وفي مركز إشراك الشباب التابع
للأونروا في اليرموك، استعرض المفوض العام النشاطات الجارية تحت مظلة مشروع إشراك
الشباب، مشيرا إلى أن المشروع لا يزال يحظى بالتقدير من قبل المجتمع المحلي. وفي
حوار مفتوح مع مجموعة من الشباب من اللاجئين الفلسطينيين، استمع المفوض العام
لشهادات حية حول الآثار الاجتماعية والإنسانية المدمرة للنزاع السوري وتلقى عددا
من المناشدات للمجتمع الدولي لمضاعفة الجهود في سبيل التوصل إلى وقف للأعمال
العدائية. وفي الوقت الذي أكد فيه الشباب على الحاجة لاستمرار الأونروا بالمحافظة
على وجودها العملياتي في سورية، طالبوا الوكالة بفعل المزيد لمساعدة وحماية
اللاجئين. وخلال حديثه مع اللاجئين أكد المفوض العام " على ضرورة أن يستمر
الفلسطينيون بالمحافظة على حياديتهم ". وحث اللاجئين الفلسطينيين الشباب
لجهودهم في مساعدة المجتمع المحلي ودعم العائلات المحتاجة .
واستعرض المفوض العام عملية
التسجيل للاجئين الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على مساعدة إنسانية نتيجة النزاع
السوري. وقام بجولة في مدارس الأونروا التي لا تزال تعمل في اليرموك، مثلما زار
مبنى مدرسة تابعة للأونروا تعمل كمأوى مؤقت للسوريين والفلسطينيين الذين غادروا
منازلهم بحثا عن الأمان. وخلال تفاعله مع النازحين، سمع المفوض شهادات حية تصف
الصعوبات والإحساس بالعزلة التي يعانون منها، مثلما تلقى مناشدات مباشرة للحصول
على المزيد من المساعدات الإنسانية من قبل وكالات الأمم المتحدة في سورية .
وناقش المفوض العام مطولا مع موظفي
الأونروا الأمور المتعلقة بالتحديات العملياتية التي يفرضها النزاع المسلح في
سورية والسبل التي يمكن من خلالها مساندة جهودهم بشكل فاعل. وفي الوقت الذي يعيش
فيه موظفو الأونروا في أوساط مجتمع اللاجئين الذي يقومون بتقديم الخدمة له، فإنهم
يواجهون أيضا مخاطر التعرض للوفاة والإصابة واختبار النزوح والصدمة الحادة الناجمة
عن بيئة النزاع. كما أن موظفي الأونروا يعانون أيضا من الآثار الاقتصادية للنزاع.
وقد أدت مشاركة المفوض العام لهذه التجارب إلى إعطاءه إحساسا شخصيا بمدى الشجاعة
والالتزام اللذان يتمتع بهما موظفو الأونروا. وفيما أعرب المفوض العام عن تقديره
وامتنانه للموظفين، فقد قام بتشجيعهم على المحافظة على حسهم الوظيفي المثالي؛
وأعرب عن أسفه بأن يكون موظفو الأونروا من بين ضحايا هذا النزاع السوري .
وخلال وجوده في اليرموك، التقى
المفوض العام بعائلات كل من جهاد سليمان ورحاب عوض الله ، وهما من بين موظفي
الأونروا الخمسة الذين قتلوا أثناء النزاع. وأعرب المفوض العام عن تعازيه وشكره
للعائلات المكلومة على المساهمات الجليلة التي قدمتها كل من السيدة جهاد سليمان
والسيدة رحاب عوض الله من أجل تعليم أطفال اللاجئين الفلسطينيين ومن أجل عمل
الوكالة عموما .
وقدم المفوض العام تأكيداته
للموظفين واللاجئين أنه، وخلال مداولاته مع الحكومة ومع غيرها من المتحاورين في
دمشق وعلى الصعيد الدولي، سيستمر بتكرير المطالب الرئيسة الثلاث والمتمثلة في أنه
يجب أن تعمل كافة الأطراف أكثر في سبيل ضمان الحماية للاجئين الفلسطينيين
والمدنيين الآخرين من آثار النزاع السوري وأنه يجب احترام حيادية منشآت الأمم
المتحدة والأونروا على حد سواء وأنه ينبغي احترام سبل الوصول الإنسانية وتسهيلها
من قبل كافة الأطراف .
*انتهى*
المصدر :
موقع الأونروا
4/12/2012