التقرير يتهم الحكومة بالفشل في طرح مسألة تنامي التمييز ضد المسلمين وضعف
جهودها في محاربة التمييز ضدهم .
لكن ما أهمية أن تتوجه المنظمات والجمعيات الإسلامية
بتقرير بديل الى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية؟ يقول كتيمبفا سابوني
الناطق باسم الجمعية الافريقية السويدية :
"لقد كان ذلك بسبب ما رأيناه من تزايد في العداء للإسلام أو الخوف من
الإسلام كأكثر أنواع العنصرية عدوانية وأكثرها نمواً، وهذا ما يحتل الحديث العام
للمهاجر وبطرق مختلفة ، حيث يُشار الى المسلمين على انهم مجموعة واحدة متجانسه
ويُعاملون على هذا الاساس" .
يشاطره في هذا الرأي عمر مصطفى رئيس الرابطة الإسلامية في السويد اذ يشير
بالقول :
"مع أن المسلمين يأتون من دول وأعراق وقوميات مختلفة لكن يُعاملوا في هذه
البلاد كقومية واحده وتعاني من نفس التمييز في السكن وفي الدراسة وفي المؤسسات
المدنية أو الحكومية وكمثال على ذلك الخدمات الاجتماعية التي تأخذ الاطفال لأسباب
غير معروفة" يقول عمر مصطفى .
التقرير انتقد أيضاً طريقة تناول وسائل الاعلام وخصوصاً الاعلام الإليكتروني
للإسلام والتي تلعب دوراً أساسياً في تشكيل الرأي العام وفي زيادة التمييز
العنصري، يقول كتيمبفا سابوني مضيفاً :
"الباحث هوكان فيتفيلت يتساءل في الدراسة كيف أصبحت النظرة
للإسلام اليوم على أنه مُصطلح جمعي لكل ما هو أجنبي ومجهول ويهدد
بالخطر" .
ويتطرق التقرير الى بعض حالات التمييز العنصري ضد مهاجرين مسلمين والتي منها
ما تعرضت له بعض الاسر من اصول صومالية من مضايقات في مدينة فوشيروم العام الماضي،
بحيث اضطر حوالى 95 صومالياً من اجمالي 160 الى مغادرة المدينة. ماتياس غارديل
الاستاذ في قسم تاريخ الاديان في جامعة اوبسالا علق على ما جاء في التقرير بالقول
:
"ان الحقائق الواردة في التقرير لا تمثل جديداً بالنسبة لي كباحث،
ولكني سعيد بأن مسلمي السويد تجمعوا بهذه الطريقة من أجل مطالبة الحكومة السويدية
بتنفيذ التعهدات الدولية وأيضا مساعي الامم المتحدة في مكافحة التمييز في
السويد" .
ويضيف غارديل " أنه بالتأكيد موقف يصعب الدفاع عنه أن تكون لدينا
عنصرية بهذا الشكل الكبير في سوق الاسكان وفي سوق العمل وأن ينظر الناس للمسلمين
على أساس أن هويتهم مشبوهة ، بحيث لا تشعر الفتاة التي ترتدي الحجاب بالأمان
أثناء تجولها في المدينة ، ذلك أمر غير مقبول على الإطلاق" .
يُقدر عدد المسلمين في السويد بحوالي 350 الف شخصاً يمثلون 4 بالمائة من
اجمالي عدد السكان ، كما أنهم يشكلون أكبر اقلية دينية في السويد. و الى جانب
افرازات قوانين الحرب على الارهاب يشكوا مسلمو السويد من التمييز ضدهم في مجال
العمل والاسكان وهو ما أخذ حيزاً كبيرا من الانتقادات التي أجملتها المنظمات
الاسلامية في تقريرها الى الامم المتحدة :
"هناك تمييز في سوق العمل وفي السكن ، والاحصائيات تقول بأنه لو كان اسمك
ايريك فإن فرصتك بالحصول على سكن أكبر من فرصتك اذا ما كان اسمك محمد ، فقط الاسم
يمنعك من الحصول على وظيفة أو سكن"، يقول عمر مصطفى .
خوله شنوفي نائبة رئيس اتحاد الشباب المسلم في السويد تحدثت ايضاُ حول التمييز
في مجال في الاسكان وما ينجم عنه من لجوء المسلمين الى العيش في مناطق قد تكون
معزولة اجتماعياً عن المجتمع :
"في السويد أصبحت البيوت فقط للبيع وليس هناك الكثير منها للإيجار،
وأكثرية الناس تقترض من البنك والمسلمون ليس بمقدورهم أخذ قروض لان فيها ربا ،
فأصبح المسلمون يعيشون في أماكن غير جيده" .
وتورد خوله شنوفي بعض الامثلة لما تتعرض له هي كفتاة مسلمة سويدية من مضايقات
من قبل البعض فتقول بأنه وفي أحد المرات كان أحدهم يصرخ فيها من دون سبب سوى أنها
ترتدي الحجاب ، كما تم دفعها أكثر من مره ، لكنها تشير الى ان مثل هذه الاحداث تقع
لفتيات من غير المسلمات وبالطبع هذا السلوك لا ينطبق على كل السويديين"
.
استاذ تأريخ الاديان في جامعة اوبسالا ماتياس غارديل يتمنى بأن يكون هناك
تعاون بين مختلف المنظمات الإسلامية والحكومة السويدية في سبيل التغلب على المشاكل
الراهنة .
"آمل أن تتقبل الحكومة اليد الممدودة اليها وأن يعملوا جنباً الى جنب من
اجل التوصل الى حل لهذه المعضلات" .
المصدر : راديو السويد باللغة العربية – أرابيسكا
6/3/2013