا المشانق لنا متهميننا بالاشتراك بمحاولة الانقلاب هذه لولا خروج الرئيس وهو مصاب ووجه كلمته للشعب العراقي التي برأنا فيها فنحن منذ زمن بعيد لم نكن بعيدين عن التقتيل لكن السياسة ومتطلباتها هي التي أنجدتنا مؤقتا نحن يا أخي مستهدفين ويستطيع أيا كان (التلطيش) بنا لأننا مبتلون ولأننا لا نملك سندا ولا عزوة والعالم يحكمه الظالمون فلا أرض لنا سوى فلسطين ولا حضن يدفئنا إلا حضنها وستبقى دموعنا في مآقينا إلى أن تجففها لنا فلسطين وشكرا لك أخي المبدع وشكرا لموقع فلسطينيو العراق ودمتم .
محمد كمال من قبرص
10/10/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"